كلنا مستضعفون!!

فتحي الشرماني


 - إذا تأملنافي طبيعة الأحداث والأزمات التي ينقلها الإعلام إلينا فستجد أن اليمنيين اليوم ليسوا أكثر من شرائح وفئات اجتماعية تستضعفها عصابات أو أفراد تمادوا في الخطيئة

إذا تأملنافي طبيعة الأحداث والأزمات التي ينقلها الإعلام إلينا فستجد أن اليمنيين اليوم ليسوا أكثر من شرائح وفئات اجتماعية تستضعفها عصابات أو أفراد تمادوا في الخطيئة وانتهاك حرمة أفراد يمثلون مؤسسات وطنية لها حقوق تجرم الأعراف والقوانين مصادرتها, ولذلك نجد الكل يشكو ويستاء ويندد ويصيح بأعلى صوته, ولكن صوت الهمجية أقوىويملأ المكان.
خذ مثلا شريحة القضاة, فهم يشتكون من حالات الاعتداء المتكررة على بعض أعضائهم, وعلى بعض المباني القضائية, في زمن أصبح إصدار حكم قضائي على طرف مدان مغامرة لا بد للقاضي أن يتحمل تبعاتها, فقد يتعرض للاختطاف أو للاغتيال أو للضرب, ولكل حالة نصيبها من العقاب.
وخذ أيضا شريحة الصحفيين والكتاب, فمآسيهم لا تنقطع وبياناتهم لا تتوقف, إذ إنك لن تعدم بين يوم وآخر خبرا يتردد في الإعلام عن تعرض أحد الصحفيين للاعتداء بالضرب الخفيف, أو المبرح, ومصادرة الكاميرا, أو تعرضه للقتل أو للاختطاف.
ومثلهم في ذلك الناشطون السياسيون والحقوقيون, فكثيرا ما تنالهم الاعتداءات بمختلف أنواعها, وستجد زملاءهم ومؤسساتهم تفعل ما يفعله غيرها من شجب وتنديد ومناشدة.
وإذا جئت إلى شريحة المعلمين والإداريين التربويين فستجد أبرز قضاياهم الاعتداءات المتكررة على المعلم أو مدير المدرسة أو وكيلها للضرب أو الاختطاف أو غير ذلك مما يجعل المؤسسة التعليمية ونقاباتها دائمة الشكوى والتنديد والمطالبات بوضع حد لهذه الاعتداءات وضبط الجناة.
ولا تنس أن تعرض لذكر شريحة عمال ومهندسي الكهرباء, فهؤلاء أيضا لا تكفيهم مخاطر الكهرباء, وإنما يتعرضون لحالات كثيرة من الاعتداءات المتكررة بمختلف أنواعها التي تبدأ بالاعتداء اللفظي والضرب وتنتهي بمصادرة المعدات والمركبات لتنطلق بعدها المناشدات والوساطات ومحاولات ترويض المعتدين.
وإذا كان كل هؤلاء المعتدى عليهم من قطاعات حكومية فإن القطاع الخاص يناله نصيب من هذه الأوجاع, فما أكثر التجار ورجال الأعمال والمغتربين الذين يتعرضون لحوادث اختطاف أو قتل أو ضرب, وما على الإعلام إلا أن يواكب كل جديد في عالمهم المثقل بالاعتداءات والمناشدات.
هؤلاء بعض من يحضرني ذكرهم في هذه العجالة, ولا شك في أن هناك شرائح أخرى تتعرض باستمرار لجملة من الانتهاكات بحقهم, مثل شريحة الأطفال والمرأة والمهمشين وغيرهم.
والواضح أن المشترك بين كل هذه الاعتداءات أن بيانات أصحابها واحتجاجاتهم وصراخهم يتضمن مناشدة للأجهزة الأمنية بعمل ما ينبغي عمله لإيقاف مسلسل هذه الاعتداءات,والحق أن الأجهزة الأمنية لا تسلم هي نفسها من هذه الاعتداءات المتكررة باستمرار, بل إنها أكبر من يضحي ويتحمل الألم ويواجه الاعتداءات ويسقط من منتسبيها الكثير والكثير لأنها في كثير من الأحيان تواجه حروبا ومؤامرات تستهدفها فيكون الثمن باهظا.
أليس اليمنيون إذن بمختلف شرائحهم عرضة للافتراس¿ بل كيف انزلقنا إلى هذا المنزلق حتى أصبحنا فرائس سهلة للطائشين والمتنمرين, ولا ندري كيف نحقق لأنفسنا الأمان من بطشهم¿
أما لهذا الليل من آخر¿!.

قد يعجبك ايضا