اليمن

أحمد غراب


الفقير الذي مات وغداه في الطاقة يسكن جنوب الجزيرة العربية
ما الذي ينقص اليمن حتى تصير سنغافورة الجزيرة العربية ¿
هذا البلد لم تكن أبدا مشكلته في زيادته السكانية ليس محتاجا الى حبوب منع الحمل بل إلى حبوب منع الفساد .
ما يجمعه المواطن بسنة يأكله الفاسد بلقمة.
في اليمن لم نتعود أبدا أن نحلم وعيوننا مفتوحة
ولا حتى وهي مغمضة
ولا حتى ونحن نائمين
تعودنا أن نحلم ونحن ” مبحشمين ”
كيف القات اليوم حظا وإلا بورة ¿!
لم نتعلم أن نموت من اجل وطننا ولم نتعلم ان نعيش من اجله .
كيف لا نكون فقراء ونحن نعيش في بلد لم يقدم فيه فاسد واحد للمحاكمة
لأن المال العام سايب والمال السايب يعلم السرقة .
كيف لا نكون فقراء وحكوماتنا تدفع ملايين الدولارات فوائد ربوية على القروض التي تستدين !!
كيف لا نكون فقراء وخسارة الكهرباء سبعة مليارات ريال في عام واحد فقط.
كيف لا نكون فقراء وثلاثة أرباع ثروة البلد تذهب فسادا أو جهلا أو حروبا ¿
بلد غني جدا لكنه يسقي لغير أهله تماما كمن كاليمني الذي يصرف كل مدخراته على القات.
الشعب اليمني هو الذي اخترع المثل القائل من أكل بالثنتين اختنق
ولذا أكلوه بالعشر والعشرين.
هؤلاء الذين يتزينون بأموال الشعب لا يعرفون كم مرة نزف المغترب اليمني قهرا وهو يصبر ويكابد من اجل أطفاله ¿!
سارت حكومة وجاءت حكومة والحالة حالة لا حصلنا بنية تحتية ولا محشية لم نجد سوى بنية “فوقية” والأكل بالعشر والعشرين وطاح ضمارك يا صابر مثلما ضاعت الميزانيات للحكومات المتوالية على الهرج والمرج ولم تستثمر في مشاريع بنية تحتية وسياحية عملاقة توفر مصدر رزق بديل للنفط ولأن الجهل بأسباب التقدم هو السبب الرئيسي في صناعة الفقر فإن العقول الخاوية من المشاريع العملاقة جعلت بلادنا كالعنز التي تدور العشاء والعشاء في ظهرها فهي بلد سياحية لكنها تفتقد للبنية التحتية اللازمة للسياحة وهي ذات ثروة سمكية لكنها تفتقد الشفافية العلمية للاستثمار والاستيراد والتصدير بدون فساد.
قصر الكلام.. اللي فينا يكفينا واللي فينا فينا ولو حجينا وجينا وايش يعمل الترقيع في الثوب البالي¿! ولوشي شمس كأنها من أمس ولو كنا بنزرع كل يوم لأكلنا كل يوم ولو كان هناك محاسبة حقيقية للفاسدين ما أصبحنا أفلس من يهودي في نهار السبت وما صارت ميزانيتنا أنظف من الصيني بعد غسله.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين