الحلم الصيني حلم الدول النامية
ناصر فريد ظفير

ناصر فريد ظفير –
طالعنا في عدد مايو 2013م من(( مجلة الصين اليوم)) وتحديدا في ركن “على مقهى في الشارع العربي” بقلم الأستاذ القدير حسين إسماعيل ذلك الموضوع الشيق عن الحلم الصيني وكما أورد الأستاذ حسين فقد كانت أحلاما وليس حلما وتغيرت أحلام الصينيين وتفاوتت بتغير الزمان واهتمامات الكثير من أبناء الصين والشيء الملفت والذي يستحق التقدير أن الصينيين مع حلمهم بتحسين وضعهم المعيشي والسكني والصحي ……. الخ يحلمون بأن تمتلك بلدهم المزيد والمزيد من القوة الاقتصادية والاستقرار السياسي. وأكثر ما ينال تقديري واحترامي هي تلك الخطوات التي تنتهجها الحكومة الصينية الجديدة ويشرف رأس هرم الدولة ممثلا بالسيد شي جين بينغ رئيس البلاد على تطبيقها للحفاظ على ما تحقق من الأحلام الصينية ولتحقيق المزيد منها مستقبلا وكما ذكر في المقال فإن مكافحة الفساد وإساءة استخدام الإجراءات الإدارية للسلطة وتعقيدات إدارة الاقتصاد الصيني الضخم وحل المشاكل الاجتماعية وفي مقدمتها الفقر وتضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء والتغلب على الأزمات البيئية من خلال إيجاد حلول للمشاكل البيئية وذلك عبر دمج الاعتبارات البيئية في استراتيجية التنمية والعمل على بناء علاقات خارجية مميزة وانتهاج الطرق السلمية لحل النزاعات مع جيران الصين في بحر الصين الجنوبي وعدم سعي الصين مطلقا للهيمنة على العكس من ذلك ترى الحكومة الصينية أن عليها واجب دعم الدول النامية وذلك من خلال تقديم التسهيلات والمساعدات ومراعاة البعد الاجتماعي والبيئي في استثماراتها في هذه الدول .. كل هذه إجراءات تصب في تحقيق الحلم الصيني الذي يشترك فيه كل أبناء الصين فتحقيق وتطبيق مثل هذه إجراءات حتما سينعكس على الواقع المعاش وسيلمس أبناء الصين المزيد من التقدم والرفاه ومع أبناء الصين يشترك الكثير من أبناء الدول النامية الذين يعتبرون الصين نموذجهم الأكبر ويدركون أن قوة الصين هي قوة للدول النامية ككل ويتمنون أن تستشعر حكومات بلدانهم ما يجري في الصين وتتم الاستفادة منه وأن يشترك الجميع في حلمهم حكومات وشعوب من أجل النهوض ببلدانهم وتطويرها لما فيه خير ومصلحة هذه الشعوب الصديقة . وفي محاضرة ألقاها مؤخرا في جامعة صنعاء شرح سعادة السفير الصيني بصنعاء السيد. “تشانغ هوا” أهم الأسباب التي يعتمد عليها الشعب الصيني وقيادته في تحقيق الحلم الصيني . وقال في معرض حديثه عن هذا الموضوع إن لكل شخص حلما وإن الحلم الصيني هو حلم الوطن والأمة وحلم كل مواطن صيني أيضا وفي نهاية المطاف هو حلم الشعب بأسره وإن الحلم الصيني ليس المثل العليا والأهداف فقط بل هو واقعي ويتمثل في حياة كل مواطن صيني. ويجب من خلال تحقيق الحلم الصيني حل مشاكل ملموسة تهتم بها الجماهير ولذلك يصبح هذا الحلم هدفا حقيقا لحشد الشعب.
واستشهد سعادة السفير بمقولة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد “شين جين بينغ” التي قال فيها ” يحب شعبنا الحياة ويتطلع إلى التعليم الأفضل وأعمال أكثر استقرارا ولدخل أكثر رضا وضمانات اجتماعية أكثر موثوقية وخدمات رعاية صحية عالية المستوى وظروف سكن أكثر راحة وبيئة جميلة.. ويتمنى أن يكبر ويعمل ويعيش الأطفال بشكل أفضل “.
وفيما يلي أحاول اختصار النقاط التي تحدث عنها سعادة السفير والتي اعتبرها أسباب ومقومات يعتمد عليها الحلم الصيني :
أولا: إصرار الشعب الصيني على أن يكون له طريقته الخاصة التي أقرها وقرر الاستمرار فيه المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني ألا وهي طريقة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية حيث وجد الشعب الصيني أن هذه الطريقة تتناسب وواقع الصين وتنميته المنشودة .
ثانيا : تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح حيث ذكر سعادة السفير هوا أن على الصين الاستمرار وبشكل ثابت في انتهاج هذه السياسة التي بدأت بتطبيقها في 1978م وهذه السياسة تتطلب أن يواكب الصينيون العصر وأن تعدل كل السياسات التي لا تخدم تطور الصين والانفتاح على جميع دول العالم والقضاء على التأثيرات السلبية للأفكار والثقافة الأجنبية الفاسدة .
ثالثا : البيئة الاجتماعية المستقرة.. إن الاستقرار هو شرط سياسي واجتماعي ضروري للتنمية والإصلاح قبل كل شي .
رابعا: الاعتماد على النفس وقد قال سعادة السفير هوا إن الصين كدولة نامية كبيرة السكان التزمت بالاستقلال والاعتماد على أبنائها في كل الأحوال وإنه لا يمكن لأي دولة أخرى أن تحل مشكل
