أخلاق الفرسان ..أو الذهاب إلى الجحيم !!

عبد الرحمن بجاش

 - تسمعون على الأقل هذا الاسم ( نيكيتا خرتشوف ) , ولمن لم يسمع او يعرف عنه شيئا , فهو الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي بعد ستالين , وهو احد أبطال الحرب العالمية الثانية وخاصة

تسمعون على الأقل هذا الاسم ( نيكيتا خرتشوف ) , ولمن لم يسمع او يعرف عنه شيئا , فهو الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي بعد ستالين , وهو احد أبطال الحرب العالمية الثانية وخاصة على جبهة ستالينغراد تلك المدينة البطلة التي حوصرت 900 يوم وانتصرت بعد ان دفعت دماء سالت بدلا عن الأنهار !! دفاعا عن الوطن …وبالمجمل دفع السوفيت 25 مليونا من البشر دفاعا عن أرضهم وعن العالم أمام شر هتلر !! , وخرتشوف بطل الحرب هو أيضا من كاد يصل بالعالم إلى حرب نووية إبان أزمة صواريخ خليج الخنازير , وهو من اتفق مع كينيدي على سحب الصواريخ مقابل أن تتعهد أميركا بعدم اجتياح كوبا , وخروتشوف هو أيضا الفلاح الأحمق الذي خلع حذاءه فجأة وراح يضرب بها على رأس العالم من على منصة الخطابة في الجمعية العامة للأمم المتحدة , خروتشوف هو من قال لمن أرسل إليه ورقة صغيرة في اجتماع عام للحزب كان ينتقد فيه ستالين – ومن كان يجرؤ على ذلك في حياة الرفيق الأمين العام – بمرارة وشده , قال له صاحب الورقة التي لم يكتب اسمه عليها ( ولم لم تنتقده في حياته ¿) , فرد خرتشوف أيضا ببراءة الفلاح ولؤمه ( كنت يا رفيق جبانا مثلك )!! , اليوم في حياتنا العامة والسياسية منها بالتحديد هنا من السياسيين من هم مثل خرتشوف مع فارق عظمة الأدوار , فخرتشوف كان احد أبطال الاتحاد السوفيتي ومعظم أصحابنا مثل ( أسد المفرشه ) , فقد ظهر بعضهم يكيل الاتهامات لخصومه في لحظة نزل أولئك الخصوم من على ظهر خيولهم !! وجبان هو من لم يقارع الظالم افتراضا أو الخصم وهو لايزال على صهوة جواده , والمصيبة أن من ينتقدون الأمس كانوا جزءا أساسيا من ذلك الأمس !! والمثال القريب ذلك الذي لا فضل له على أي احد ولاشيء من كان يظل يلف على الاحتفالات من قاعة إلى قاعة يبحث عن ( الرئيس موجود ) حتى في الجنازات , واليوم يدعي البطولة والشجاعة وما أحقرها شجاعة أو بطولة حين يجرد الخصم من سيفه !! فالشجاع من يواجه الخصوم كما قلت وهم في أوج قوتهم ,و أيضا : لماذا نفجر في خصومتنا ¿¿ ولا نكون فرسانا حقيقيين حين نتواجه , وحين نرى الخصم وقد نزل أو انزل من على صهوة الجواد أعدنا سيوفنا إلى أغمادها , وكثير من السيوف هي أيضا الأقلام الشجاعة وليست تلك الفاجرة التي لا توفر أي علاقة إنسانية ولا تترفع , وتبعا لذلك فقد تحول البعض إلى بطل – للأسف صناعي – , فالبطل الحقيقي هو الفارس الحقيقي الذي حين يخاصم يخاصم برجولة , لا يتعرض لعرض الخصم ولا إلى أهله , ولا إنسانيته بأي شكل , فإذا انتصر عليه حفظ كرامته , ولذلك انظر ما أجمل وأروع التربية العسكرية وكيف يتعامل الجيش المنتصر مع المهزوم , لمدعي الشجاعة الفجائية الذين حلت عليهم الشجاعة كالانفلونزا : ابقوا في جحوركم , وللشجعان الحقيقيين : علموا الآخرين كيف يكونون فوارس في الخصومات , فما نراه من تنابز بالألقاب والأصول العائلية مثلا ليس للشجاعة علاقة من أي نوع به , الشجاع من يترفع ويقارع الخصوم بسلاح الشرف والرجولة ولا يفجر حين يختصم , فأما أن يكون السياسي شجاعا لا يفجر ولاينهش ولا ينتهز الفرصة للطعن في الظهر , أو فليذهب إلى الجحيم !! ينطبق الأمر على كثيرين ممن اكتشفوا هذه الأيام أنهم شجعانا , والشجعان الحقيقيون بعضهم يفجر حين يخاصم وهنا المأساة .

قد يعجبك ايضا