الاعتراف بالأخطاء والشفافية شرطان أساسيان لإنجاح الحوار

عبدالرحمن سيف إسماعيل

 - 
‮‬مازال البعض‮ ‬ينظر للدولة باعتبارها أداة تحقق له النفوذ والمجد والثروة‮   ‬وتعطيه حقوقا‮ ‬لا‮ ‬يتمتع بها الآخرون وسلطة مطلقة تعصمه من المحاسبة والمساءلة‮.. ‬وأسلوب التعامل مع الواقع من هذا المنطلق أوجد حالة من اللا دولة وهشاشة في‮ ‬المؤسسا

‮>‬مازال البعض‮ ‬ينظر للدولة باعتبارها أداة تحقق له النفوذ والمجد والثروة‮ ‬وتعطيه حقوقا‮ ‬لا‮ ‬يتمتع بها الآخرون وسلطة مطلقة تعصمه من المحاسبة والمساءلة‮.. ‬وأسلوب التعامل مع الواقع من هذا المنطلق أوجد حالة من اللا دولة وهشاشة في‮ ‬المؤسسات وضبابية في‮ ‬الرؤية‮ ‬وللأسف الشديد أن هناك كما‮ ‬كبيرا‮ ‬ممن ارتبطت مصالحهم بهذه الحالة وهم‮ ‬يحاولون جر الحوار الوطني‮ ‬إلى هذا المربع العبثي‮..‬
في‮ ‬الماضي‮ ‬ونتيجة طبيعية لهذا التوجه‮.. ‬اتهمت القبيلة الدولة‮ ‬واختلت فيها الموازين لصالح مجموعة أساءت للتاريخ والجغرافيا‮ ‬وأحدثت واقعا‮ ‬مأساويا‮ ‬هو الأوحد في‮ ‬التاريخ البشري‮ ‬وحصرت هذا البلد الذي‮ ‬عرف بالعربية السعيدة‮ ‬وبالبلد الحضاري‮ ‬وصاحبة الرسالة العظيمة‮ ‬في‮ ‬حدود وزوايا جزيرة واق الواق‮.‬
‮ ‬وبهذه الطريقة أدار النظام السابق البلد‮.. ‬بالصراعات والانقسامات‮.. ‬وجيرت المكتسبات الوطنية والتاريخية لصالحها وتزوير وعي‮ ‬الناس‮ ‬وجعل كل شيء باسمها‮..‬
‮ ‬وباشرت بتحديد ملامح المشهد السياسي‮ ‬والثقافي‮ ‬بطريقة إنشائية وعدمية مجردة من الواقعية والموضوعية‮ ‬وأصبحت الأمور تعرف بغير مسمياتها ومضامينها الحقيقية‮ ‬وأصبح الفساد والفيد ونهب المال العام عملا‮ ‬نضاليا‮ ‬ومن أجل سياسة الاغتصاب هذه حدثت عدد من التصفيات الجسدية التي‮ ‬بدأت بأحداث أغسطس‮ ‬1968م‮.. ‬ورموز المقاومة والانتصار على فلول الملكية عبدالرقيب عبدالوهاب‮ ‬ومحمد مهيوب الوحش‮ ‬ومحمد فيروز‮ ‬وغيرهم مرورا‮ ‬بتصفية الرئيس إبراهيم الحمدي‮ ‬وأحمد الغشمي‮ ‬وكانت فترة صالح أكثر دموية وعدائية للمشروع الوطني‮ ‬والديمقراطي‮.‬
‮ ‬والحوار الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يجري‮ ‬برعاية دولية ودعم شعبي‮ ‬واسع مازال مقيدا‮ ‬بهذه الثقافة وبهذا العبث الطفيلي‮.. ‬فالحوار الوطني‮ ‬يحتاج إلى النظرة الموضوعية للقضايا والتداعيات وإلى مقاربة وطنية‮ ‬وتوافق وطني‮ ‬شامل بما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى إيجاد الدولة الغائبة المختطفة وإحداث التحول الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والتنموي‮ ‬الذي‮ ‬يعيد للبلد مجدها وعزتها ورخائها‮. ‬ومن أجل ذلك لابد من الاعتراف بالأخطاء والحماقات التي‮ ‬ارتكبها النظام السابق‮ ‬والاعتراف بالثورة الشعبية السلمية والتضحيات التي‮ ‬سفكت على طريقها والاعتراف بالثورة شرط أساسي‮ ‬للاعتراف بالاختلالات الوطنية‮ ‬وبالقضية الجنوبية‮ ‬وقضية صعدة والمناطق الوسطى‮ ‬ومناطق ريمة وعتمة ووصابين‮. ‬ومناطق شمال الشمال وغيرها من الكوارث التي‮ ‬تسبب فيها النظام السابق‮ ‬وبدء الاعتراف بالثورة بإصدار مرسوم جمهوري‮ ‬يحدد‮ ‬يوم‮ ‬11‮ ‬فبراير إجازة رسمية باعتبارها‮ ‬يوما‮ ‬وطنيا‮ ‬سقط على طريقها آلاف الشهداء ومازالت الثورة تقدم‮ ‬يوميا‮ ‬المزيد من التضحيات من أجل تحقيق أهدافها ومبادئها الوطنية التي‮ ‬أحدثتها الثورة الشعبية من تغيرات ومفاهيم كانت أكثر وأبلغ‮ ‬من التغييرات التي‮ ‬تحدثها أي‮ ‬ثورة أخرى‮.. ‬فقد ترتب ع

قد يعجبك ايضا