التفاؤل أساس النجاح

علي العماري

للآمال والأحلام قيمة عظيمة ومكانة رفيعة لدى البشر فالتمسك بالحلم والأمل القشة الأخيرة للإنسان الحالم بحياة أفضل وعالم أجمل فالمظلومون يمنون أنفسهم بالتعويض عن عذابات ومعاناة الدنيا في نعيم الآخرة ليبقى طموح الإنسانية بلا سقف أو حدود إلى الأزل.
كل شيء يجوز ويهون إلا ضياع الحلم وفقدان الأمل هذه قاعدة ثابتة على مستوى حياة الأفراد والجماعات والأمم والشعوب منذ ظهور الإنسان الأول إلى نهاية الوجود على كوكب الأرض.
الحلم ضوء النهار زاد الطريق شراع المستقبل والأمل المنقذ من براثن الزمن ونوائب المحن وسر تفوق الضعيف على القوي وبقاء الغريق حيا وقوة انتصار إرادة الشعوب المظلومة المقهورة وقاهرة المستحيل والضعف والوهن.
الأمل والحلم ثنائي الحياة زهرة البراري المعطرة بضوء الفجر وندى الصباح المطرز بالفل والياسمين وروعة منظر العصافير المعشعشة على طرف النهر بسمة الأطفال فرحة الثوار بسقوط مهابة السلطان وانبثاق غد العشاق والأشواق المدثرة بالورد أيقونة الإشراق المفعمة بالتفاؤل الإنساني الخلاق.
الآن أشعر بأنني إنسان شديد التفاؤل مفرط المشاعر تجاوز حدود الخيال وحسبي أن يوافقني الرأي أصحاب الأحلام الكبيرة التي تبدو أحيانا أن تحقيقها من المعجزات السبع.
موضوع حديثنا خاص بالأحياء فقط أما الأموات فإنهم لا يحلمون ولا يأملون شيئا وكذلك حال الأمم فالحية منها تأمل وتحلم تخطط وتعمل بينما الميتة فقد نامت نوم أهل الكهف قبل أن تضل طريقها وسط الزحام وطمرت أحلامها وآمالها تحت ركام حمم الانفجار الكوني العلمي العظيم.
للإنسان طموحات وتطلعات وأمنيات عريضة للنجاح على الصعيد الشخصي والمجتمعي والإنساني وأحلام بأوجه عديدة من أحلام المنام إلى أحلام اليقظة والفرح والسعادة.
وكل أمرئ يتمنى أن يعيش حياة هانئة وسعيدة وأن يحالفه الحظ مع أسرته وفي تعليمه وعمله لكن لا أحد يتمنى الكوارث والمصائب لا له ولا لغيره إلا إذا كان قد فقد عقله قبل أمله وحلمه.
لست عالما اجتماعيا أو خبيرا في تفسير الأحلام ولكنني إنسان حالم يحلم بوطن جميل ويتطلع لعالم آمن مستقر مزدهر مشبع بالإنسانية حتى التخمة يسوده الجمال والرفاهية والحرية والعدالة والمساواة لا يوجد فيه معوز وفقير أو جائع ومريض أو مضطهد وضعيف حظا موفقا للجميع.