دموعها مطر

أحمد غراب


قال لي بعد ان قرأت رسالتي :” يا بني اياك أن تيأس من وطنك فاليأس من الوطن عقوق اليمن يا ولدي صورة طبق الاصل مما في نفوسنا “.
فيما يلي نص الرسالة التي كتبتها اليه : ” ذكريات قاسية أشبه بكمين في صحراء صمت وضجيج امال بالتغيير قد تتحطم أملا تلو آخر لكنها لاتموت وقلوب ظامئة تترقب امطارا صيفية تبلل هذا التراب الذي خلقنا منه تراب الوطن الذي نعيش فيه فنظمأ حين يظمأ ونرتوي حين يرتوي.
يحدث أن تخدعك الملامح والكلمات لتجد كل حلم ملائكي سكنك يوما وقد تحول الى شجرة زقوم وقعها كأنه رؤوس شياطين تحاصرك من حيث خرجت واينما وليت وجهك
يحدث ان تطارد الحقيقة لا لشيء الا لإقتلاع الزيف من جذورك والانتقام من لحظات غبائك
يحدث ان تشعر بسخف آلامك العابرة أمام ألم كبير ياغتك فجأة فأخرس جوارحك وكتم روحك وجعلك تضحك وتبكي في نفس الوقت وتحيا وتموت في ذات اللحظة ولاتشعر بشئ إطلاقا
لا شعور لا تميز حزنك من فرحك ولا ابتسامتك من دمعك ولا حضورك من غيابك ولا وجودك من موتك ..
من كثرة الحزن الذي لف قلوبنا ونحن نفتش عن اليمن السعيد أصبحنا نترقب غيمة الحزن بعد كل ابتسامة وصارت دقات قلوبنا تقول كلما صفت غمت
زمان كان كلما جاء مطر نجري تحته ونتقافز نشوة وفرحا وجنونا بريئا
حتى احساسنا بالمطر تغير وصرنا نعتقد ان اليمن يبكي عندما تمطر سماؤه.
اصبحنا نعمل كل شيء في وقت واحد
نضحك ونبكي نعزي ونهني
نعيش الحلم والكابوس معا
الامل واليأس معا
التغيير والتدمير معا
أريد آن أبتسم دون أن أخاف من حزن صار رديف حياتنا يباغتنا ويقض مضاجعنا
فلا تكتمل لنا فرحة ولا يدوم لنا حزن
ولانستغرق في السبات ولا نصحى منه”.
نظر الحكيم اليماني في الافق وقال لي يا بني لايأس مع اليمن ولايمن مع اليأس احبوا اليمن كما احبكم واشعروا به كما يشعر بكم واسكنوه في قلوبكم كما سكنتم فيه وغلبوا مصلحته على مصالحكم الضيقة ووحدوا جهودكم من اجله واعملوا بروح وطنية واحدة “.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين.

قد يعجبك ايضا