أغاني‮ ‬وردزورث في‮ ‬عدن

■ هشام علي


‮> ‬في‮ ‬كتاب‮ “‬الشرق هو الغرب‮” ‬للكاتبة الانجليزية الشهيرة‮ “‬فرياستارك‮” ‬الذي‮ ‬تحدثت فيه عن مهماتها السرية الخاصة في‮ ‬الشرق الأوسط‮ ‬في‮ ‬سنوات الحرب العالمية الثانية‮ ‬التي‮ ‬بدأت في‮ ‬عدن وصنعاء وامتدت إلى مصر وفلسطين وسوريا والأردن والعراق‮ ‬وكانت مهماتها تتفاوت بين الإعلام والدبلوماسية في‮ ‬الظاهر‮ ‬بالإضافة إلى عمليات استخباراتية في‮ ‬الباطن‮.‬
في‮ ‬هذا الكتاب هناك فعل تتحدث فيه عن مهمتها في‮ ‬عدن‮ ‬فقد استدعتها وزارة الإعلام البريطانية للحضور إلى لندن‮ ‬حيث كانت تسكن في‮ ‬مدينة صغيرة بالقرب من فينيا بإيطاليا‮ ‬وكلفتها بأن تكون نائبة لمدير مكتب الإعلام الذي‮ ‬سيفتتح في‮ ‬عدن‮ ‬بالإضافة إلى إنشاء محطة للإذاعة‮ ‬كان ذلك الأمر في‮ ‬زمن الحرب العالمية الثانية‮ ‬وكانت مهتمها في‮ ‬عدن إنشاء خطاب إعلامي‮ ‬ودعائي‮ ‬مضاد للقوات الألمانية واليابانية والقوات الايطالية الموجودة على الشاطئ الافريقي‮ ‬بالإضافة إلى استقطاب تعاطف أهالي‮ ‬عدن إلى جانب بريطانيا التي‮ ‬تخوض حربا‮ ‬عادلة‮ ‬حسب قولها ضد ألمانيا وايطاليا واليابان‮.‬
هذا الفصل من الكتاب المتعلق بمهمتها في‮ ‬عدن‮ ‬حمل عنوان‮ “‬سونيتات وردزورث في‮ ‬عدن‮”‬‮ ‬عنوان رومانسي‮ ‬جميل‮ ‬يتحدث عن مهمتها في‮ ‬عدن في‮ ‬السنة الأولى من سنوات الحرب العالمية الثانية‮.‬
ترى ما الذي‮ ‬حملته فرياستارك في‮ ‬حقيبة أسفارها إلى عدن¿ لقد ذكرت أنها دخلت دورة خاصة مع مجموعة من زملائها في‮ ‬مكتب الخارجية الذين توزعوا على عدد من العواصم العربية‮ ‬ليقوموا بمهمات خاصة في‮ ‬زمن الحرب‮ ‬لا شك أنها حملت أوراقا‮ ‬وكتبا‮ ‬وصورا‮ ‬تتعلق بمهمتها في‮ ‬مكتب الإعلام في‮ ‬عدن‮.‬
وقد دفعها مناخ الحرب المخيم على العالم أن تحمل أشعار وردزورث معها إلى عدن‮ ‬لم تكن الرومانسية هي‮ ‬ما‮ ‬يجذبها‮ ‬ولكن القصائد التي‮ ‬كتبها وردزورث في‮ ‬مطلع القرن التاسع عشر‮ ‬أثناء الغزو الفرنسي‮ ‬لانجلترا‮.‬
وقبل أن أعرض ما كتبته فرياستارك في‮ ‬هذا الفصل القصير من كتابها‮ ‬أقف قليلا‮ ‬للتعريف بهذه الكاتبة التي‮ ‬عاشت حياة حافلة مليئة بالعجائب‮ ‬امتدت نحو مائة عام‮ ‬قضت معظمها في‮ ‬بلدان الشرق‮ ‬وتنوعت مهماتها بين المغامرة والاستشراق
وقد أحاطت ظلال الشك بمساراتها في‮ ‬الشرق‮ ‬وثارت كثير من الأسئلة عن مهماتها وعملها‮ ‬حيث لم‮ ‬يكن بالإمكان ضبطها ضمن وظيفة أو تحديدها في‮ ‬مهمة معينة‮ ‬وما‮ ‬يزيد أمرها التباسا أنها قامت بتنفيذ بعض الوظائف‮ ‬لصالح الإدارة الاستعمارية البريطانية‮ ‬وهو ما‮ ‬يجعل الشك‮ ‬يرافق حركتها في‮ ‬كل البلاد التي‮ ‬رحلت إليها‮. ‬وربما لهذا السبب أطلق عليها بعض المحللين اسم‮ “‬لورنسة العرب‮” ‬في‮ ‬إشارة إلى مواطنها المعروف‮ “‬لورنس العرب‮” ‬الذي‮ ‬لعب أدوارا‮ ‬مجهولة في‮ ‬الجزيرة العربية واختلط بقادة قبائلها وأشرافها في‮ ‬زمن الثورة مجلس العثمانين التي‮ ‬عرفت بالثورة العربية الكبرى‮.‬
كتبت فرياستارك عددا‮ ‬من الكتب عن اليمن‮ ‬لا سيما عن حضرموت وشبوة‮ ‬حيث زارت حضرموت قبل سنوات من مهمتها الأخيرة في‮ ‬عدن من هذه الكتب‮: “‬البوابات الجنوبية لجزيرة العرب‮” ‬و”مشاهد من حضرم

قد يعجبك ايضا