بقايا وله ..
بلقيس أحمد الكبسي
بلقيس أحمد الكبسي –
وحشة تحتضن السكون .. فراغ يكفن المدينة ..! أجساد مصلوبة على جذع النسيان تائهة عنها أرواحها .. نحيب يعانق آهات الهاربين من أوجاعهم .. وأنات تجتاح الفارين من آلامهم.. وهم يبحثون عن بصيص من نور وهداية ..! في زوبعة الكره التي عصفت بالقلوب فخلفت الأحقاد المتفشية .. !
وما زال أثره صاخبا ما بين عقله وروحه يستنطق ألمه يكتبه معلقة نزف بحبر من حنين ..! يصيغه ملحمة بوح زمردي يتوجهه على جذع الوله المنسي ويدلي باعترافه الأخير على منصة الوجد الأسير في لحظته العابرة يصارع زلة عقل أطاح به الهوى يعتلي منصة صوت جهوري مفوها بإدلائه:
– لا أحد..! منا معافا ..! جميعنا مصابون .. جميعنا في بحره تائهون ..! فلم يعد له من حظوة .. ولا سطوة .. لملم بقاياه وأطلق على نفسه عابر سبيل كان يسمى (الحب) غاب في تفاصيل الحضور الموجع ..! غادر متأبطا الدهشة ..! أحرقه التساؤل : هل أصبح الحب غواية .. والكره سبيل الهداية ¿! أين هم الذين ينتمون إلي ..¿ أين هم أنصاري ..¿! هل أصابهم ضربا من جنونه..¿!
وله أعمى أفقده بصيرته .. وولى به الشوق فما بارح نزفه ..! ومازال يقتفي أثره مذ رحل إليه سافر في أزمنتها بذاكرة مشروخة وذكرى مهترئة وحرف خجول تصبب حبا وخيبة وألم يلتهم كل خيباتهö وإخفاقاتهö .
وحيدا.. يسامر وحشة ليل بهيم . تضمه إغفاءة حلم تصدع من خشية الوجد .. وهو يتهجد النزع الأخير من الترجي .. أفرغ ما تبقى من تراتيل الوله في خشوع ونجوى.
وما إن انتهى حتى شيع جثمان قلبه إلى مثواه الأخير .. أهال التراب على أوردته والشرايين ..! واراه قبرا ليس من طين شهيدا في سبيل الوله.. رحل مستكثرا عليه ما تيسر من رمق الـحب..!