الإرهاب.. عندما يموت الضمير
حاتم علي
هي من أعمال الشيطان وتنفيذ من آمن به في قتل كل ما هو مشرف في منظومة حياتنا.
إن استهداف الحياة من قبل هؤلاء يشكل إيذانا بأن الظلام شارف على أن يرفع رايته في مسار الوهم العائم في أنفس أولئك البائسين.
إننا اليوم ونحن نبكي أولئك البررة من أبناء قواتنا المسلحة والأمن وشهداء الضمير الإنساني من الأطباء والممرضات في الحادث الذي استهدف مستشفى الدفاع قبل أيام نقف في تأمل كيف عاش من قاموا بهذا الجرم الشنيع مدى فترات في حياتنا بدون أن نشعر بضحالة أفكارهم وقباحتها.. إننا أمام فاجعة فلربما ما يزال في أوساط حياتنا الكثير منهم يرتبون لقتل الحياة واستهداف الجمال ونحن ننظر إلى الأشياء بأمان.. إن الواقع الحياتي يحتم على المجتمع بكل وسائله التي تعمل على تهذيب النفس أن يقوم بدوره ولعل أولها دور العبادة والمساجد.
لأن التحريض المتعمد من قبل البعض وحشر الجنة في نهاية المطاف يفرخ جماعات كهذه تمتهن القتل وتعود بما اقترفته أنفسها إلى الدين وهذا بكل معاني أفكارنا أعمال تتنافى كليا مع الدين والمعتقد.
فنحن لا نرى على الطبق إلا أناس يقتلون بدون أدنى جريرة إلا أنهم يؤدون أعمالهم خدمة لحياتنا ومستقبلنا.
إننا كيمانيين لا بد أن ندرك حقيقة أقوى من الجميع مفادها أننا مستهدفون جميعا ليس كما يظن البعض شخوص تمتلك القيادة أو تديرها.
بل الحياة كلها.. المستشفى المدرسة الجامع السوق الطريق كل هذه الأماكن أينما تدب فيها الحياة تعد مستهدفة.
ولهذا التعاطي بإيجابية من قبل الجميع أمر مطلوب وتفويت الفرص أمام أعداء البلد من أبنائها وغيرهم.
لأن الواقع يجسد أن الأصوات التي لا تريد لنا الاستقرار ما تزال تمارس سخفها وفضاعة أعمالها.
ولكي يبقى الوطن مسئولية الجميع علينا أن نعمل بجهد خلاق في كشف كل العناصر المارقة من الإرهابيين عبر تعقبهم وشل حركتهم.. لأن الإرهاب ليس له حدود ولا وطن أو دين .. الجميع في دائرة الاستهداف والجميع مطالب بأن يكون يقضا.