أنقذوا أبين!!
حسين محمد ناصر
* لم نسمع عن أحد من أبناء أبين الذين يعملون في إطاري الطب والقانون أيه كلمة حول ما تعرضت له المحافظة في السنوات الماضية من ويلات ونزوح وصعوبات حياة على مختلف أوجه حياة مواطنيها.
* لم نقرأ بحوثا ولا دراسات عن واقع البيئة بعد الحرب وماذا اختزنته من ميكروبات وفطريات وما هي انعكاسات وجودها ومضاعفات الإصابة بها ولا نوعية الأمراض المتوقعة بعد عودة النازحين إلى أبين.
* لم يقم أحد من مسؤولي وزارة الصحة بالنزول إلى مخيمات النازحين في مواقع تواجدهم المنتشرة في محافظات البلاد وتقييم الأوضاع الصحية فيها ولا الأمراض التي تسببت فيها عملية النزوح ولم يتم دراسة البيئة المحيطة بسكنهم ولا كيفية ونوعية المياه التي يشربونها في مناطق النزوح ولا في مدنهم وقراهم السكنية بعد عودتهم إليها!!
* لم تتم أيه إجراءات لدراسة التربة ولا الأثر وانعكاس المواد الناتجة عن استخدام مختلف أنواع الأسلحة أثناء الحرب في المدن والقرن وضربات الطائرات في جعار ومحيط زنجبار وتفجير معسكر 7 أكتوبر ومجزرة أبناء منطقتي الحصن والرواء الكارثية.
* نهم لم يقم أحد بهذه المهمات بشكل جدي ونظرة مستقبلية لنتاجاتها الطبيعية والبيئية على سكان مناطق أبين وإن قام أحدنا بذلك فإنه من باب رفع العتب ليس إلا ولكن ما هو العتب يقف كالطود أمام كل مسؤولي البلاد من كبيرهم إلى صغيرهم بعد أن تواردت أخبار الكارثة الجديدة التي حلت اليوم بمحافظة أبين والمتمثلة بظهور وانتشار الأمراض الجلدية المختلفة بدءا بالجذام ومرورا بالجرب وأخيرا وليس بآخر تساقط الشعر “الثعلبة”.
* وكلها تفتك بمواطني المحافظة تحت سمع وبصر الحكومة والدولة في ظل الاهتمام والرعاية اللازمة وانعدام الجهود الجادة لوقف هذه الكارثة والحيلولة دون انتشارها إلى مناطق أخرى.
* لقد بلغت الحالات المبلغ عنها فقط أكثر من 1200 حالة حتى أمس الأول ولا نعلم اليوم كم قد وصلت وجميعها تنبئ عن وجود فطريات مجهولة السبب انتشرت في عدد من مناطق أبين بشكل فجائي لم يستطع أحد أن يؤكد أسبابها الحقيقية والمتوفر من تصريحات ترجع هذه الحالات إلى عدوى اكتسبها النازحون من مواقع سكنهم في محافظات أخرى وأنهم عادوا بها إلى مناطقهم¿ ولم يتبادر إلى ذهن أحد من أصحاب التصريحات لماذا إذن انتشرت هنا في أبين ولم تنتشر في المحافظات التي جاءت منها هذه الحالات¿ ولم يقل أحد في تلك المحافظات أن هناك شبيها لهذا المرض المنتشر في أبين يقع في منطقتهم¿
* أخشى إذا لم تقم الحكومة بواجبها تجاه أبناء أبين المذعورين والذين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من وصوله إليهم وإلى أبنائهم وأسرهم بشكل جماعي وتوسعه في كل مناطقهم أخشى أن تشهد المحافظة نزوحا جديدا لن يكون سببه هذه المرة الحرب ولكن سيكون الرعب والذعر وإهمال الدولة لأوضاعهم بعد الحرب وتعرض بيئاتهم إلى عوامل خارجية بسبب مخلفات الحرب.
* في بعض دول العالم يكون هناك استنفار إذا ما سمع وزير صحة عن ظهور حالة مرضية طارئة ثم الإعلان عن التخلص منها رسميا وحكومتنا للأسف هاهي تسمع عن ظهور حالات العشرات المرضية في مديريتي زنجبار وجعار ولم تحرك ساكنا وتريد من الناس على الأقل سكان أبين عدم المطالبة برحيلها.