إخراج الثقافة من جبö الخمول
لقاءات/ محمد القعود

لقاءات/ محمد القعود –
تعاني الساحة الثقافية اليمنية من خمول وذبول وجدب مفزع ومن شبع سبات دائم وخاصة خلال السنوات الماضية نتيجة لعوامل كثيرة ربما في مقدمتها عدم إدراك أهمية الثقافة من قبل الجهات الحكومية بالإضافة إلى ما مرت به البلاد من أحداث أنعكست على الواقع اليمني بشتى جوانبه.
ولعل من أبرز تلك الانعكاسات سقوط المؤسسات الثقافية وفي مقدمتها الرسمية في جب الفراغ والامتلاء بللا شيء وإنتاج الصمت.
في السطور التالية كان لنا لقاءات مع مجموعة من الأدباء والمثقفين حول رؤيتهم عن كيفية النهوض بالواقع الثقافي:
لاوعي بدون ثقافة
د احمد المعمري: من المهم أن نؤمن أن الثقافة من أهم مكونات الحياة ومن أهم أسباب النهوض الشامل.
ثانيا لا وعي بلا ثقافة ولا حرية بلا وعي إذن الثقافة والحرية متلازمان والثقافة أولا
ثالثا إجرائيا لا بد من أن يظهر مثقفون ملتزمون ومؤمنون بدور الثقافة كسبيل أساسي للانتقال الى المستقبل.
الثقافة تنهض بالمجتمع
الأديب أحمد ناجي أحمد: في المقدمة من أي فعل يستهدف النهوض بالمجتمع تقف الثقافة على رأس قائمة الأوليات بالواقع.
ومعلوم أن الثقافة كقيمة مجردة عن التفاعل بالواقع هي قيمة محايدة بالطبع.
ولكنها حين تتفاعل مع الواقع ويتم اختبار مقولاتها في الواقع فإنها تصبح ميدانا للثراء والتنوع الخلاق إن موضوع الثقافة الأبرز في النهوض بالمجتمع هو النضال في اتجاه ترسيخ الهوية المدنية للمجتمع تلك التي تنهض من ذكريات الخراب لتعيد إنتاج واقع مشبع بالأمل واليقين الكامل بضرورة الوصول إلى منتهى ذروة الحلم.
ولكي ننهض باعتبارنا كمثقفين فإن المهمة الأعظم التي تنتظرنا على الدوام هي النضال من أجل ترسيخ القيم المدنية التي تعتمد مبدأ المواطنة المتساوية كأساس مهم من أسس الدولة المدنية وهذا هو الأساس في عملية النهوض بالواقع الثقافي وكذا هو الأساس في عملية النهوض بالواقع من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية الشاملة.
بناء مؤسسي
الشاعر علوان الجيلاني: لا يمكن النهوض بالواقع الثقافي دون بناء مؤسسي حقيقي ينهض بالكتاب والمسرح والسينما والفنون التشكيلية وسائر تجليات العمل الثقافي.. بما فيها منح التفرغ للمبدعين والتأمين الصحي للكتاب والمثقفين والمبدعين.. وتوفير بيئة صالحة للثقافة من خلال توفير حياة معيشية جيدة للكتاب والمبدعين والمثقفين والفنانين.. ثم توفير قنوات التوصيل للأعمال الإبداعية.. بشرط ضمان الاستمرارية وعدم الانقطاع.
لا إبداع بدون حرية
الفنان فؤاد الشرجبي: من وجهة نظري للنهوض بالواقع الثقافي ١- إنشاء بنية تحتية ثقافية وفنية وتفعيلها ٢- إعادة تأهيل العاملين والقائمين على الشأن الثقافي في اليمن . ٣- تفعيل الدور الثقافي من خلال برامج ثقافية داخل وخارج الوطن . ٤- عدم إنجرار المثقفين والمبدعين إلى دهاليز الأحزاب السياسية والرؤى الضيقة . ٥- رفض الوصاية على الأفكار الخلاقة ٦- الحرية الكاملة للمثقف ( لا إبداع بدون حرية ولا حرية بدون وعي عام ) والمثقف هو من يحرك الوعي العام ويغذيه.
جهود مشتركة
الناقد عبدالله أحمد حسين: مسألة النهوض بالواقع الثقافي مسألة ذات شقين ولا تتم عملية النهوض الا بتضافر جهود ذوي الشأن في هذين الشقين وأقصد بهما الجانب الرسمي ممثلا بالهيئات الحكومية المعنية وعلى رأسها وزارة الثقافة ومؤسساتها المختلفة, والجانب الآخر يمثله مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالثقافة بمختلف توجهاتها.
ولا ننسى دور المبدعين ودورهم في ذلك فهم المرتكز الذي نقوم عليه العملية الثقافية ولولاها ما كانت الثقافة.
نخلص من ذلك كله أن النهوض بالواقع الثقافي شأن جماعي وإن كان المعنيون بهذا الأمر محددين في المقام الأول حيث تظل المسألة تكاملية لا يمكن تحقيقها إلا بتضافر الجهود من الجميع فالشأن الثقافي ضرورة ملحة بل إنها حق من الحقوق الضرورية التي لا غنى عنها نتمنى أن يعي كل منا دوره في هذا الجانب وأن نكون يدا واحدة للنهوض بواقعنا الثقافي الذي لا يسر أحدا.
إرادة سياسية
الشاعر أنور البخيتي: إن النهوض بالواقع الثقافي يتطلب إرادة سياسية من أعلى السلطة مرورا بكل الجهات المعنية بالثقافة إذا ما استشعرت المسؤولية والأهمية للدور الثقافي وتحديدا في وقتنا الراهن فمخرجات الحوار الوطني لن تترجم إلا عبر نهضة ثقافية ” وثورة وعي” لردم الفجوة القائمة بين أدبيات وتشريعات مخرجات الحوار الوطني وبين الوعي المجتمعي وهذه المهمة لا يقوم بها سوى المثقف والمؤسسات الثقافية بشكل عام وأن ارتباط نهوض الأوطان في كل سائر الدنيا لن يتأتى إلا من خلال النهضة الثقافية ولا تتقدم الشعوب مطلقا
