صديقي طارق ….
عبد الرحمن بجاش
عمر الابن الأكبر فؤاد يبلغ الآن الثلاثين ولي حفيدتان هما بنتاه مرام ومريم , مرام عمر ها ثلاث سنوات ونصف , في عمر مرام بدأت أذهب به إلى طبيب الأطفال , وبنصيحة صديقي د.عبد الله عبد الولي ناشر ذهبت به إلى جاره في عمارة الغراسي د . طارق سنان أبو لحوم , قابلني رجل قصير القامة دمث الخلق, هادئ النبرة فوجدت ضالتي لديه التطبيب والخلق الرفيع, ومن أول عيادة تعارفنا , بل والى ماقبل عام ظللنا نتواصل , نلتقي بالصدفة , بالذات في مثل هذه الأيام في مؤسسة السعيد بتعز , كان لايزال طارقا الذي عرفته مؤدبا , حميما , قريبا من القلب , سألني عن صديقه الصغير فؤاد وكيف صحته , قلت ضاحكا : بل اسأل عن بناته , ضحك ( شيبت ) : لم اعد اذهب إلى العيادة , وأنا أدرك أن الرجل شغلته الأعمال الخيرة عن المهنة , وهو ما لم يكل ويمل عنه . يحسب للوالد سنان أبو لحوم انه علم أبناءه ليهذبهم , فلم يترك الحبل على الغارب مثلما فعل غيره لفرض أمر واقع على الناس ( أنا ومن بعدي أبنائي أو الطوفان ) , ولذلك فتلتقي عبد الوهاب لا تجد عنده غير الابتسامة وكلمات يهمس بها في أذنك مرحبا ( أين أنت ¿ ), فإذا تركته وانعطفت في منحنى المدينة السكنية ستلمح عبد الرب يسير راجلا لا يدري غيرك أن هذا الذي يمشي على الأرض هونا هو عبد الرب سنان أبو لحوم , فإذا ما استبد بك الشجن وأردت أن تبتسم فارفع سماعة التليفون ستجد حميد ا أمامك ( يا رجل أين أنت ¿ ) , وان كنت قد افتقدت لصوته من زمن , فقد ذهب به إلى مصر يهدهد به وبيده شيخوخة العم سنان الذي تأثر بعدن وخضرة إب فسكن الاخضرار أنفس أولاده , من طارق إلى سبأ الذي تقابله ( أنا فلان ) فلا يترك لك فرصه ( الله المستعان أنا أعرفك ) فيزيل حواجز صنعها من نظروا إلى الكون على انه خاص بهم فصل لهم وليخسأ الآخرون , أعجبكم ..أعجبكم ..ماشي ارموا نفسكم في اقرب بحر – هنا بحر رجرج اقرب البحار – !! يبدو أن البحر انتقل إلى البر فخسف بالكبر الذي تراه ارجل ترتفع على مقدمات السيارات وفي وجوه الناس !!!, لكن ربك يمهل ولا يهمل , فالظلم قرين صاحبه في الأخير يتحول إلى نار تأكل مشعلها , خاصة من احرق أعماق الناس و كرامتهم !! اعود إلى طارق فأقول أنني ونجلي الأكبر خسرناه على المستوى الشخصي , وتخسر البلاد رجلا نبيلا مؤدبا أحسن العم سنان أن ذهب به وإخوته في طريق العلم والخلق , وقال لهم : انتم من الناس ولستم أعلى منهم ,و قد يكون لي بل هو كذلك ألف ملاحظة على مذكرات الشيخ سنان مع احترامي لرأيه وخياراته , لكنني على صعيد عمي سنان لا امتلك سوى قناعة واحده هي انه أحسن التربية , وهذا يريحني والناس جميعا , والله إنني أتذكر طارق في بوابة السعيد مبتسما هادئا يسألني عن الحال والأولاد , فاحدث عن نفسي الآن بفداحة خسارتنا للرجل ولقيمة حقيقية , العوض في عبد الوهاب وعبد الرب وحميد وسبأ وفي الآخرين الذين لا اعرفهم ….وأطال الله في عمر العم سنان …..