أمة “اقرأ” متى تتجاوز هذا الفعل ¿!

* فايز البخاري

 - منذ أنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الوحي في غار حراء قبل حوالي أربعة عشر قرنا ونصف والأمة الإسلامية تكاد لا تتجاوز أول كلمة نزلت مع الوحي على نبينا ال
* فايز البخاري –

منذ أنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الوحي في غار حراء قبل حوالي أربعة عشر قرنا ونصف والأمة الإسلامية تكاد لا تتجاوز أول كلمة نزلت مع الوحي على نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي فعل الأمر “اقرأ” .
الجهل لا يزال متفشيا بشكل كبير في أوساط المجتمعات الإسلامية وأعني به هنا الأمية القرائية والكتابية التي ركز الإسلام على محوها وإزالتها والقضاء عليها نهائيا منذ أيامه الأولى ورغم ذلك ما تزال متسيدة ـ أي الأمية ـ في كثير من دول العالم الإسلامي .
أما بالنسبة للجهل بأصول الدين وقواعده فهذا حدöث عنه ولا حرج . فقد سادت العالم الإسلامي وللأسف نظرة” قاصرة” لها بالغ الأثر في تثبيط الهمم وتقاعس الأنفس عن طلب العلم الشرعي أو محاولة الإلمام به وكأنه صار فرض كفاية إذا قام البعض سقط عن الآخرين . الأمر الذي أدى إلى انتشار المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي وفتح الباب واسعا أمام أدعياء التنظير ودخلاء الشريعة الذين يلوون النصوص ليا خدمة لأهداف أيديولوجية ما نزل الله بها من سلطان ناهيك عن أن الابتعاد عن الدين وعدم الإلمام بقواعده وأصوله قد كان السبب المباشر الذي دفع بالمتطرفين إلى إصدار الفتاوى الشرعية التي سادت في الآونة الأخيرة وكان لها أثر” بالغ”في الأحداث التي تمر بها وتعاني منها الأمة الإسلامية بشتى أقطارها في الوقت الراهن . بل وأدت إلى شق الصف وتشتيت الجهود وزرعت العداوة والشحناء والبغضاء بين الإخوة في الموطن الواحد .
إننا بحاجة قبل هذا وذاك إلى أن نتجاوز الأمية القرائية والكتابية والأمية الدينية الشرعية والأمية الثقافية بل وحتى الأمية التكنولوجية باعتبار أن الحاسوب وشبكة الانترنت أضحيا هما لغة العصر واللغة العالمية التي يتخاطب بها ومن خلالها كل سكان المعمورة بلا استثناء .
المدقق في واقع الأمة وحسب الإحصائيات المهولة التي تصدر عن تقارير أجهزة مكافحة الأمية في الوطن العربي والعالم الإسلامي يجد أننا فعلا مازلنا عند فعل الأمر (اقرأ) ولما نستطيع بعد تجاوزه بدليل أن حوالي ثلثي الأمة العربية يعانون من الأمية حسب تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .
أما التقارير المحلية لدينا فتقول أن حوالي 72% من الإناث في اليمن يتسربن من التعليم وهذا يعني أن نسبة الأمية لدى الإناث قد تصل إلى حوالي 90 % لأن تسرب 72 % ممن دخلن في الدراسة فقط أما الأخريات ـ وهن كثر ـ فلم يتمكن البتة من دخول المدارس .
وإذا علمنا أن أكثر من سكان اليمن وكذا معظم العالم الإسلامي هم من النساء أضف إلى ذلك الرجال الذين يتواجدون في ظروف صعبة لايسمح لهم بالالتحاق بالتعليم خاصة في مناطق الأرياف النائية والصحارى البعيدة ومناطق القلاقل والإختلالات التي تعاني من زعزعة الأمن .. إذا علمنا بذلك سنوقن فعلا أن الإحصائيات التي تذكر أن ثلثي سكان العالم الإسلامي يعانون من الجهل أو الأمية هي إحصائيات حقيقية . وهذا الأمر يدعونا إلى بذل المزيد من الجهود حكومة وشعوبا من أجل تجاوز هذه المعضلة التي رانت على الأمة وجرتها نحو الصفوف المتأخرة في عالم اليوم .
قبل أيام مرت ذكرى اليوم العالمي للمكتبة وقد استغربت بشدة أن هذه الفعالية مرت لدينا مرور الكرام ولم يأبه لها أحد” ولم تلفت انتباه أي جهة من الجهات المسئولة عن التعليم والثقافة !!
وكنت أظن أن في مثل هذه المناسبة ستطلق الهيئة العامة للكتاب باعتبارها الجهة المسئولة أولا عن المكتبات حملة دعائية للترويج للكتاب الذي يكاد تنعدم طباعته في الآونة الأخيرة من عمر هيئة الكتاب .
وكنت أتصور أن أرى عددا لا بأس به من أجل توسيع القاعدة القرائية لدى أفراد هذا الشعب الذي مايزال بحاجة ماسة إلى مزيد من التوعية والتثقيف بشتى المجالات .. ولكن للأسف الشديد لا هذا ولا ذاك رأيت .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : أين نحن من التعريف العالمي لمصطلح الأمية في الوقت الراهن والذي يعرف الشخص الأمي بأنه الذي لا يستطيع التعامل مع الحاسوب وأجهزة العصر وتقنيات المعلومات الحديثة ¿!
أمة لا تقرأ حري بها أن لا تبرح ثكنات جهلها أبدا.. أمة لا تقرأ من البديهي أن تظل عرضة للهزات العنيفة التي تعصف باقتصادها وأمنها واستقرارها .. أمة لا تقرأ ستكون عرضة للاختراقات الفكرية والمذهبية والطائ

قد يعجبك ايضا