مبادرة جديرة بالاهتمام..!!

تحقيق نجلاء علي الشيباني


تحقيق/ نجلاء علي الشيباني –
خمس محافظات في الخدمة كمرحلة أولى .. والبقية تنتظر الدعم
المستهدفون: مهمتنا تنظيف الشوارع من مخلفات المتاريس والبناء
مختص بيئي يحذر: إبقاء مخلفات البناء في أماكنها ينذر بكارثة ويشوه المدينة

الشاب عبدالرزاق عاطل عن العمل يبقى لساعات طويلة على الرصيف منتظرا من يأتي لأخذه للقيام بأي عمل يحصل من خلاله على قوت يومه وأحيانا أخرى يعود لمنزله بخفي حنين.
عبدالرزاق وجد ضالته منذ شهر يناير الماضي من خلال المشروع الذي قام بتنفيذه الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي يهدف للقضاء على البطالة ومساعدة العاطلين لإيجاد فرص العمل بالأجر اليومي هو وأمثاله من الشباب الباحثين عن مصدر عمل..
لكن أسبوعين فقط من العمل لا تكفي للقضاء على الفقر والبطالة التي ترافق الشباب العاطلين عن العمل خاصة هذه الأيام وبعد الأزمة التي أوقفت كل الأعمال وعطلت أحوال الناس كما يقول عبدالرزاق يتمنى بدوره أن يستمر هذا المشروع لفترة أطول حتى يتسنى لهم العمل وبصورة مستمرة وإيجاد مصدر للدخل اليومي وتمكينهم من العيش بصورة طبيعية.
الأجر مقابل العمل
واقع الحال يقول أن الأزمة الأخيرة في بلادنا ولدت الكثير من العمالة العاطلة عن العمل وكذلك المخلفات الترابية في شوارع أمانة العاصمة وبقايا المتاريس الترابية الكبيرة والصغيرة ولهذا قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية بإيجاد فرص عمل مؤقتة للشباب العاطل تحت شعار “الأجر مقابل العمل” وذلك عبر المشاريع “لتوظيف العمالة العاطلة ومشاريع البنية التحتية الأساسية وحماية التربة من الانحراف وإزالة مخلفات البناء ومخلفات المتاريس الترابية التي خلفتها الأزمة في بلادنا وذلك بإزالتها من شارع هائل القبة الخضراء وشارع النهضة وغيرها من المتاريس الصغيرة المتواجدة في شوارع أمانة العاصمة إلى جانب تشجير بعض الجزر وتنظيف قنوات مياه الأمطار هذا ما أفاد به المهندس عبدالرحمن محمد الأخرم ضابط البرنامج حيث قال إن البرنامج أتى لإعطاء أكبر قدر ممكن من العمالة العاطلة عن العمل فرص عمل ومنهم الشباب المتعلم قليلو الخبرة في مثل هذه الأعمال ما حيث راعي المشروع ذلك بإعطائهم أعمال خفيفة تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم حيث يهدف المشروع بصورة رئيسية إلى استهداف العمالة العاطلة عن العمل المتواجدين في الحراجات وإزالة وتنظيف المخلفات وأكوام الأتربة من شوارع وحارات أمانة العاصمة وخلق فرص عمل مناسبة للعمال الذين لا تقل أعمارهم عن 18 عاما..
ويضيف المهندس بأنه يتم تقسيم العمل إلى مجموعات وتنظيم المجموعة من (5-10) عمال واختيار رئيس لكل مجموعة إلى جانب توعية الفريق الميداني بإجراءات السلامة المهنية والإسعافات الأولية لإصابة العمل .. حيث ركز المشروع على (6) مديريات و(13) مشروعا إداريا وفنيا ومنها مديريات (معين والوحدة والسبعين والثورة وآزال وشعوب) حيث بدأ المشروع في يناير 2012م وينتهي في نهاية شهر إبريل الجاري حيث حقق المشروع نجاحا بنسبة 90% في تشغيل الأيدي العاطلة عن العمل .. مؤكدا أنه في حالة إذا ما وجد دعم وتمويل للمشروع سوف يستمر لفترة أطول وبأن العمل الآن مازال جاريا في محافظات الجمهورية منها محافظات تعز والحديدة وعمران وصنعاء وعدن .. والمراكز الحية في المحافظات لخلق فرص عمل لأكبر فئة من الشباب العاطلين في المحافظات حيث استفاد من المشروع (7800) شاب عاطل عن العمل في أمانة العاصمة فقط.
بدوره يوضح المهندس لطف علي الجرموزي -المشرف على ثلاث منشآت (شعوب وآزال ومعين) أن المشروع الذي أتى لتشغيل العمالة العاطلة في تنظيف شوارع أمانة العاصمة من مخلفات البناء يتم التعامل مع عمالها بالأجر اليومي ومحاسبتهم نهاية الأسبوع بمبلغ (250-300) ريال مقابلة عمله في اليوم الواحد مع إعطائه لوازم العمل المقدمة له من المشروع وتشمل ملابس وأدوات عمل “ليحتفظ بها بعد انتهاء فترة عمله والمحددة في (14 يوما) وذلك لإعطاء فرص العمل لبقية الشباب العاطلين وليحظى المشروع بتشغيل أكبر عدد ممكن من فئة العاطلين.
ويقول: تم استئجار ناقلات كبيرة لنقل هذه المخلفات إلى الأزرقين للتخلص منها وهناك مساهمة من قبل أمانة العاصمة ومكتب الأشغال بتقديم بعض الناقلات للإسهام في عملية التخلص من المخلفات الترابية.
كارثة بيئة
في مستهل الدراسة البيئية التي قدمها الدكتور عبدالوهاب صالح العوج -أستاذ الجيولوجيا بجامعة تعز- أن تصريف المخلفات الصلبة يمثل من أهم القضايا التي تعاني منها مدننا اليمنية نظرا لتأثيراتها البيئية الضارة والإخلال بالتوازن الطبيعي للمدن اليمنية بفعل الإنسان .. منها مخلفات البناء التي تشمل أنواعا عديدة من الصخور والأحجار والحصى والتراب وبقايا الأسمنت والحديد وما يعرف بمكونات البناء

قد يعجبك ايضا