تطوير النظرة التاريخية إلى الملكة أروى

محمد صالح الحاضري


 - 
 تفاجأت وأنا أطالع أوكيديا الشيخ أحمد بن علوان بمن كتبوا المعلومات عنه وقد خرجوا عن النص التاريخي حوله ليلفتوا النظر بطريقة تحذيرية إلى أن الملكة أروى بنت أحمد ليست ابنة الشيخ أحمد بن علوان وأنها لا تمت إليه بصلة ذلك أنه كما قال

> تفاجأت وأنا أطالع أوكيديا الشيخ أحمد بن علوان بمن كتبوا المعلومات عنه وقد خرجوا عن النص التاريخي حوله ليلفتوا النظر بطريقة تحذيرية إلى أن الملكة أروى بنت أحمد ليست ابنة الشيخ أحمد بن علوان وأنها لا تمت إليه بصلة ذلك أنه كما قالوا ثمة من يلصق اسم أروى بنت أحمد بالشيخ أحمد بن علوان وكأنها ابنته نافين التهمة بطريقة مفتعلة وساذجة لكنها مع ذلك سذاجة متعالية ومتعصبة ضد الملكة أروى.
إن انزعاجهم هذا مضحك شكلا ومضمونا فالملكة أروى بنت أحمد مشهورة من الناحية الوطنية التاريخية والشيخ أحمد بن علوان صوفي مظلوم من ناحية انعكاس ضعف اليمن على ما يستحق من الشهرة وبالخارج فتهميش اليمن داخل النظام التاريخي لما بعد القرن السابع للميلاد ألحق ظلما فادحا بالشخصيات اليمنية التاريخية ومنها أحمد بن علوان ولعل الخلفية التي انطلق منها كاتب الأوكيديا المتعصب هي على طريقة المثل اليمني «القعقعة للولي والفائدة للقيم» الشخص القائم على خدمة الضريح ذلك أن موقف الشيخ ابن علوان من الملك المظفر الرسولي موقف اجتماعي ضاغط ضد مبدأ وجود الهوة بين القمة السياسية وقاعدتها الشعبية أو لنقل القمة السياسية الطبقية حسب تفسير الشيخ ابن علوان لنتائج الوضع السياسي على الفقراء فكأنما الشيخ كتب تاريخ الملك المظفر الرسولي على هذا النحو المرتكز إلى النقد الاجتماعي ولا يشكل حكمه على الملك المظفر أساسا وتاريخيا لإصدار حكم نهائي وبات ضده إذ هو ملك يقال أنه مؤلف لكتب علمية في الطب ونحوها فالقصد أن نزعة النقد الاجتماعي عند ابن علوان هي مدخل إلى خلفية وطنية لا تتفق مع التفسير الديني للتاريخ ومثلما لم يخدم أحدا من الصوفيين باليمن فكر الشيخ ابن علوان بمستوى ابن علوان نفسه وليس مستوى المؤولين والمحولين له إلى قضية دينية تندرج في خانة الفكر التاريخي بدلا من الخانة الطبيعية وهي خانة الفكر «الفطري الإلهي» فإنه ليس لأحد الحق في التعبير عن مدرسة ابن علوان الصوفية انطلاقا من خلفية شكلية ليست هي خلفية ابن علوان الحقيقية.
وأود أن أوضح طبيعة الأوكيديا والنشاط الفكري في غوغل بشكل عام أنه غير رسمي وكل واحد يكتب فكرته كما أنه مأخوذ من مجموع المواد الفكرية المنشورة في المواقع الالكترونية بل ومجموع النشاط العام للنت يتم التقاط الكلمة عند ملامسة جنسها اللغوي فيأتي كل شيء يتضمن داخله الكلمة أو العبارة أو الاسم المطلوب.
إن منشورات غوغل خليط من المعلومات والتحليلات الصحيحة والخاطئة معا وعلى المطالع غربلتها في طريقه إلى الحقيقة كما أن كل واحد يقدر على إضافة تعليق أو يضخ المعلومات والتحليلات الصحيحة ولا يترك المعلومات الخاطئة والناقصة تسبح لوحدها في فضاء الشبكة العنكبوتية.
تفكيكية هدامة
> كما هو ضعف العقل في الحالة الأولى ثمة حالة أخرى أثارت جدلا حول الملكة أروى هي صفة «السيدة» أروى فقالوا أن ليس اسمها أروى بل سيدة فاسمها سيدة بنت أحمد وهذا التوضيح أتى على أنه مراجعة بحثية لا تتعدى حالة واحدة لكن هذه العملية ينتجها العقل اليمني السائد من نوع إنتاجه لحكاية أن قصر غمدان هو في منطقة الأسواق وليس الآخر المعروف لاحقا بقصر السلاح فكثيرا ما يتم الخلط بين أسس الحقائق الثابتة بعيدا عن الخلفية المعيارية والدراسة الميدانية الهيكلية للموقع وذلك يعود إلى ضعف نظام البحث العلمي وعدم جديته أو عدم انطلاقه من خانة البحث المتعاطف مع الحقيقة لإثباتها وإنما ادعاء التفكيكة ليس كوسيلة إلى غاية جدلية هي إعادة البناء بل تفكيكية شكلية خارج جدل التفكيك لإعادة التركيب تلافيا لاختلالات الشكل البنيوي حتى تجد له المهمة التفكيكية الشكل المقبول وهي مهمة تحكمها حقائق وإثباتات وأدلة وبرامين ووثائق وليس مجرد تفكيك بهدف الهدم دون نظرية جدلية تفكيكية وتركيبه في آن واحد معا.
لقد كانت الملكة أروى بنت أحمد الصليحي أول من بنى الجامع الكبير بصنعاء بشكله التاريخي لما بعد مرحلة التأسيس مطلع التاريخ الاسلامي بعدما كانت منطقة الجامع الكبير عبارة عن بئر ومزرعة ومساحة مفتوحة ابتداء بباب الحلقة على جنوب صنعاء بما يعني عدم وجود منطقة باب اليمن إلى يوم أخذ الجامع الكبير شكله التاريخي في عهد الملكة أروى بنت أحمد التي كانت تحكم اليمن من مدينة جبلة بلواء إب لفترة استمرت أربعين عاما حققت فيها اليمن قدرا كبيرا من الاستقرار يدل على الحكمة السياسية ولقد تم تكريمها بعد 1962م بأن أصبح اسم جامع صنعاء الكبير هو جامع السيدة أروى بنت أحمد الصليحي على أساس تل

قد يعجبك ايضا