حماية اللغة العربية و مسؤولية تطويرها !!

حسن أحمد اللوزي

 - وجد اليوم العالمي للغة العربية بعض ما يجب أن يكرس له سواء بالنسبة للاحتفال به أو الاحتفاء بلغتنا على صعيد الوطن والبلاد العربية كما بالنسبة للمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة ( اليونيسكو )
وجد اليوم العالمي للغة العربية بعض ما يجب أن يكرس له سواء بالنسبة للاحتفال به أو الاحتفاء بلغتنا على صعيد الوطن والبلاد العربية كما بالنسبة للمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة ( اليونيسكو ) وتعددت الفعاليات الرسمية والمجتمعية بين الثقافية والعلمية والتربوية وأشكال من الإجراءات والمواقف الصورية وكلها ما زالت بحاجة ماسة إلى رابط وتنسيق في ما بينها وهدف استراتيجي تسعى إليه جميعها في تكامل مقصود سواء على صعيد النشاط الثقافي عامة والندوات وورش العمل اللغوية وأروقة البحث والدراسة خاصة من أجل خدمة غايات واضحة ومحددة تركز على حماية هذه اللغة الإنسانية الحية الراقية والباقية كأغنى اللغات التي عرفتها البشرية على البسيطة وأقدرها على تلبية الاحتياجات
وإن كانت اللغة العربية محفوظة ومصانه بالقرآن الكريم بالنسبة للحقائق التي نؤمن بها باعتبارها لغة خاتمة الرسالات السماوية إلى البشرية مع علمنا في ذات الوقت بمدى ما لحق بها من جور وأشكال الإيذاء من أبنائها وما يزال يلحق بها من الإهمال والعدوان في حياتنا اليومية الراسبة والمتخلفة عن الركب الحضاري الإنساني وفي تعاملنا اليومي معها وفي تواصلنا مع بعضنا البعض برغم إدراكنا بأنه لا يمكن أن يتحقق لنا أي نهوض فكري أو علمي أو ثقافي إلا بنهضتها وتطورها ولن يصان لنا وجود سوي ومتناغم مع رسالتنا في الحياة إلا بالعناية بها وصيانتها ولن تشهد علاقاتنا الإنتاجية والإبداعية تقدما وازدهارا في صلاتها وتدفقها بشتى صور العلم والمعرفة والابتكار إلا بها ولذلك ندعو لحمايتها والعناية بها والحرص على تطويرها وتسهيل الإندماج في الوظائف التي خلقت من أجلها ولتبقى منافسة في مجرى السباق الإتصالي والمعرفي على كوكبنا الصغير !!
من أجل ذلك جاءت الدعوة التي شدد عليها المجمع العلمي اليمني للغة العربية في بيانه الصادر بالمناسبة إلى أهمية تضمين الدستور الجديد لبلادنا مادة متطورة بشأن لغتنا العربية لا يكتفى فيها بمجرد الإشارة بأن اللغة العربية هي لغة الدولة الرسمية وإنما يتم النص على أن الدولة تتكفل بحمايتها وتشجع العمل على تنميتها وتطويرها ولن نطيل الوقوف هنا فالمطلوب واضح ودواعيه أساسية وغير خافية على أحد بالنسبة للدولة وسلطاتها كما بالنسبة للمجتمع ومؤسساته ذات الصلة ونبل المقاصد التي يتوجه إليها الواجب الدستوري والقانوني وأرفعها شأنا ضمانة الحماية لذاتيتنا الحضارية وأهم مقومات شخصيتنا ووجودنا الإنساني المقتدر بل وهويتنا الوطنية والقومية والأحوط في هذا الأمر أنه سوف يساعد في الحصول على الاعتمادات المالية المطلوبة للأعمال والمشاريع والنشاط في الميزانية السنوية بالنسبة للمجمع العلمي اليمني للغة العربية والمؤسسات الثقافية و للجامعات ومراكز البحوث والدراسات التابعة للجهاز الإداري للدولة لتقوم بتحمل مسؤولياتها وتخوض غمار الاجتهاد في كافة التخصصات اللغوية والجوانب العلمية والإبداعية وفي مواجهة التحديات التي صارت مطبقة على حياتنا الثقافية والاتصالية من كافة الجوانب ! بفعل قوة ومداهمة تأثيرات الثورة التقنية والمعلوماتية المتصاعدة وسيطرة الميديا الحديثة وغلبة الإعلام الإلكتروني واكتساح الساحات بالنسبة للغات الأخرى وخاصة هيمنة اللغة الإنجليزية فيما يمكن أن نسميه بـ (الحياة الإلكترونية الجديدة) بالنسبة للبشرية جمعاء وليس بالنسبة للناطقين باللغة العربية فحسب عربا ومسلمين ومع ذلك كله فلا أقل من أن نعمل من أجل تنامي وتطور لغتنا بقدر ما يقوم به الآخرون من أجل لغاتهم وثقافاتهم !!
لتبقى لغتنا في الصدارة في التواصل وعمق التحدي كوسيط فاعل وحي لإنتاج العلوم والمعرفة وإثراء الحضارة الإنسانية وإبراز المكتشفات ونقل مستجدات العلم والمعرفة فضلا عن الأداء المتميز لوظائفها الجوهرية بالنسبة للإبداع الثقافي المتجدد وإنتاج الآداب الرفيعة وأهمها حتى يوم الناس هذا الشعر والانسياب به إلى عقل وقلب ووجدان الإنسان من كان! وأينما كان !
والذي يعزز التفاؤل بذلك واقع الاستخدام الماثل اليوم على خارطة المعمورة بالنسبة للغتنا العربية في حالتها الراهنة من الغزارة والاتساع بفضل التعبد بها من قبل مليار ونصف مليار مسلم ومسلمة وكذا الوعود الكامنة في كينونتها الاجتماعية واصطفائها لحمل الرسالة الإلاهية الخاتمة ولأنها في ذاتها غنية بألفاظها وترادفاتها وحركاتها الصوتية سواء في الجرس اللفظي ورونق العبارة والجملة المفيدة في انسجام يسوق للتواصل بالمعاني والمقاصد والإيحاءات في وعاء من النبرات الموسيقية المتناغمة والمتجانسة وإيقاعاتها متعددة كما بالنسبة للأوزان الشع

قد يعجبك ايضا