قمة المصير !!
عبدالحليم سيف
عبدالحليم سيف –
يمكن القول بدون مبالغة أن القمة العربية العادية في دورتها الخامسة والعشرين التي تبدأ غدا في دولة الكويت هي قمة الأخطار المحدقة بالمصير العربي أو بصورة أكثر دقة قمة التحديات المتراكمة العاصفة بجميع الأقطار بشكل حرج لم يسبق له نظير مذ بداية القرن الحادي والعشرين إن لم يكن بعد تأسيس جامعة العرب العتيدة في مثل هذه الأيام من عام 1945م.
و يكفي في هذا الإطار المفكك رصد بعض المشاهد الباعثة على التشاؤم وذلك في التالي من النقاط:
أولها: إن البلدان العربية أصبحت مستنزفة استنزافا دما ودمعا ..عسكريا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا في حروب مع إسرائيل وحروب داخلية بين العرب .. بالجملة والمفرق إلى صراعات عبثية كما ونوعا وانشقاقات حتى النخاع تتواصل فصولها الدرامية في وقت واحد.. وهي:
* تصعيد عدوان الكيان الصهيوني على الضفة الغريبة وقطاع غزة واستكمال تهويد القدس والعدوان المتواصل لنسف المسجد الأقصى في ظل غيبة الاهتمام العربي وانسداد أفق التسوية فضلا عن تشرذم الفصائل الفلسطينية وانقسامها بين “فتح” و”حماس”.
* الحرب في سوريا الأكثر بشاعة وهمجية وهي تدخل عامها الرابع دون بزوغ بارقة أمل توحي بتقديم نظام الأسد والمعارضة تنازلات متبادلة لإنقاذ ما تبقى من ملامح وطن وشعب .
* شبح الحرب الأهلية يعود إلى أجواء لبنان وسط تصاعد القتال في طرابلس وبيروت بين مؤيدي ومعارضي النظام السوريواحتدام خلافات الفر قاء حيال انخراط “حزب الله” في القتال إلى جانب قوات الأسد .
* توسع التناحر الأشد دموية في العراق منذ 2008م ما يهدد بانفجار حرب طائفية تكمل ما خربه الغزو الأميركي البريطاني لبلد الرافدين في مثل هذه الأيام من عام 2003م.
* – بروز التوتر من جديد في شرق وشمال السودان مع استمرار حرب الفصائل المتصارعة على السلطة في الجنوب بعد عامين من انفصال جوبا عن الخرطوم.
* – فوضى المليشيات المسلحة في ليبيا تتسع يوما بعد آخر من اجدابيا إلى طرابلس الأمر الذي يعرض السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي للخطر.
* – تفاقم مأساة الصومال الإنسانية مع تزايد عدد اللاجئين عبر خليج عدن والمخا مما يشكل مزيدا من الأعباء الإضافية على اليمن .
* – النزاع الجيبوتي الاريتري بشأن الحدود من يونيو 2008م.
* – استمرار بعض القوى في اليمن في إذكاء الصراع المذهبي والسياسي وإشعال حروب عبثية للتهرب من تنفيذ استحقاقات مخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140.
* – تصاعد أعمال العنف في مصر وسط تواصل محاكمة قيادة وأنصار الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي وكذا الرئيس المخلوع حسني مبارك ورموز نظامه.
* انفجار الخلافات بين قطر وكل من السعودية والأمارات المتحدة والبحرين بحجة دعم الدوحة للإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتطرفة.
ثانيها: فشل الجهود الرامية لتحقيق التنمية المستدامة داخل كل قطر علاوة على إخفاق المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي الموحد في قيام السوق العربية المشتركة وتنفيذ المشاريع المتوسطة والصغيرة والطاقة برغم عقد عشرات الاجتماعات والقمم الاقتصادية بسبب اعتماد مبدأ الإجماع في اتخاذ القرارات وعدم توفر الإرادة ما جعل 85% من قرارات القمم العادية والطارئة تقبع في أدراج مبنى الجامعة العربية في القاهرة .
ثالثها: ضياع الفرص التاريخية لإزالة الظلم والعبودية والتهميش والقضاء على الفساد ونهب المال العام ومحاربة الفقر وحل أزمة المياه إلى محو عار الأمية وغيره من المصائب الناجمة عن غياب برامج عملية تستهدف الإصلاح الشامل والتغيير الجديوتعمل على إشاعة العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة واحترام حقوق الإنسان وتستعيد ثروات العرب المكدسة في خزائن الغرب لتوظيفها في إحداث تنمية حقيقية شاملة من شأنها أن تطلق القدرات الخلاقة للشباب باعتباره أثمن رأسمال للأمة العربية بدلا من جعله أدوات مدمرة تستخدمها الجماعات المتطرفة لخوض حروب الآخرين على ارض العرب.
رابعها: انه نتيجة لتلك الأسباب والعوامل مجتمعة باتت المنطقة العربية ساحة مفتوحة لحروب الكبار وإثارة الأحقاد والكراهية والنزاعات المذهبية والدينية الأخطر من ذلك أننا نسمع ونقرأ عن خرائط تتوالد في المطابخ الغربية لتقسيم الإقليم إلى دويلات طائفية تمهيدا لقيام الدولة اليهودية في فلسطين.
خامسها: وامتدادا للنقطة السابقة هناك أخرى ..تكمن بإغراق العرب في تصفية الحسابات على مستوى الأنظمة والحكام وتوسعها إلى الأحزاب ومنظمات المجتمع