مع بداية كل سنة جديدة
حسن أحمد اللوزي
اللحظة التي تفر منك تكون محسوبة عليك أما التي تستثمرها بالصورة المطلوبة فإنها تكون لك وتزيد من رصيد عطائك وقدراتك على مضاعفة الإنجاز والاقتراب من كل ماتتطلع إليه !
بهذا الفهم يتعامل الإنسان الحريص والعاقل والمؤمن بأبجدية فن الإدارة والقيادة مع برامج وخطط العمل وخاصة مع عامل الزمن الذي شبهه أسلافنا بالسيف (( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ))
ومع بداية كل سنة جديدة يتوجب التقييم لمحصلة ومعطيات السنة الفائتة على مستوى الأفراد والشخصيات الاعتبارية كما بالنسبة للدول صغيرة كانت أو كبيرة وإمعان النظر الموضوعي والعلمي لجانبي الميزان الإيجابيات والسلبيات المكاسب والعثرات والكوابح والمحفزات وبمعنى أشمل التحديات في كافة صورها وحقيقة التعامل معها
وهنا لابد أن نبين بأن تطبيق هذا المفهوم بصورة علمية وموضوعية دقيقة إنما يتحقق في الظروف الطبيعية التي تعيشها كل دولة أو مؤسسة أو شخص ولا يتأتى بالصورة المطلوبة بالنسبة للأحوال الاستثنائية أو المحاطة بظروف صعبة تؤثر على كل المقاييس كحالات الطوارئ والظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا للأسف الشديد لأن المقياس في هذه الحالة يرتبط بمؤشرات أخرى ذاتية ومعنوية أهمها القدرة على الصمود واستمرار خوض غمار المواجهة الصعبة والإصرار على تحقيق الأهداف والمهام مهما كان الثمن أو المسافة الزمنية التي تم قطعها لتحقيق الغايات المستهدفة ورفض انكسار الإرادة الوطنية أو انطفاء توقد العزيمة القيادية أو توقف الحركة العملية في كل المستويات والميادين
ومع ذلك فإن المسيرة متواصلة في خطها المستقيم معبرة عن صدق تحمل المسؤولية والإخلاص في أداء الواجبات المتصدرة للائحة المهام المرحلية أولا بأول بالرغم من امتلاك الجميع للعديد من الملاحظات والانتقادات حول جوانب القصور وسلامة الأداء مما لا يتسع المجال للخوض فيه وخاصة في مواجهة التحديات الأمنية والقصور الأمني والاقتصادي !!
ومع ذلك ها هو الشهر الأول من العام الجديد يحتضن أهم الثمار الإيجابية بالنسبة للتسوية السياسية وتستكمل بروية وخطوات ناضجة اللبنات الأساسية لاختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل والسير قدما نحو بناء الثقة المتكاملة بين كل أطرافه طلبا لتحصين النجاح التاريخي الناجع بما هو أهل له وإسناد النهج المصيري المأمون والواضح أمام الجميع وبحكم النتائج التي توصل إليها الجميع في المحتوى الشامل لقرارات وموجهات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بما في ذلك ما تم الاتفاق عليه بالنسبة للحلول العادلة للقضية الجنوبية وكافة القضايا الأخرى التي عولجت مبكرا!!
ولابد من التأكيد هنا بأن أعظم منجزات مؤتمر الحوار الوطني الشامل مع إقرار الموجهات الدستورية والتي على أساس منها سوف يصاغ الدستور الجديد هو الوصول إلى اتفاق الجميع إلى صياغة جديدة لروح الوحدة الوطنية بإملاء القواسم المشتركة والقيم الوطنية الجامعة الراسخة في إيمان ويقين الشعب الواحد وبهدف توثيق وتعزيز سياج البوتقة الحضارية العقيدية والفكرية والسياسية للحياة المتجددة على أرضنا المباركة الطيبة
وبحيث تكون قوة الدفع والمثابرة والمنافسة الإنتاجية والإبداعية في الحركة العقلانية التوافقية الجديدة من جوهر ما صار بين يدينا من عهد توافقي عظيم وما نمتلكه من القدرات والإمكانيات والطاقات من أجل أن تتقدم الحركة العقلانية التوافقية إلى تحقيق كل ما يرتضيه الشعب ويرتجيه وبفضل الإيمان الذي لا يتزعزع ونفاذ الإرادة التي لا تكسر أو تنحرف في الاتجاه الصحيح وفي الصورة التي تم رسمها بإملاء ألباب الحكماء وبتوفيق وتسديد من الله سبحانه وتعالى بعد أن كادت أن تسقط المسيرة في الهاوية وينفض الحوار إلى الهباء فلله الحمد والمنة ولقائد المسيرة الوفاقية الظافرة كل الشكر والامتنان والمجد والخلود لمتقن الحوار ومبدع الشورى الأول شعب الإيمان والحكمة منذ الأزل !!
عن طيب الكلمات :
كلماتي نبت لسان يدرك ثقل الأعباء
معنى أن يشرق في العتمة بجمال الأضواء..
أن يرسل بصفاء مقصود شارات البشرى
أطياف الرؤية.. وصنوف الآراء
ويطير أحلاما زرقاء
في كل الأرجاء!!
ويحاذر دعوات الإغواء
ومغبة أن يتحدر في السقطات
ومهاوي خبث الكلمات!!.
❍ ❍ ❍
يدرك أيضا معنى استشراف الوثبات
أن يرسل نفحات الأشواق
لنهار يتجدد بتوالي الإشراق
وينمي الرابية المخضرة في حقل الإحساس
في كل قلوب الناس
ويمد جسورا في كل جهات الإدراك
نحو الآفاق الممتدة أش