موطن الملك علي محمد الصليحي أحد الملوك العظام الذين وحدوا اليمن
محمد محمد العرشي

أخي القارئ الكريم.. آن الآوان أن نقرأ تاريخ اليمن من خلال رؤية كافة المذاهب الإسلامية في اليمن (الزيدية الشافعية الحنفية الإسماعيلية) وأنظمة الحكم التي حكمت اليمن من أئمة وملوك وسلاطين ورؤساء وأحزاب لنزيل عنها التراكمات المغلوطة التي شابت تاريخ اليمن عبر كافة مراحل التاريخ لأن أكبر آفة واجهتنا وتواجهنا الآن هي التهميش الذي انتهجته أنظمة الحكم وأخشى أن تكرر الأحزاب السياسية تهميش بعضها البعض و كأننا ننتج أسباب الصراع من جديد.
وها نحن اليوم نقدم لكم منطقة حراز الغنية بآثارها العمرانية والعلمية والأدبية والتاريخية والوطنية ومن خلال استعراضنا لمنطقة حراز بمديريتيها (مناخة وصعفان) نستطيع أن نتوصل إلى العديد من الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية والدينية ونستطيع أن نستخلص الكثير من العبر والمواعظ تساعدنا على فهم واقعنا السياسي والاجتماعي الذي نعيشه اليوم ومن أهم الحقائق التي نستخلصها من معرفتنا بتاريخ منطقة حراز مايلي:
أولا: أن منطق التاريخ والجغرافيا يؤكد أن الوحدة اليمنية قائمة منذ بداية الخليقة إلى أن تقوم الساعة. ثانيا: أن الانفصال حالة استثنائية نتيجة أطماع وصراعات سياسية لا تلبث أن تختفي. ثالثا: أن التعايش بين المذاهب والفرق الإسلامية سمة مشتركة في تاريخ اليمن. رابعا: أي محاولة للانفصال هي نتيجة تدخل خارجي ومن قوى خارجية لا تلبث أن يقضي عليها اليمنيون بشتى الوسائل. خامسا: أن أعداء الوحدة اليمنية هي القوى الخارجية التي تقوم بتمويل محاولات الانفصال بالسلاح والمال. سادسا: أن سياسة التسامح هي أنجح سياسة لحل مشاكل اليمن الفكرية والسياسية والمذهبية والأجدر بنا أن نتمثل قول الصوفي الكبير/ ابن عربي:
لقد كنت فيما قبل أكره صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
فأصبح قلبي قابلا كل صورة
فمعبد رهبانö ودير لغزلان
حراز
حراز منطقة مشهورة على ربوة جبال متشابكة يطل عليها من الشمال حصن بيح ومن الجنوب حصن شبام وهي منطقة استراتيجية بالنسبة لخط الطريق المار بين صنعاء والحديدة وترتفع عن سطح البحر بـ(2300)متر تقريبا. يحدها من الشمال وادي سردد وجنوبا وادي سهام وشرقا الحيمة وغربا بني سعد وقاع المطلحي من بلد الجرانج وجبال ريمة.
وحراز قضاء واسع مركزه الرئيسي مناخة الواقعة على الطريق بين صنعاء والحديدة والتي تعتبر مدينة ذات مركز تجاري متوسط. وحراز مخلاف أيضا ذكره الهمداني في (صفة جزيرة العرب) وكان يضم سبعة أسباع هي: حراز وهوزن وأطلق عليها الهمداني صفة (حراز المستحرزة) أي المنيعة والحصينة وهي – فعلا كذلك – جبال شاهقة هائلة صعبة المرتقى يعلوها عدد لا يحصى من القمم الناطحة للسحب والوهاد وتحيط بها مهاوي ممعنه في التقعر والتمعج والارتفاع والانخفاض.. ويقدر علو جبال حراز عن سطح البحر بنحو 2500متر ومنها تشرع طريق صنعاء إلى ثغر الحديدة عبر نقيل الشجة صعودا من حöجúرة ابن المهدي وهبوطا نحو تهامة من نقيل وسöل وعتارة.
وتكثر في جبال حراز أشجار البن التي تعد من أجود أنواع البن اليمني كما أنها تتصل بوادي سردد من الشمال ووادي سهام من الجنوب وكرار وصعفان ومسار ولهاب ومجيح وشبام ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن. وفي النقوش اليمنية القديمة كان يعرف هذا المخلاف باسم (أرض هوزن) (نقش CIH 343) وهي اليوم ضمن مديريتين في محافظة صنعاء: مديرية مناخة ومديرية صعفان. ومن أسرة آل الحرازي الأستاذ علي أحمد الحرازي الإداري الكفؤ النزيه الوطني المخلص لوطنه وأمته الذي تولى العديد من المناصب منها: محافظا لمحافظة البيضاء وكيلا لمحافظة صعدة رئيسا للهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة. والأستاذ القدير/ محمد عبدالله الحرازي عضو مجلس الشورى والذي كان محافظا لحجة وكان محافظا للحج.
وسكن حراز الصليحيون في القرن الخامس الهجري ومن أشهر الجبال مسار وهو بالقرب من شبام كوكبان وجبال صعفان وهي غربي مسار وبني إسماعيل وهو شمال مسار ومتوسط ارتفاع الجبال ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر.
ومن أشهر أودية القضاء وادي الحمام وهو بالشرق من مناخة ثم وادي (دايان) وهو شمال مناخة ووادي القصية وهو شمال (مسار) وهذه الأودية تصب في وادي سردد ومن وادي القصية تسير الطريق الحديثة المارة من صنعاء إلى الحديدة ثم وادي الحجلية وهو بالقرب من مناخة ويصب جنوبا إلى وادي سهام ووادي مفحق ويسير جنوبا مع أودية عانز إلى سهام.
وينحصر نشاط السكان في زراعة البن والخضروات والفواكه وتربية المواشي وغيرها.
وكما ذكر بامخرمة في كتابه (النسبة..) أنه ينسب إلى حراز (الحرازöي) نسبة إلى جبل حراز في غربي صنعاء. قال الحجري: حراز صقع واسع غربي صنعاء مركزه مناخة ف