موجبات المصالحة واستحقاقات المرحلة

أحمد الزبيري


المطلوب اليوم ممن يهمهم حقا وصدقا وحدة اليمن وامنه واستقراره وحاضر أبنائه ومستقبل أجياله أن ينضووا تحت لواء وثيقة مؤتمر الحوار الوطني وأن يصطفوا مع الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لتنفيذها باعتبارها استحقاقا معبرا عن إرادة مصلحة شعبنا اليمني بمختلف شرائحه وفئاته ومكوناته المتطلعة إلى التغيير وبناء اليمن الجديد ودولته الاتحادية المدنية الديمقراطية الحديثة القوية القادرة العادلة .. دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية .. هذه مهمة المرحلة الأهم لكل من يريد إخراج الوطن من أزماته وتعقيدات ظروفه وأوضاعه السياسية والاقتصادية والأمنية التي أنهكت اليمن واليمنيين ولم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من المعاناة والتدهور الشامل لكل مناحي حياته المعيشية والخدمية بسبب إصرار البعض وتمسكه بمشاريع وأجندة لطالما أثبتت فشلها في الماضي ولم تنتج إلا الصراعات والحروب والإرهاب والدمار والخراب والفوضى.
هنا يتجلى لكل ذي بصر وبصيرة ان ما يحتاجه اليمن بصورة عاجلة وملحة ليس إيقاظ المزيد من الفتن وصب الزيت في نيرانها لتحرقنا جميعا بل إخمادها ببذل الجهود الجدية في عمل تكون فيه القوى الفاعلة والمؤثرة المختلفة مقتنعة ومستعدة لتقديم التنازلات لبعضها البعض من اجل إنجاز مصالحة وطنية حقيقية خاصة وأن لهذا التوجه أساسا موضوعيا ونعني هنا توافقا واتفق اليمنيون عليه في مؤتمر حوارهم الوطني, ناهيك أن ما يلتقون عنده أكثر مما يتقاطعون ويختلفون عليه وما يتوجب عليهم إلا التخلي فقط عن الاوهام القديمة والجديدة والتوجه الجاد النابع من إرادة واعية إلى مصالحة مع الذات, والآخر المستوعب أن اليمن وطننا جميعا وليس لنا وطن آخر غيره وهو يتسع لنا جميعا وفي أرضه من الخيرات ما يكفينا وفي شعبه من القدرات والطاقات الإبداعية الخلاقة قل أن يوجد نظير لها في شعب آخر لكن توظيفها واستغلالها بصورة صحيحة تستدعي قوى اجتماعية سياسية واقتصادية تحمل مشروعا وطنيا متجاوزا أي مشاريع خاصة شخصية أو فئوية أو حزبية أو قبلية أو مناطقية أو مذهبية تستبدل بصورة تعسفية مصلحة الشعب بمصالحهم الأنانية الضيقة معتقدين أنهم ليسوا جزءا منه متوهمين أنها مختزلة فيها حتى كبر وهمهم ليصبحوا لا يرون الا أنفسهم .. متخيلين أنهم الشعب والوطن .. والنظام والقانون يحكمون كما يشاءون ويتسلطون كما يريدون هؤلاء قلة قليلة تمارس الفساد وتقصي وتهمش من لا يخضع لمشيئتها .. ولم تفهم حتى الآن ان هذا المنطق والسلوك اصبح لم يعد زمانه والتغيير والتسوية السياسية والحوار والوثيقة التي خرج بها ليست مفاهيم ومواضيع للاستهلاك السياسي لكنها متطلبات واستحقاقات موجبة الإنجاز والخطوة الصحيحة والصائبة باتجاهها هي المصالحة الوطنية وعلى الاطراف التي تضع العصا قي دواليب عربة التغيير وينبغي أن تتحرك بشكل متسارع نحو تطبيق وثيقة الحوار الوطني بروح تصالحية تسامحية بعيدا عن الأحقاد والضغائن وحسابات المصالح النابعة من تفكير ضيق الأفق.
من هذا كله نقول بأن أولويات الفترة التي يمر بها وطننا تقتضي الاصطفاف مع الأخ رئيس الجمهورية لتنفيذ وثيقة الحوار وليس السعي إلى خلق وافتعال أزمات وبؤر صراع جديدة لأننا بتطبيق مخرجات الحوار سنتجاوز والأسباب العوامل التي أوصلتنا الى ما وصلنا إليه ونمضي معا الى بناء وطن يستحقنا ونستحقه آمنا مستقرا متقدما ومزدهرا .. تفخر بما حققناه أجيالنا القادمة ..هذا هو ما يتوجب فعله والقيام به الآن وبدون إبطاء ما دامت الفرصة أمامنا سانحة بوقوف المجتمع الدولي إلى جانبنا فلا خيار أمامنا إلا أن نتغير لنواكب عالما متغيرا وإن لم نقم بذلك اليوم فلن ينتظرنا الآخرون غدا وعندها لن ينفع الندم .. فهل نحن فاعلون ..¿!

قد يعجبك ايضا