سعيد الحكيمي …58الف ريال !!!!
عبدالرحمن بجاش
ماذا يعني أن تقدم لهذا البلد عصارة عمرك ¿ , الجواب : لا يعني شيئا إذا لم تكن من أصحاب الحظوة , أو أن وجهك يكون مستعدا لأن يتلون في اللحظة الواحدة ألف لون !!! , وإن أردتم فإليكم الدليل على أن التفاني , واحترام النفس , والمثابرة , والنضال الحقيقي , وكل الصفات الوطنية لا تعني شيئا أمام سيل النفاق والمنافقين والمتسلقين , ومن يصمون آذانهم عن سماع أي صوت يطلب عدلا !! , سعيد الحكيمي رحمه الله …هل سمعتم عنه ¿¿ وإذا سمع أحدكم وهم قلة قليلة فلا احد يريد أن يسأل نفسه إلى ماذا آل مصيره كمرتب وإعاشة لأولاده ¿¿ لن يدري أو يهتم , فكل واحد أضحى شعاره ( اللهم نفسي ) ويذهب الآخرون إلى حيث يريدون حتى لا نقول جهنم !!! , سعيد الحكيمي كان يوما محافظا لتعز – يوم أن كان القاضي الارياني مقتنعا ونظرته بعيدة إلى اليوم يرى أن كل محافظة سيكون الأجدى لها أن يتولى أمرها في ظل الجمهورية احد أبنائها – لم لا – فكان الحكيمي محافظا لتعز , ليأبى سدنة المركز المقدس الذي نظر على الدوام إلى المحافظات الأخرى على أنها البقرة الحلوب إلا أن يقتل الفكرة في مهدها ويعيد الأمر إلى نصابه حيث أبوا إلا أن يعينوا حتى جنود المرور من ذات المركز إلى بقية المحافظات ترسيخا لنظرة بانورامية للمشهد تقول بأن على الجميع أن يظلوا رعية حتى يوم الدين !!, ولذلك قلنا بأن الأقاليم ستحرر الناس من الهيمنة المقيتة , أقاليم تحت راية اليمن الواحد حتى لا يقول أنصار الهنجمة أننا نقول كما يقولون أن الأقاليم تعني الانفصال في فاصل موسيقي فج يكررونه كما يكررون تناول نفس عيدان القات البلدي !! . نعود إلى الحكيمي الذي كان أيضا في مرحلة مهمة احد أعلام الحركة العمالية في عدن درة التاج اليمني وليس البريطاني كما قد يتراءى للبعض !!, وإلى مجلس الشعب ومجلس النواب فكان نائبا , وإلى الهلال الأحمر اليمني فكان رئيسا , وإلى اللجنة العليا للانتخابات فكان المسؤول عن الإعلام وعملت معه , وقدرية الجفري والأستاذ حسن العلفي , يومها أحسست أن الرجل في الهيئة اضطرارا لظروف خاصة !!بمعنى البحث عن الرزق حفاظا على الكرامة , وآخر مرة كنت أقف أمام بيت الأستاذ الكبير يحيى العرشي فسألت احد الجيران من كان يمر بجانبي : بيت من ذلك ¿¿ قالها بحسرة : بيت الرجل المحترم , قلت : من ¿ أجاب سريعا : الأستاذ سعيد الحكيمي . حكيت له ذات لحظة عن صاحب الموتور الذي جئت معه راكبا إلى حيث التقيته , فقد كلمني السائق مستبشرا : البترول عيخرج عندنا , قلت طيب ايش باتسوي عندما تكثر الفلوس معانا , قال بسرعة : أتزوج ثلاثا وأوري أبتهم , ولم يقل لي من المقصود بهم , حكيت للأستاذ سعيد , قال وابتسامة معروفة تحتل وجهه : لا بأس دع الناس حتى بالمبالغة يقهرون الفقر في نفوسهم !! , الآن هذا سعيد الحكيمي بـ 58 ألف ريال !! ولكم أن تتخيلوا ما يعني هذا !!! على أن المفارقة المرعبة تتبدى في راتب هذا وذاك , ففلان من الناس الآن درجته وزير راتبه 450 ألف ريال , وآخر بنفس الدرجة راتبه 150 ألف ريال وبالمقابل فأحمد ثابت مدير عام البنك اليمني رحمه الله بـ60 ألفا وفتح الاسودي بـ 40 ألفا !! وكله بفتاوى كما قال لي صاحبي , وعندما استوضحته قال ضاحكا : أنت ومقدرتك على الشريعة , فإذا كنت ( مجلحا ) فستأخذ ما تريد وبفتوى رسمية , وإذا كنت ممن يستحون فما معك إلا ما معك !!, رحم الله الأستاذ سعيد الحكيمي , وإلى من لا يزال في صدره بقية ضمير في المستويات العليا خاصة ممن يتنكرون حتى لأعز أصحابهم أعيدوا النظر في المرتب التقاعدي للحكيمي ولكل من أصابه ظلم أو لم يستطع أن يصل بصوته إلى ما وراء الأسوار العالية , وإلى أولئك الذين امتطوا صهوة الشباب واستفادوا من دمائهم : تذكروا فقط ما كنتم ترددونه في مقابلكم يوم أن كنتم ( ثوريين ) وتحولتم إلى موظفين كبار ……!!!.