“الثورة فعل نبيل وقيم سامية”

أ.د عبد الله أحمد الذيفاني

 - 
كتبنا أكثر من مرة أن الطهر الثوري النبل الثوري الروح الثورية الحق الثوري لا يمكن أن يحتكرها أحد كما أنه لا يمكن لأحد أن يدعيها لنفسه وينكرها على الآخر لأن ذلك ادعاء لا يستطيع أحد إثباته إلا بشهادات آخرين على ظاهر الفعل فقط

كتبنا أكثر من مرة أن الطهر الثوري النبل الثوري الروح الثورية الحق الثوري لا يمكن أن يحتكرها أحد كما أنه لا يمكن لأحد أن يدعيها لنفسه وينكرها على الآخر لأن ذلك ادعاء لا يستطيع أحد إثباته إلا بشهادات آخرين على ظاهر الفعل فقط فقط فقط لأن أبعد ما هو من الظاهر يعلمه الله ومن ثم يعلمه الشخص نفسه الذي يمارس الفعل الثوري أو يدعي انتماء إليه.
وعلى نفس الصعيد الوطنية الروح الوطنية والنزاهة والأمانة التي يتخذها البعض مشاجب يعلقون عليها أفعالهم ويسمونها بالنبيلة ويلصقونها بأي من تلك المسميات ويقذفون خصومهم بغيرها من المسميات التي تحمل القبح الخيانة وغيرها.. فحين تكون ثائرا على مستبد طاغية معلن فذلك أمر لا يستدعي القرائن والأدلة لأن المفترض أن لا يقوم المرء بثورته إلا على قرائن وشواهد وأدلة تعزز ثورته وتؤيد فعله الثوري أما ذلك الذي كان معك في نفس الصف الثوري يشاركك ثورتك ويؤدي ذات الفعل الثوري وقد يكون أصدق منك فكيف تسمح لنفسك نعته بنعوت قبيحة وتجرده من ثوريته وتضحياته لأنه فقط يختلف معك في الأيديولوجيا في الانتماء السياسي في الرأي والمعتقد السياسي¿
إن من يمارس مثل هذا السلوك هو من يحتاج فعلا إلى طبيب يعالج ثوريته ويخرج منها الأدران التي علقت بها وينظفها ويخلصها من القبح الذي لحق بها لأي سبب من الأسباب.
إن مثل هذه الممارسات هي القاتلة للثورة والمفككة لصفوفها والمشوهة لمعانيها ودلالاتها والضاربة بعمق لمضامينها القيمية فالمعروف أن الثوار هم أنبل خلق الله ويأتي هذا النبل وهذا السمو من كونهم على استعداد مطلق للتضحية بأغلى ما يملكون في سبيل أناس يعرفون القلة القليلة منهم ويجهلون الكثرة الكثيرة أي أنهم يضحون في سبيل غالبية لا يعرفونها بدلالات المعنى المباشر للمعرفة ولكنهم يستهدفونها بفعلهم الثوري ويستهدفون إحداث تغيير يحقق لهم طموحاتهم وآمالهم.. فمثل هؤلاء الذين يقدمون على فعل بهذا السمو والعظمة والنبل لا يمكن أن يحقدوا على رفاق دربهم ممن كانوا معهم في نفس الخندق.
إن دراسة تاريخ الثورات مسألة في غاية الأهمية لأخذ العبرة منه ففيه الكثير من الصفحات التي تؤكد يقينا أن الثورات التي ضعفت أو انحرفت أو اغتيلت أو أفرغت من محتواها كانت تتعرض لضربات قاصمة من داخلها إذ يخرج مدعون بالثورية واحتكار قيمها فيسعون تحت هذه الراية لزعزعة اليقين الثوري لدى الثوار فيضربون بعضهم بعضا بالاتهامات ويتحولون من خندق وأحد إلى خنادق متقابلة تواجه بعضها فيأتي أنصار الثورة المضادة ويقفزون إلى منصة الثورة ويمسكون بدفة القيادة ويسيرون بها إلى حيث لا تريد الثورة.. ويظل الثوار يتبادلون التهم…
إن ما دفعني لكتابة هذه الأسطر هو ما أشهده وأتابعه من أقوال وممارسات صادرة عن ثوار عرفناهم صاروا متفرغين لرفاق ثورتهم فنجد من هنا من يتهم آخرين هناك ونجد من هناك من يرد ويسوق اتهامات وكلهم في واقع الأمر يغرقون في برك آسنة تتسبب في شيوع أمراض قاتلة للثورة وقيمها. ونجد من العجب العجاب أن يتهم طفل ثوريا شيخا نشأ على الثورة وعجن بقيمها ومضامينها ويطلق لسانه لتقول أقبح العبارات والاتهامات بحقه وتجد أيضا من يطلق اتهامات لكيانات سياسية ورموز وطنية عرفها اليمن وساحاته النضالية بذات القبح والمزاعم التي ما أنزل الله بها من سلطان ولم تتضمنها أدبيات الثورات الحقيقية ولا سجلات الثوار والمناضلين الحقيقيين بأي عصر من العصور الثورية..
لقد استراح خصوم الثورة حين رأوا أن الثورة تؤكل من أبنائها وأن أقلام تنسب للثورة تطعن في ثورية بعضها واستراحوا حين رأوا أن ثوارا ينتسبون للثورة يعملون بكل ما أوتوا من قوة لإزاحة رفاق ثورتهم عن طريق الثورة فيفسحون مجالا لأولئك الخصوم ليلتحقوا في الطريق بل ويسبقون إلى الصفوف الأولى..
الأبناء والأخوة الأعزاء إن الثورة حق لكل ثائر بغض النظر عن اسمه ولونه وعقيدته السياسية فلا تقابحوا ولا يضرب بعضكم ظهر بعض ولا يخرج بعضكم عن دائرة الثورة الشاملة المحتوية للجميع وأن يكون الحوار المطلوب من الخصوم الإيمان به هو سبيل الثوار لتجاوز خلافاتهم واختلافاتهم بل وسبيل التواصل مع الآخر والوصول من خلاله إلى تفاهم وتقارب مع الذين نختلف معهم على طريق إعادة اللحمة ورص الصفوف لمواجهة الخصم الأكبر لليمن أرضا وإنسانا والذي يتربص وينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على كل جميل تبقى لدينا وعلى كل طموح يسكن ع

قد يعجبك ايضا