مدينة النور بين سلطة إبراهيم الحمدي وسلطة الراهبات
دكتور/ ياسين عبدالعليم القباطي
دكتور/ ياسين عبدالعليم القباطي –
قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وأنتصر عليه و ما زال يعمل في برنامج مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أبوحسن عزلة الكينعية أنس
تجمع المصابون بالجذام حول المذياع في مستشفى الحصب ينتظرون سماع البيان الهام الذي سيذاع من إذاعة صنعاء وفي البيوت الصغيرة والعشش حول المستشفى تجمع السكان يستمعون ويتوقعون ما سيحدث ” نتمنى أن يكون معنا تلفزيون مثل أهل عدن ” صاح أحمد الريمي ” وماهو التلفزيون يا أحمد ” رد علي العربجي “صندوق حديد زي السينما تشاهد به المذيع وهو يتكلم ” رد أحمد ” سبحان الله القادر على كل شيء رجاء اسكتوا الآن سيذاع البيان” رددت عليهم .
كلنا خائفون متوجسون ونظن أن حربا أخرى اشتعلت بين شطري اليمن بعد أن انتهت في عام 1973 الشمس تختفي والغروب يقود الأرض إلى ظلام دامس وكلنا نخشى من نار حرب جديدة تزيدنا فقرا وتشردا في دول العالم يكفينا حروبا هاهي دولتنا لا تستطيع رعاية بعض عشرات من مرضى الجذام فتأتي الراهبات من كلكتا في الهند لرعايتنا في بلد تفرغ فيها ناهبو السلطة من مشايخ وتجار حرب لخدمة الجيران وتنفيذ مخططاتهم لتبقى بلدنا متخلفة ونظل عمالا نخدم دول الجوار نبني بلدانهم وهم يستبدون بنا ويصل الاستهتار بنا إلى أن يتظاهر العمانيون في الرياض عام 1972 أمام السلطان قابوس في بلادنا نتحارب ونقتتل الشمال يحارب الجنوب والوسط يحارب شمال الشمال وفي السعودية يستهترون بنا ونحن نبني بلادهم ونعمرها. ضممت ابني عبدالرحمن إلى صدري وأطرقت مستمعا إلى المذيع من صنعاء يردد “سنذيع عليكم بيانا هاما بعد قليل” والعولقي يصيح بالمرضى المتجمعين حول المذياع “اسكتوا الله يشلكم حرب بين الشمال والجنوب باينحروكم كلكم” وفجأة تصمت الأناشيد الوطنية وينطلق صوت المذيع عبدالله شمسان يذيع البيان الأول لحركة 13 يونيو التصحيحية وفيه أعلن انتهاء دولة القاضي عبدالرحمن الإرياني وقيام دولة جديدة برئاسة العقيد إبراهيم الحمدي نائب القائد العام للقوات المسلحة بناء على رسالة تفويض من رئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبقية المشايخ ورجال السلطة ولأول مرة يطلب المدنيون من العسكريين تولي السلطة وإنهاء رئاسة رئيس مدني وعودة العسكر للحكم هو انقلاب توافقي أبيض إذا قدم فيه القاضي الإرياني وجميع أعضاء المجلس الجمهوري استقالتهم لرئيس مجلس الشورى فأحالها بتفويض للحمدي وزملائه وقدم الشيخ سنان أبو لحوم استقالته كمحافظ للحديدة للعقيد الحمدي وأقنع الشيخ عبدالله الأحمر بتقديم استقالته للحمدي أيضا ثم تعلن حالة الطوارئ في صنعاء وفي اليوم التالي تصدر عدة قرارات متتابعة منها تجميد مجلس الشورى والدستور ورفع راتب الموظفين والعسكر كخطوة ذكية جدا تهدئ الخواطر ويعلن تشكيل حكومة جديدة برئاسة محسن العيني صهر الشيخ سنان ويتضح من تشكيل تلك الحكومة التنسيق الذكي بين الحمدي وسنان أبو لحومحيث أستطاع الحمدي بانقلاب أبيض التخلص من سلطة المشائخ ومنهم سنان والأحمر أهم شخصيتين مسيطرتين في ظل حكم القاضي و تمر 5 أيام مليئة بأحداث جسام وفي 18 يونيو يودع العقيد الحمدي القاضي الإرياني في مطار تعز متجها إلى دمشق لتنتهي الدولة المدنية وتبدأ دولة العسكر مرة أخرى ويعلن الحمدي إنزال الرتب العسكرية مبتدئا بنفسه إذ يخفض رتبته من عقيد إلى مقدم وبذلك ينهي الحمدي التهالك والتنافس القبلي على الرتب العسكرية ويصرح بخطاب حماسي “بأننا لن نبني جيشا من أجل الأشخاص وإنما من أجل الشعب”ويبدأ برنامجا ثوريا لضبط الجيش والمشائخ وألغى منصب عسكري كان يسمى قائد شيخ قبلي وأستبدلهم بقادة عسكريين وألغى وزارة شؤون القبائل وتم إرساء قواعد دولة تنموية مركزية قوية ليعلن بدء الجمعيات التعاونية لتطوير المناطق الريفية وبدأ بإنشاء الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجان التصحيح المالي والإداري والنيابة الإدارية وشن حربا شعواء على فساد أنتشر في عهد الرئيس القاضي الإرياني وحد من سلطة مشايخ القبائل ولم يعد الناس يشاهدون أرتالا من المرافقين المسلحين يهرولون خلف مشائخ القبائل في العاصمة صنعاء وتحققت لليمنيين دولة النظام والقانون وأرتفع اسم اليمن بين الدول وحد الحمدي من تدخل بيت سعود في شؤون اليمن وانطلقت نهضة اليمن مع بداية حكم المقدم إبراهيم الحمدي في عام 1974 وكانت خطاباته المرتجلة تلهب حماسنا فانطلقنا جميعا للعم