الرئيس هادي صمام أمان المرحلة فلماذا يؤذونه¿!
د/ عبد الله علي الفضلي

د/ عبد الله علي الفضلي –
منذ أحداث 3 يونيو 2011م بمسجد دار الرئاسة وإسعاف الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى السعودية لتلقي العلاج تحمل الرئيس عبدربه منصور هادي المسؤولية الوطنية الأولى كاملة واليمن في ذلك الوقت تكاد تنزلق إلى حرب أهلية طاحنة وتكاد الأوضاع العسكرية والأمنية تنفجر في أية لحظة وكل الأطراف المتخاصمة والمتناحرة متوثبة وعلى أهبة الأستعداد لخوض الحرب في الشوراع وفي الجبال والأودية, والشوارع نفسها والميادين تكتظ وتغلي بالمتظاهرين والمعتصمين وكل شيء كان مهيأ للانهيار, وكانت اليمن تعيش في ظلام دامس من جراء انقطاع الكهرباء عن العاصمة لشهور طويلة والمشتقات النفطية تكاد تكون منعدمة والانفلات الأمني كان هو السائد وكل مواطن يمني خاصة في العاصمة صنعاء وضع يده حينهاعلى قلبه من الخوف والتوجس الذي كان يسيطر على الجميع, والأحتقان كان قد وصل في الشارع اليمني إلى ذروته ولم يعد هناك أحد يثق بأحد أو يطمئن لأحد أو يصدق أحدا .
وكان الرئيس هادي هو اللاعب رقم واحد في الساحة اليمنية بإعتباره الرجل الأول في البلاد والقائم بأعمال رئيس الدولة بحكم منصبه كنائب للرئيس , وقد قام الرئيس هادي ببذل كل طاقته وتحمل كل الأعباء والمصاعب في ظروف حالكة وخطيرة وقد واجه الكثير من المشكلات التي لا حصر لها لا سيما الانفلات الأمني والوضع العسكري المهزوز والظلام الدامس وطوابير عشرات الآلاف من السيارات التي وصلت إلى ذروتها أمام محطات التزود بالوقود بحثا عن لترات من البنزين, وكانت الحالة المعيشية للمواطنين في حالة ركود وتدهور والمتارس تكاد تخنق الشوارع وتضيق الخناق على المواطنين وتحاصرهم في مربعات محددة ومعينة, والإنفجارات تنطلق من كل حدب وصوب, والحرائق تندلع في كل مكان, والرعب هو الشيء المسيطر على كل بيت وأصوات الصواريخ والمدافع والمعدلات تنطلق أيضا من أماكن عديدة. ورغم ذلك ظل الرئيس هادي صامدا وثابتا ويعمل بهمة عالية للتواصل مع الأطراف المعنية بالأحداث العسكرية والأمنية والسياسية ويطلب منهم ضبط النفس والتأني وتهدئة الشارع الممتلئ بعشرات الآلاف المطالبين بإسقاط النظام, كما تعرض الرئيس هادي لضغوطات شديدة من كل نوع ومن كل أطراف النزاع .
ومرت الأيام والشهور واليمن تعيش في أحلك الظروف والمخاطر والرئيس هادي يحاول الإبحار بالسفينة وإنقاذها من الغرق وإيصالها إلى شاطئ الأمان . وكان الرئيس هادي أيضا صادق الوعد وقد تحمل وصبر وأصبح من الرجال أولي العزم الذين تحملوا وصبروا على ما أصابهم من بلاء وإبتلاء.
وكان الرئيس الرجل الأول في اليمن عند مستوى المسؤولية التي أوكلت إليه وأنيطت به وكان همزة وصل مستمرة بين كل الأطراف المتشنجة والمتوثبة للحرب . وقد أستطاع الرئيس هادي مع ثلة من الرجال الأوفياء المخلصين لله وللوطن أن يصمد وأن يتحمل كل الانتقادات والإتهامات التي كانت توجه إليه اعتباطا, ولكنه لم يعر ذلك أي اهتمام وظل مركزا على المحافظة على الأمن والاستقرار وعدم السماح للمتهورين بجر اليمن إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر . حتى جاءت المبادرة الخليجية التي تم الإتفاق عليها والتي كانت بمثابة الغيث الذي انهمر من السماء على قلوب الينميين وشعر اليمنيون لأول مرة بعد عامين من الخوف والرعب أن هناك أملا وأن هناك انفراجا للأزمة وحلحلة الأوضاع المتأججة, وتم اختيار الرئيس هادي كرئيس توافقي يقود المرحلة الانتقالية في اليمن حتى يتم تسوية الملعب السياسي وإرساء مبادئ وأسس إعادة بناء اليمن الجديد وفقا لرؤية مشتركة يساهم في صياغتها كل الأطياف اليمنية .
وقد عمل الرئيس هادي على إخماد نار الحرب ومهد وعبد الطرق الوعرة وأزال الأسلاك الشائكة والمتارس المنتشرة والنقاط العسكرية المتعددة التي كانت تقف حائلا بين أطراف النزاع وتحقيق الأمن والاستقرار .
كما أستطاع الرئيس هادي أن يكسب ود وحب كل اليمنيين وقد حصل في الانتخابات على إجماع وطني شامل, كما أجمع عليه وعلى أختياره المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن والأمم المتحدة بالإضافة إلى المجتمع الأوروبي والمجتمع الخليجي ليكون قائدا لمسيرة المرحلة الانتقالية في اليمن وإيصال العملية السياسية إلى بر الأمان وعلى الرغم من العواصف العاتية التي واجته والرياح الشديدة والمناخ السياسي الملبد بالغيوم والمزاج الشعبي المتقلب, إلا أنه صبر وتحمل وعمل على إنجاح الانتخابات الرئاسية كما عمل على إنجاز الإعداد الناجح والتهيئة المناسبة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كاد أن يصل إلى مرحلته النهائية , وفي هذه ا
