شمعة مضيئة على طريق الوحدة العربية¿

أحمد الأكوع


كلما أطل علينا شهر مايو تذكرنا المنجز العظيم المتمثل في الوحدة المباركة فإن إعلان الوحدة في هذا الشهر هو مكسب عظيم وحدث عظيم.. لقد طالت به أعناقنا وعزت به يمننا وتحققت به كثير من أمانينا وسعد به شعبنا اليمني وفرحت به أمتنا وشرف به تاريخنا وتوسع به اليمن: نعم أن نعيد لليمن وحدته حدث عظيم يثير البهجة والسرور في النفوس ومن عظمة هذا الحدث أنه خرق لعادة الانفصال لذي أصبح من أمراض الأمة العربية كما أنه انتصار لحكام اليمن لنفوسهم وعلى أنفسهم وأعدائهم ونقول الحقيقة: إن البشر الذين يسكنون هذه الأرض الطيبية أعيد لهم بعض حقوقهم المسلوبة المنهوبة وأصبح الشعب في 22 مايو في قمة النشوة بعد أن زالت الحواجز والفواصل الفعلية والسياسية وإن كانت بعض السلبيات لا تزال تعرقل مسيرة الشعب إلى الأمام ولأن الوحدة هي في الأساس بين اليمنيين في الأمر الطبيعي الكائن في ضمائر الناس وقلوبهم وعقولهم وأخلاقهم نشأوا عليه وعاشوا به عمر التاريخ وعمر البشرية بصورة عامة ولم يخل التاريخ اليمني من فترات كانت اليمن فيها خاضعة لعدد من الحكام ولكن في القرون القديمة في جميع أنحاء العالم لم يكن فيها قيود على تنقل الناس من بلد إلى بلد كما هو المعروف في العصر الحديث وجملة الشروط والقيود المفروضة من قبل كل دولة: نعم نقول اليوم إن حكام اليمن قد انتصروا على نفوسهم وأصلحوا اخطاء من سبقهم وأعادوا لليمن كل اليمن هذا الحق المسلوب إلا وهو الوحدة.
إن الوحدة هي الأمل لكل مواطن يمني ولولا الوحدة لما وصل الشعب إلى ما وصل إليه شعب اليمن بكامله لأنه كان متحدا ومما يؤكد أنه كان متحدا أنه لم يتفاوض ولم يشترك في مفاوضات فقد كنا ومازلنا أبناء اليمن الواحد والأب الواحد واللسان الواحد والعقيدة الواحدة وشعب اليمن كله يؤمن بالله واحده لا شريك له.
فالحكام اتحدوا لأنهم كانوا مختلفين يختلفون علينا ويتصارعون بنا والحمد الله على نعمة الوحدة حكاما ومحكومين وليس منا من يفرقنا حاضرا ومستقبلا.
شعر
مما كتبه وسجله الشاعر محمد أحمد منصور عن الوحدة وعندما تحقق الحدث اللتحم الشعب والتأم الجرح سطر هذا الشاعر في أبيات ليقول عن لحظة نصب العلم عاليا في سماء الوطن.
أنا لم أنس لحظة مذ نصبنا
علم الوحدة الرفيع بديلا
صفق البحر وانتشى الموج حتى
سبح الثغر بكرة وأصيلا
وترامى منكسا علم التشطير
حتى غدا ضئيلا ذليلا

قد يعجبك ايضا