لا خيار إلا النجاح
حسين محمد ناصر
> تتجه أنظار محبي اليمن اليوم إلى هنا.. إلى الوطن الذي احببناه وسقط من أجل كرامته ورفعته الشهداء الاحرار تتجة أنظارهم إلى اليمن الذي ارتضت أحزابه وتنظيماته وشبابه الحوار مخرجا لأزماته ومشاكله وحروبه التي اتعبته واضعفته ردحا طويلا من الزمن ليروا كيف ستكون خاتمة هذا الحوار الطويل وما هي مخرجاته ومن سيقف إلى جانبها كمخرجات توافقية تصنع الأسس الأولى لبناء وطن جديد يسود فيه العدل والمساواة والمواطنة المتساوية بعيدا عن الظلم والضم والتهميش والنظرات الاستقوائية بأي شكل من أشكالها.
لم يعد الوطن اليوم في وضع يمكنه من تحمل سياسات الابتزاز والمساومة واللعب على عواطف ومشاعر الناس بهدف تحشيدهم خلف شعارات تدغدغ عواطفهم لتثير موجات من انتماءات ضيقة واصطفاف ظاهره الوطن وباطنه الذات فلقد تحمل الشعب الصابر الكثير من ويلات السياسات الخاطئة والتجارب الأكثر سوءا وسلبية خلال الفترات الماضية من الحكم وكان يتوق إلى رؤية ملامح فجر جديد ينبثق من ليل الحرمان والمآسي المعاشة ليعم نوره كل سماء الوطن من أدناه إلى اقصاه حاملا حياة فضلى ترفع من شأنه وحياته ونهضته إلى مستوى حياة الآخرين الذين عرفوا السياسة والحداثة بعد أن عرفها وشقوا طريقهم إلى العصر وتجلياته وبقي هو غارقا في حفر بداياتها محتربا مع ذاته بسبب فشل حكامه وسوء تقديراتهم لأمور تطوره وآفاق نهوضه.
إن العالم وهو يراقب الأحداث الجارية في اليمن ينتظر من الساسة أولا الارتفاع إلى مستوى المسؤولية وإنجاز مهام المرحلة الحالية المحكومة بالمبادرة الخليجية على أكمل وجه والاتفاق على مخرجات الحوار وخاصة وثيقة حلول القضية الجنوبية باعتبارها مفتاح نجاح ذلك الحوار ومفتاح حلول المشاكل والقضايا الوطنية وينتظر من الشعب الالتفاف حول تلك المخرجات والدفاع عنها والتفاعل مع قرارات المؤتمر بشكل يضعهم في مقدمة منفذيها.
إن المزيد من شرح وبلورة مخرجات مؤتمر الحوار بين أوساط الناس في مختلف المراكز والمديريات والمحافظات مهمة تقع على عاتق كل عضو شارك في المؤتمر وهو ما ينبغي على الأمانة العامة للمؤتمر أن تبادر إلى وضع آليات مختلفة لضمان إنجازه على الواقع.
إن وضع خطط وبرامج نزول مكثفة إلى تلك الأماكن تحدد فيه فترات زمنية وأشخاص المكلفين بالنزول إلى المديريات مسألة لا تقبل التأجيل حتى يضمن الجميع مشاركة عامة واستيعابا تاما للمخرجات وتفنيدا لكل المزاعم والمحاذير التي تهدف إلى تشويه نتائج المؤتمر وعرقلة تنفيذها.
كما أن مهمة كبيرة تقع على وسائل الإعلام الرسمية وخاصة المرئية والمسموعة في وضع البرامج المكرسة لتنفيذ حملة إعلامية واسعة لايصال قرارات ونتائج مؤتمر الحوار إلى أوسع عدد من المواطنين وبأشكال بسيطة ومفهومة وكذلك الأمر على وزارة الثقافة من خلال الأغنية والنشيد والمسرحية والفن التشكيلي والندوات والمحاضرات فكلها وسائل سريعة التأثير وبواسطتها يمكن نشر وتعميم المفاهيم الجديدة المراد غرسها في وعي المواطن وتثبيتها في دستوره القادم ليكون مرجعية دولته الاتحادية المنتظرة.