إذا عسعس الحنين

محمد القعود


محمد القعود –

(1)
يربöي المعاني
ويمنحها دفء الأبوة
يدلöلها .. ويمسح على رأسها
مشجöعا إياها على غواية المفردات
واقتراف البداية.
} } } }
يربöي الحياة
ويشدها من أذنيها
إن لعبت بقسوة
مع ضعاف الكائنات.
} } } }
يربöي الآفاق
ويمنحها شوكولاتة…
كلما حققت رقما جديدا
في اختراق المجهول
وترويض العدم.

(2)
الفعل الماضي يمتهن الخيانة..
يحفر حفرة عميقة
ويغري الفعل المضارع
بالسير من فوقها
دونما إضاءة.

(3)
ما له إذا عسعس الحنين
تلألأت في أعماقه نجوم طفولته
وانهمرت أمطار أيامه الخوالي.
(4)
هذا الرجل..
تعرفه أزقة وحواري المدينة القديمة
وتألف خطاه الأمكنة العتيقة
يلجأ إليها خلسة من مشاغله الجمة
ويهرع إليها
كلما نفد مخزونه من دفء شجونه.
} } } }
يكره الشوارع المكتظة بالظلال
والبيوت المسلحة بصقيع المشاعر
والأنانية المفرطة في العزلة
وينتبذ ركنا قصيا في أحلام اليقظة
ليتأمل ما جنته طيبته
من بساتين محبة تحجبها أشواك الآخرين.
} } } }
يردم فجوات البلاد بالأماني
والمواسم القادمة
ويقول لöمنú ينادمه في الطرق
لا تستمع إلى وشايات الخريف الذابلة
في الأفق متسع للفرح
وفي اللغة بشائر كثيرة.
} } } }
الرجل المطعون في حزنه
يهرöب شجونه إلى غصة أخرى
ويخاتل ملامحه الحذرة..
يفرغ ما في جعبته من شهقات
ويتعهد لصوته الأجش بالانتظام في الصمت.
} } } }
هذا الرجل الغريب الأطوار
القريب منه البعيد عنه
القابع بجواره الملازم لظلöه
المتداخل معه..
أمة منتقاة من سلالة الشجن والندى.
} } } }
يذهب إلى السطر الأول في القصيدة
عاريا من اللغة الذابلة
ومن النوايا السيöئة..
قلبه حشمة للضوء
وجلال لمعان تأبى الحضور..
يجتهد دون غرور
في أن ينتزع بطولة البوح
بلا لغة منحازة إلى التبرج الممل.

قد يعجبك ايضا