السماء تبكي.. العالم يشدو..

عبدالرحمن بجاش


 -  أمس الأول كانت السماء تذرف دموعها مطرا على ذلك الملعب , حيث حضر العالم يشدو أغنية ( مانديلا ), وفي تلك الأجواء كان لا بد لراؤول كاسترو أن يصافح أوباما
أمس الأول كانت السماء تذرف دموعها مطرا على ذلك الملعب , حيث حضر العالم يشدو أغنية ( مانديلا ), وفي تلك الأجواء كان لا بد لراؤول كاسترو أن يصافح أوباما , في لحظة فارقة توحد فيها العالم وراء زعيم التسامح أو القوة الناعمة …ليقول أوباما ( تعلمت كيف أكون رجلا بفضل مانديلا ) و ( عظمة الرجل ليست في فوزه في الانتخابات بل في استعداده لترك كرسي الرئيس, وعلى عكس ما يحدث عادة حين يموت زعيم أو عظيم فإن جنوب إفريقيا هذه المرة لم تبك , بل خرج السود والبيض ووراءهم العالم يشدو أغنية نضال مانديلا , رسالة إلى العالم ان الشعوب لا يمكن ان تقهر مهما عانت , وحين يقيض الله لها زعيما مثل هذا الرجل فلا يمكن أن تخطىء الطريق …., من يفهم فقط من الظالمين والقاهرين وزعامات الفساد في الكون كله ¿¿¿….. , لا ادري في مثل هذه اللحظة لماذا لا يتعظ العرب والمسلمون ويبحثون عن مانديلا عربي أو مسلم يقود في لحظة الغياب التي لا تنتج سوى الغيرة التي لا تخدم نضالا ولا شعبا , كأن يأتي من يقول لك (تحتفلون بمانديلا وهو كافر) !!! نحن نحتفل بالرجل , بالمعنى , بالقيم , فقد علم الرجل شعبه والعالم قيمة إنسانية هي ( القدرة على الترفع والتسامح والعفو برغم كل العذاب) , وليس خطأه أن العرب والمسلمين نسوا أن النبي محمدا هو من أسس لمثل كذا قيمه (اذهبوا فأنتم الطلقاء) , لكننا لا نجيد تقديم الإسلام إلى العالم , وحين يأتي منا من يشيد برجل مثل (مانديلا) يأتي من يقول لك (تشيد بكافر) بينما نحن عاجزون عن أن نقول للعالم أن الشيخ عبد الله هارون من كيب تاون سجن 30 عاما حتى توفي بعد أن ناضل طويلا ضد العنصرية !!! لا احد منا ومن هؤلاء الذين يقدمون الإسلام مشوها يعرف عنه شيئا !!! , وفي الفلبين هناك العرب والمسلمون لا يعلمون أن الفيليبين شيدت التماثيل للمناضل الوطني الفيليبيني المسلم (لوبا ….لوبا ) أول من واجه المستعمر الإسباني , فبدلا من ان ننفض الغبار عن دوره وتاريخه , هانحن بسبب البعض منا نرسل أهله جثثا هامدة بعد أن مدوا لنا أيديهم بالخير !!!, ليست هذه المرة الأولى التي يذهب فيها العالم إلى جوهانسبيرج , بل أن العالم في العام 2010 ذهب ليحتفل بالمونديال الذي نظم هناك تكريما للرجل ولقيمه , متى نرى مانديلا عربيا أو مسلما ¿¿ متى نرى حاكما عربيا يبذل بعض الجهد للتعريف بالشيخ هارون ودوره في جنوب أفريقيا ضد العنصرية ¿¿ متى¿¿.

قد يعجبك ايضا