نعم.. الأمن أولا
جميل مفرöح
* مظاهر الأشخاص المسلحين وفوضى المركبات المجهولة وغير المرقمة أصبحت من أكثر الموبقات والمساؤى التي بدأ ظهورها يتفاقم بشكل مخيف في شوارع العاصمة.. حتى أنها باتت في طليعة المخاوف التي يعانيها ويشمئز لها سكان المدينة.. وغدت سببا رئيسا في التراجع الحيوي الذي شهدته معظم إن لم نقل كل الشوارع والأحياء.. ويأتي معززا لذلك ما تتناقله الأخبار هنا وهناك منها الحقيقي ومنها ماهو في محل الشائعة حول تعرض مواطنين للاعتداءات والسطو وأحيانا القتل..
* ومن الطبيعي والمتعارف عليه أن مثل تلك المظاهر السيئة للغاية لا يمكن أن تنم عن نمط مدني بأي حال من الأحوال.. ولا يمكن أن يتحقق بحضورها أي شكل من أشكال الأمن والاطمئنان ليس لدى المواطنين وحسب وإنما أيضا لدى أجهزة الأمن وفي المجتمع السياسي والنسق الحكومي.. خصوصا حين نجد أن السياسيين وموظفي الدولة ورجال الأمن في الغالب هم من يحتلون مكان الضحية المبتغاة لدى الإرهابيين والمخربين.. وأولي الغايات السياسية الانتقامية والتخريبية..
* الملفت للانتباه والباعث للاطمئنان ولو جزئيا ما تشهده العاصمة حاليا ومنذ عدة أيام من حملات أمنية مشددة كان مفترضا حضورها منذ وقت مبكر خصوصا مع ما يعيشه الوطن في الوقت الراهن من قلاقل وخلافات واضطرابات سياسية.. والأمر الإيجابي الملاحظ مؤخرا هو تراجع تلك المظاهر السلبية المذكورة أعلاه والتي كانت العاصمة قد بدأت تضيق بها وبنتائجها وآثارها في الحياة اليومية.. فمنذ بدأت الحملة الأمنية أعمالها يلاحظ الملاحظ بسهولة تراجعا كبيرا في تفشي تلك الظواهر السلبية المخيفة والتي كانت لاتبشر بأي حال من الأحوال بشيء من الاطمئنان والاستقرار حاليا ولا مستقبلا وكانت تلك المظاهر وما تزال نذير شؤم ويأس وحسرة لدى كل العامة ومبعث تشاؤم أيضا..
* إلا أن الارتياح بدأ يغمر الشارع العام منذ بدء هذه الحملة التي بدأت آثارها تتجسد في الحياة اليومية بدءا من تراجع مظاهر التجول بالأسلحة وانخفاض نسبة مشاهدة السيارات غير المعلمة التي كانت تملأ الشوارع وتسير فيها بطرائق جنونية وتخالف قواعد السير العامة وتعتدي أحيانا على المارة بالدهس والإخافة وبتهور سائقيها حتى في التعامل مع الشوارع ومجمل مظاهر الحياة فيها.. وهذا الإجراء الأمني هو ما كنا نتمناه منذ زمن وذلك أن تقوم الدولة بما يناط بها من أدوار وعلى الأقل إيجاد مساحة من الأمان..
* وباعتقادي أن توفير الأمن والحماية للمواطنين هي الخطوة الأولى السليمة في طريق تحقيق الدولة المدنية الحديثة التي ظل وما يزال المواطن اليمني ينشدها منذ زمن طويل.. وبالتالي فإن من إيجابيات هذه الحملة أيضا إذا استمرت ونفذت بالوجه المطلوب وربما نتائجها المؤكدة التخلص من تلك المظاهر السلبية التي يتفق الجميع على كونها من أبرز الأسباب التي تضع العراقيل وتوجد المبطلات الأكثر فاعلية في أي تدهور سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي يشهده الوطن..
* أخيرا.. نشد على أيادي وزارة الداخلية وندعوها للاستمرار في مثل هذه الحملات الأمنية المطلوبة.. ونؤمل الكثير من قيادتها في طريق تجسيد الأمن والأمان للمواطنين لأنه باعتقادي أهم وأكثر أسبقية من أية عملية سياسية أو اقتصادية.. إذ من الطبيعي ألا يتحقق في هذين الجانبين الحيويين أي تطور أو إنجاز ما لم يكن الأمن أرضية خصبة صالحة لذلك.. والله من وراء القصد.