اليمن السعيد.. متى كان سعيدا ¿!

جمال الظاهري


 - وددت لو أن الأيام تعود بي إلى الماضي إلى تلك الحقبة التي أطلق فيها اليونان أو الإغريق أو المستشرقون أو أيا كان عبارة "اليمن السعيد" على هذا البلد القابع في

وددت لو أن الأيام تعود بي إلى الماضي إلى تلك الحقبة التي أطلق فيها اليونان أو الإغريق أو المستشرقون أو أيا كان عبارة “اليمن السعيد” على هذا البلد القابع في الركن الجنوبي للجزيرة التي غلب عليها مسمى الجزيرة العربية.. نسبة إلى لغة أقوام بدوية لم يكن لها شأن في حضار.. التبابعة والسبئيين وحضارة الحميريين ووووو ممن كانوا هم محور حياة أبناء تلك البادية المنثورة في رمال الصحراء..
وددت لو أعرف حيثيات هؤلاء حين أطلقوا هذه التسمية.. لأن هذا البلد الذي يعيش حالة النفي.. حالة التهميش أو الطمس لكل معالمه وحدوده وهويته.. هذا البلد الذي فقد ماضيه.. وتنازل أو اغتصب لون وملامح هويته.. هذا البلد الذي حين يذكر فعل رجاله بإنصاف تنكس رؤوس الدعاة.
إنها أمنية لها ما يبررها.. فواقعنا وتاريخ اليمن لا يعكس هذه السعادة البالغة في اسمه إلا إن كان القصد هو اعتبار استسلام أهله وقبولهم بالأدوار الهامشية في التوثيق لا في الحقيقة مبعثا لسعادتهم.. إلا إن كان اليوم التخلف والإذعان لإملاءات القاصي والداني الذين يرسمون حاضره ومستقبله بعيدا عن أبجديات المعاصرة ومفاهيم الاستقلالية والريادة.. إن كان العيش في الهامش والزهد في المعاصرة وعدم السعي لاستخدام أدوات العصر بتطوراته وأفكاره واختراعاته هو قمة السعادة¿!
قد يستغرب البعض ما مناسبة هذا الكلام.. وما الداعي له.. الداعي والمناسبة أني لا أرى أن تسليم حضارة عريقة للتبعية لثقافة أقوام آخرين وتنازلها عن تاريخها وعن لغتها وعن طموحها ما زال متسيدا في واقعنا..
مثلا:
البحر المسمى بالعربي الذي هو جزء من المحيط الهندي اسمه (البحر العربي) مع أن البلاد المشرفة عليه هي اليمن.. من منا سأل نفسه لماذا لم يسم البحر اليمني أو بحر حضرموت.. كبقية البحار التي اكتسبت تسميتها من مسمى الدول التي لها النصيب الأكبر في محاذاة تلك البحار أو المضايق.. الخليج العربي كما نسميه نحن العرب اليوم .. إيران هي الدولة ذات الكيان الواحد التي لها إشراف عليه.. لم تتنازل عن التسمية.. ماذا يعني ذلك¿ 
المحيط الهندي مسماه هندي لأن الهند هي الدولة صاحبة الإطلالة الأكبر على المحيط.. وغيرها أمثلة كثيرة.. فقط وددت أن أحرك ما ركد.. لماذا نحن دون غ رنا لا نعمل لتاريخنا أو ندافع عن امتيازاتنا التي استحققناها أو منحتها لنا الجغرافيا¿ 
لماذا فقط اليمن في تاريخ الأمة الإسلامية الذي طمست أدوار وتاريخ حضارته¿
لماذا نسمى بالسعيد وبلدنا على مر التاريخ غير سعيد.. حروب وكوارث وووو على طول التاريخ.. لماذا محيت لغتنا الأم التي كانت حصنا لهوية تجمعنا لحساب لغة أقوام أقل منا حضارة وقربا في التاريخ الأممي¿ 
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات هل نحن المقصرون أم أن تاريخنا وحضارتنا تعرضا لمحاولات الطمس من قبل مركز الحضارة الإسلامية الناشئة¿
راجعوا التاريخ ودققوا في ما كسبه اليمن كوطن وشعب في حيزه الجغرافي في التاريخ الإسلامي.. راجعوا تاريخ اليمن الجغرافي والشعبي وأحصوا الحروب التي شنت على هذه البقعة من قبل دولة الخلافات الإسلامية المتعاقبة على الحكم في دولة المركز وهل كانت تلك الحروب مبررة أم أنها كانت لأجل الإخضاع وفرض هوية جديدة على الحضارة التي كانت قائمة في هذا الحيز الذي كانت له خصوصيته وتميزه¿ .. لا شك أن أي منصف يعرف الحضارة والتاريخ اليمني قديمه وحديثه لن يخفى عليه أن اليمن تعرض للظلم والجور وأن التاريخ الإسلامي تعامل مع هذه الحضارة بإجحاف وتهميش إن لم نقل سعى إلى تركيöع حضارة لحساب حضارة أخرى.
فدولة الخلافات الإسلامية كانت لا ترى في اليمن غير أنه مخزون بشري يمدهم بالمحاربين كلما دعت الحاجة وفي فترات السلم مزرعة تمدهم بالغلال من الحبوب.
شعبنا اليمني حين قدم خدماته وخيرة أبنائه لأجل نصرة الدين وتثبيت دعائمه تعرض للنفي والتهميش ومن حينها وحتى اليوم ما زال ميدانا غير مسيج.. منتهكا ومستهدفا كي يبقى تابعا وملحقا بغيره.. لماذا¿ ساعدوني في الإجابة إن كان لديكم ما تضيفونهأعلى النموذج.

قد يعجبك ايضا