جمهورية إبراهيم الحمدي

د. ياسين عبدالعليم القباطي 

 - قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وأنتصر عليه و ما زال يعمل في برنامج مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أبوحسن عزلة الكينعية آنس.
قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وأنتصر عليه و ما زال يعمل في برنامج مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أبوحسن عزلة الكينعية آنس.
الحلقة 48
جمهورية إبراهيم الحمدي
في مدينة النور مضت الحياة نضالا وعملا وجهدا متواصلا يبدأ مع بزوغ الشمس ولا ينتهي بغروبها أعمل مع الراهبات أستقبل الأغذية أخزنها وأسجل المنصرف من المخازن في دفاتر علمتني الراهبات كيف أرتبها أوزع الأغذية الجافة على البيوت المحيطة بالمستشفى وأساعد في فظ النزاعات مع مجلس الحي أتوقف عن العمل عندما تحين صلاة الظهر وأذهب لتناول لقيمات لذيذة طبختها زوجتي ثم أتوجه إلى مقالع الحجار أستمتع بالصحبة مع العاملين في المقاطع وبالحديث عن جمهورية جديدة تعود الى الدماء الى عروقها ثورتها تشق الطريق بإصرار إلى دولة النظام والقانون بقيادة زعيم طالما حلمنا به وتمنيناه أنطلق من حيث لا نتوقع من بين العسكر يخوض حرب التطوير واسترداد الكرامة ودحر الفساد هو الزعيم إبراهيم الحمدي الذي أتى بعد فساد أجتاح اليمن ومجاعة وجوع أنتشرت من تهامة سلة غذائنا تهامة فصارت تتضور جوعا وجعنا معها تتلقى ونتلقى معها صدقات برنامج الغذاء العالمي وهبة الدول الغنية التي ترسل المواد الغذائية لإنقاذ اليمن من جوع ومجاعة أجتاحتها بفعل الفساد في الأرض وغضب الرب في السماء فأنقطع الغيث وهاجمتنا الجراد لتقضي على ما تبقى من مساحات خضراء وها نحن نستفيق وندحر الفساد وتعلن إذاعة صنعاء بداية عهد جديد تتشكل فيه لجان التصحيح المالي والإداري وتتكون الهيئات التعاونية للتطوير لتبدأ شق الطرق في الأرياف لتصل البادية بالحضر.
في مقلع الحجار في مدينة النور المعنويات مرتفعة والراديو الموضوعة على صخرة تذيع الأناشيد في 27 أبريل 1975م عيد الجيش وتعلن تطهيره من الرتب الوهمية من مشايخ القبائل الذين تسلقوا الرتب العسكرية وحولوا الجيش إلى إنتماءات قبلية متصارعة ما بين حاشد وبكيل.
أخي عبدالولي ترك القرية في آنس بعد أن عاد من بلاد السعودي وقد شفي من مرض الجذام قضى سنة كاملة محجوزا في مصحة ابن سيناء – مستعمرة الجذام- حدة طريق مكة جدة يعزل فيها المصابون بمرض الجذام تزوج عبدالولي في قريتنا من بنت خالتي ولكنه لم يتوفق معها فطلقها وحضر للعيش معي عبد الولي أخ وأب رعاني في طفولتي ذهب معي ماشيا من آنس إلى نجران للبحث عن علاج لمرضي لم يخبرني ولم يعرف أحدا إنه مصاب بالجذام مثلي وها نحن اليوم معا في أرضنا ووطننا في مدينة النور بعد غربتنا وتشردنا في بلاد السعودي نعيش في وطن حر كريم تحت قيادة ضابط من أبناء الشعب يسير في شوارعنا يقود سيارته بنفسه دون حرس أو موكب يرافقه.
سأخدمك ياعبدالولي كما خدمتني وسنشترك معا في خدمة أمنا اليمن. سكن عبدالولي في منزلي وبدون أن أعرف أتفق مع إحدى النساء الراقدات في قسم الجذام طلب منها الزواج فوافقت وفاجأني بخطوبته ورغم عدم موافقتي عليها رضخت لطلبه عبدالولي يتمتع بشخصية صارمة يقرر مايشاء وما على المحيطين به إلا الموافقة.
تزوج أخي إحدى المصابات بالجذام وأفرغنا له غرفة في منزلي وأستمرت أم عبدالرحمن كعادتها تصحى مع الطيوروتقضي يومها في خدمتنا جميعا أنا أشتغل في القسم صباحا وعبدالولي طوال يومه في مقطع الحجار وفي المساء يجلس إلى جانب زوجته يمضغ القات ويستمع إلى قرارات مجلس القيادة التي يصدرها الحمدي تباعا لتنظيم كل شيء وخاصة وزارتي الدفاع والداخلية يقوي المؤسسة العسكرية ويضعف المؤسسة القبلية من أهم قراراته إنشاء المؤسسة الاقتصادية العسكرية والجمعية التعاونية الاستهلاكية لموظفي الدولة والقطاع العام والمختلط وإنشاء بنك التسليف الزراعي والبنك الصناعي ومصلحة الطرق ومؤسسة المواني والاتصالات السلكية واللاسلكية وإعفاء جميع السلع ذات المنشأ الجنوبي من الوطن من الرسوم الجمركية وإنشاء مؤسسة الكهرباء والمياه والتجنيد والشرطة العسكرية وقادة الألوية وسلاح المهندسين الذي كلفه الحمدي بشق الطرق الريفية وقرارات تنظيم المرور والجوازات وهيئات التطوير في المحافظات قرارات كثيرة ومؤسسات وجمعيات كثيرة حتى الريال تم تقسيمه الى مائة فلس بدلا من بقش الإمام نتفاجأ بقيام مؤسسات لم نكن نعرف عنها شيئا قبل الحمدي وكأنه لم تكن هناك دولة ولا تنظيم لأمورنا كانت تحكمنا حكومة بعرف قبلي ثم أتت الجمهورية التي حلمنا بها جمهورية حقة ينشئها الحمدي. يصبح عبدالولي في مقلع الحجار يحدث العمال عن قرارات جديدة أعلنها الراديو في الليل وعن جمهورية الحمدي.
لا تظهر على أخي أي مض

قد يعجبك ايضا