الدولة .. الدولة أو الهلال

عارف الدوش


 - 
يتحدثون عن الدولة يطالبون بها يكتبون عن ضرورتها ينادون ويصرخون الدولة.. الدولة أو الهلال وكل طرف عندما يكون قويا ويمتلك السلاح والرجال والمال ينسى الدولة أو يعتبر نفسه
عارف الدوش –

يتحدثون عن الدولة يطالبون بها يكتبون عن ضرورتها ينادون ويصرخون الدولة.. الدولة أو الهلال وكل طرف عندما يكون قويا ويمتلك السلاح والرجال والمال ينسى الدولة أو يعتبر نفسه هو الدولة والدولة هو وكم سمعنا من مقابلات وتصريحات تحتمي بالقبيلة والمنطقة والشيخ  والقائد العسكري أو بأصحاب البلاد الملتحقين بالجيش والأمن.
الدولة تصبح مطلبا هاما وضرورة عندما يضعف الأقوياء أو يضربون بفعل مراحل التحول ومراحل الصراع وكم يا مراحل صراع مر بها اليمن وفي كل مرحلة صراع تنكشف عورات هذا البلد على الآخر فمنذ أول ثورة في الجزيرة العربية ثورة 17 فبراير 1948م  إلى ثورة فبراير 2011م واليمن يبحث عن الدولة والدستور والقانون جاءت ثورة 26 سبتمبر 62م تبحث عن الدولة والدستور والقانون وأعلنت أهدافها الستة التي فعلا حولت اليمن من شكل ووضع سياسي إلى نقيضة تماما.
وأعلنت أهداف الثورة السبتمبرية أنها مع البسطاء والطبقة الوسطى  بإزالة الفوارق بين الطبقات وبناء جيش وطني وباقي الأهداف ما أروعها وناضل الناس من أجلها وسالت دماء وانتصرت إرادة  اليمنيين في دحر حصار صنعاء من قبل القوى المتخلفة التي كانت تريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء لكن عورة هذه البلاد انكشفت مجددا .
 فقد تقاتلت الوحدات العسكرية مع بعضها واتضح بكل أسف أن كل طرف عندما يكون قويا يرى نفسه هو الدولة والدستور والقانون وأفرزت أحداث  أغسطس 68م الأليمة  جيشا آخر فضعفت أطرافا وساندت أخرى وبدأت الأطراف الضعيفة تبحث عن الدولة والدستور والقانون وأصبحت الأطراف القوية هي الدولة والدستور والقانون فسجنت وقتلت وشردت واتهمت …الخ القائمة.
 وهكذا نرى الأحداث تتكرر في كل مرحلة تحول أو صراع في الشمال والجنوب والحيز هنا لا يسمح بالاسترسال وإيراد النماذج وما نحن فيه اليوم  يعيد المشهد المتكرر الذي عنوانه ” البحث عن الدولة والدستور والقانون” لكن هذه المرة أصبح الشعب كله هو من يبحث عن ذلك وليس قوى منهزمة أو مضروبة ولا اعتقد أنه يمكن اليوم للقوى التي ترى نفسها منتصرة أو قوية أو يغريها السلاح الذي تمتلكه أو يغريها ضعف وأخطاء الخصوم.
مؤخرا قرأنا للعزيز علي البخيتي مقالا ” الدولة مقابل السلاح” وهو يدندن حول غياب الدولة والدستور والقانون وعندما توجد تلك الدولة سيسلم ” انصار الله ” سلاحهم  وأيضا سمعنا مطالبات من قوى كانت تصول وتجول ليس في صنعاء فقط وإنما في اليمن كله خاصة بعد حرب صيف 94م تشدد على ضرورة وجود الدولة والدستور والقانون.
صحيح أن من يكون قويا في يوم ما ويمتلك أدوات الحسم أو القهر ينسى الدولة والدستور والقانون ويوم تحل به الكارثة من قبل قوى أخرى تملك قوة الحسم أو القهر يصرخ ” يادولتاة” والدولة عند مثل هؤلاء  هي التي يكونون فيها هم أصحاب أدوات الحسم والقوة ويريدونها لخدمتهم فقط .
 نقول للباحثين عن الدولة بمنطقهم أن الشعب اليمني شماله وجنوبة وشرقه وغربه يبحث اليوم عن الدولة والدستور والقانون واتذكر حديثا ظل يردده الدكتور محمد حلبوب طوال جلسات مؤتمر الحوار الوطني  عنوانه” قنبلة الإنفصال جاهزة”  ملخصه أن الجنوبيين يحملون الإنفصال كقنبلة يهددون بها كل من لا يريد قيام دولة مواطنة متساوية ودولة يحكمها وينظمها دستور وقانون وكان يصرح حبتور بكل وضوح في كثير من الأحيان إما دولة مواطنة متساوية دولة نظام وقانون  أو” كل واحد يصلح سيارته كل واحد يروح لحاله” لم يفهمه كثيرون لكنه كان يدندن حول ” الدولة مقابل  الإنفصال ” .
 يا سادة يا كرام نريد دولة تحمل العصا ضد الخارجين على الدستور والنظام والقانون مهما كانوا وأينما كانوا ولا نريد اطرافا وقوى تكون هي الدولة أو أقوى من الدولة وهذا الأمر يتكرر منذ أكثر من نصف قرن أو ثلاثة أرباع قرن كل من وصل السلطة بالقوة أو بالقهر أو بأي شكل آخر أصبح هو الدولة والدستور والقانون وكل من امتلك سلاحا ومالا ورجالا وأموالا  وأصبح ذراعا قوية لقوى إقليمية ودولية أصبح هو الدولة والدستور والقانون .
نريد دولة لا تكون نتاجا لفلهوة المسيسين والسائسين والمطبلين والأنصار والمجايلين   فالأغلبية الكاسحة من أبناء الشعب الطيب الصابر يريدون دولة هؤلاء هم الذين حتما سينفد صبرهم  وسيخرجون غاضبين  مزمجرين ضد النخب المترهلة وقادة الأطراف النائمة في العسل والقوى المغرورة بقوتها وسلاحها وأموالها .
ومع صبر هذا الشعب الطيب أقول لكم أيها  السائرون نحو دولة على مقاسكم وأيها القادمون بدولة تحميكم

قد يعجبك ايضا