صندوق الائتمان للجنوب.. هل ينجح¿

باسم الشعبي


 - شكل الرئيس عبدربه منصور هادي قبل أيام صندوقا ائتمانيا لمعالجة المظالم في الجنوب بدعم قطري وصل إلى 350 مليون دولار, وأكد هادي في حفل إشهار الصندوق عزم القيادة السياسية على معالجة آثار حرب صيف 94, مشيرا إلى أن ما سيفعله الصندوق لم تفعله اتفاقية الوحدة ولا وثيقة العهد والاتفاق.
شكل الرئيس عبدربه منصور هادي قبل أيام صندوقا ائتمانيا لمعالجة المظالم في الجنوب بدعم قطري وصل إلى 350 مليون دولار, وأكد هادي في حفل إشهار الصندوق عزم القيادة السياسية على معالجة آثار حرب صيف 94, مشيرا إلى أن ما سيفعله الصندوق لم تفعله اتفاقية الوحدة ولا وثيقة العهد والاتفاق.
والمعروف أنها قضية تنقسم لشقين شق حقوقي يتعلق بالمظالم من تسريح واستبعاد الأمنيين والعسكريين والمدنيين من أعمالهم وكذا نهب الأراضي وتدمير المؤسسات وبيعها.. وهو الذي أنشئ الصندوق من أجله تقريبا, وشق سياسي يتعلق بإعادة صياغة مبدأ الشراكة في السلطة والثروة بين الجنوب والشمال في دولة يمنية اتحادية جديدة ومكانه الحوار الوطني.
لذا فالصندوق خطوة في الطريق الصحيح إن كان فعلا سيتولى معالجة الشق الحقوقي بناء على دراسات ميدانية موضوعية لا تقارير أمنية فمن لا يريد للمشاكل أن تحل وللعواصف أن تبدد وينعم اليمن بالأمن والاستقرار!! وفي تقديري أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا ولكن أن تأتي متأخرا- كما يقال – خيرا من أن لا تأتي.
ومن هذه الناحية فإنه على القيادة السياسية أن تستفيد من التجارب والأخطاء السابقة التي وقع فيها من سبق فيما يتعلق بحل المشاكل في الجنوب والتي اقتصرت على توزيع الهبات والسيارات والفلل الفارهة دون أن تلامس المشكل الحقيقي وبالتالي ظلت المشكلة قائمة وفي تفاقم مستمر ولم تستفد الدولة شيئا.
أنصح بأن يتم اختيار الخبراء وليس السياسيين لقيادة هذا الصندوق ومن يتمتعون بالاستقلالية في عملهم المهني حتى لا تتكرر المآسي التي خلفها السياسيون الذي يعملون في نطاق وإطار ضيق بينما نحن أمام شعب بحاجة لحلول مهنية وموضوعية في قضايا حقوقية ينبغي أن يتوفر في من يتصدرون لحل هذه المشكلات قدر كبير من الاستقلالية والوطنية والعمل بمهنية وحرفيه عالية.
الناس ملت الأكاذيب والوعود وأصبحت تجد في الشارع والساحات متنفسا للتعبير عن حالة الغبن والظلم الذي لحق بها وهذا ما يحدث في الجنوب فضلا عن ممارسات عديدة على صعيد الإدارة والأمن وعسكرة الحياة وتدهور التعليم والصحة, الأمر الذي يجعل حال حل الحالة الجنوبية أكبر من صندوق ائتماني, فهو مسألة متعلقة بوجود الدولة أساسا وهو ما ينبغي أن تسير عليه الخطط والبرامج التي تكمل بعضها بعضا حتى يلمس الناس التغيير على الأرض ويشعرون بالرضى وهذه مسألة تحتاج لجهود جبارة وعظيمة ومخلصين وشرفاء.
إن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي خطة الصندوق وبرامجه الميدانية والعملية¿ سيعالج الأسباب أم النتائج¿ من هي إدارته وكيف سيدار¿ أسئلة يطرحها الناس خوفا من أن يصير الصندوق إلى ما صار إليه الذي سبقه لذا هل سينجح الصندوق¿ هذا ما نأمله ونتمناه.

قد يعجبك ايضا