العرب والديمقراطية والإسلام
د. رضوان السيد
د. رضوان السيد –
هناك حöراكا إسلاميا هائلا يرسل إشارات مختلطة وهو ليس ناهضا فكريا نهوضا كبيرا لكن قادته يبذلون جهدا ظاهرا للتلاؤم. وهذا الجهد بارز بحدود في مصر
> عاد الباحثون والمراقبون لمنطقتنا في زمن الثورات إلى الحيرة والتردد بشأن الديمقراطيات ومستقبلها في بلدان العالم العربي. فعلى مدى عقدين وأكثر انتشرت مقولتا الاستثناء العربي والاستثناء الإسلامي. أما الاستثناء العربي فهو ناجم في هذه الرؤية السلبية عن الطبيعة البدوية للعرب وهي طبيعة مساواتية لكنها انقسامية ولا تعرف المؤسسات وما تطورت لديها مسائل وقضايا المجتمع المدني! أما الاستثناء الإسلامي فمؤداه أن الإسلام ينظر نظرة شمولية ولاهوتية إلى مسائل السلطة إذ في تصور المسلمين أن مؤسöس الدولة نبي. والسنة وإن لم يكونوا مثل الشيعة في مسائل عصمة الإمام فقد تساووا معهم أخيرا في رؤى الحاكمية وتطبيق الشريعة والدولة الإسلامية. ولذا فعندما خرج الاستعمار من الديار العربية والإسلامية كان من المناسب -من أجل الحداثة- إحلال العسكر محله لأن العسكريين فئة اجتماعية حديثة ومنظمة ومنضبطة. بيد أن العسكريين العرب والمسلمين (باستثناء الأتراك) خيبوا آمال شعوبهم وآمال العالم فيهم. فقد استأثروا وفسدوا وقتلوا وما انضبطوا وما طوروا مؤسسات تمثيلية أو خدمية حقيقية وها هم يقاتلون الناس ويزايدون في التنكيل بهم من أجل الخلود في السلطة بعد خمسة عقود ونيف من السيطرة دون محاسبة ولا مراقبة!
إنما أيها العرب (والمسلمون) إلى أين من حكم العسكر ما دام هناك استثناء عربي وآخر إسلامي¿! يقول فريد زكريا (محرر مجلة تايم) والذي كان قد ألف كتابا بهذا المعنى عام 2005 إنه وجد الحل أو أصل العقدة وأصل العقدة ليس في العروبة أو الإسلام! بل في العسكر بالذات ومنذ الفتح العربي حتى اليوم! فالفاتحون استولوا على البلاد وأنشأوا حكومات مركزية صارت نمطا وما لبثوا أن تحولوا إلى طبقة تستأثر بالشأنين السياسي (السلطنة) والاقتصادي (الإقطاع وتبعية التجارة). ولذا فإن الحكم المدني لا يواجه الحكم الديني بل يواجه الحكم العسكري الذي حكم ويحكم بدعاوى أيديولوجية اشتراكية أو يمينية أو دينية أو علمانية وهي جميعا ألاعيب وأكاذيب. ويقول زكريا إنه لم يأت بهذه النظرية من عندياته بل من مفكر أميركي اسمه أريك تشيني. وقد رأى تشيني في مقالة له أنه بحث في اقتران العروبة بالاستبداد فلاحظ أن ذلك غير صحيح لوجود دول عربية ديمقراطية. وكذلك الأمر بالنسبة للإسلام فهناك دول إسلامية ديمقراطية. وحتى الظروف الاقتصادية وشأن الفقر والغنى غير مؤكد أيضا فالسعودية &