من أجل حوار وطني‮ …. ‬لاغالب فيه ولا مغلوب

د.حسين محمد حسين مطهر‭

د.حسين محمد حسين مطهر‭ –
نحن بحاجة إلى مجاهدة النفس والتغلب على الأهواء والنوازع الضيقة والانعتاق من كل أشكال التعصب الأعمى للذات أو لأفكارها وقناعاتها‮ ‬والسعي‮ ‬الحثيث نحو الاقتراب من الآخر‮ ‬ومحاولة فهمه بشكل مباشر وذلك من أجل أن‮ ‬يكون الحوار‮ »‬اليمني‮ – ‬اليمني‮« ‬على أرض اليمن وليس خارجها هو الأصل والثابت الذي‮ ‬لانحيد عنه
‮>‬‮ ‬مع بداية عام جديد هو عام ‮٢١٠٢‬م‮. ‬فإنه من الضروري‮ ‬أن تعيد اليمن حساباتها من حيث تقييم أوضاعها الداخلية لمعرفة مواطن قوتها وجوانب ضعفها‮ ‬وعلينا أيضا‮ ‬أن نبحث بعمق في‮ ‬وضعنا على الساحة الدولية وعلاقاتنا الأقليمية والدولية‮ ‬وأن ننظر بجدية وواقعية في‮ ‬كيفية الخروج من الأزمة السياسية‮ ‬والانطلاق نحو وضع أفضل‮ ‬لبناء دولة مدنية حديثة‮ ‬عصرية‮ ‬وتطوير النظام السياسي‮ ‬مع الالتزام بالديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وصيانة الحقوق والحريات العامة والمدنية في‮ ‬إطار الدستور والقانون‮. ‬وأن تكون الدولة للجميع بدون استثناء‮ ‬وتكون مؤسساتها وهياكلها ومناصبها ومسؤولياتها متاحة للجميع دون تحيز فئة أو تهميش لأخرى‮. ‬بحيث تكون مؤسسة الدولة على علاقة مباشرة بمواطنيها بدون وسيط قبلي‮ ‬أو حزبي‮ ‬أو مناطقى أو مذهبي‮ ‬فهي‮ ‬دولة جميع المواطنين بعض النظر عن أصولهم القبلية ومنابتهم الايدلوجية والمذهبية‮.‬
ولذلك فإن الاستقرار السياسي‮ ‬الحقيقي‮ ‬والدائم ليمننا الغالي‮ ‬لايتأتى من حالة الارتهان للأجنبي‮ ‬أو الانسجام المطلق مع استراتيجياته وخياراته‮ ‬بل إن هذه الحالة تزيد من فرص انهيار الاستقرار وتفاقم من حالات اختراق الأمن الوطني‮ ‬والقومي‮.‬
ومن ذلك فإنه‮ ‬يخطئ من‮ ‬يتصور أن بوابة الاستقرار السياسي‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬في‮ ‬مجتمعنا اليمن هي‮ ‬الخضوع لرهانات الأجنبي‮ ‬وخياراته في‮ ‬الغطرسة والهيمنة وفي‮ ‬ظل الأوضاع الحالية التى نعيشها فإننا بحاجة إلى مشروع المصالحة الداخلية‮ ‬يشارك فيها جميع أبناء اليمن دون استثناء لأحد منهم حيث أن تحقيق الأمن والاستقرار في‮ ‬ربوع السعيدة لا‮ ‬يتأتى إلا عن طريق المصالحة بين السلطة والمجتمع بين النخب السياسية والثقافية والاقتصادية بحيث‮ ‬يلزم توفير مناخ جديد‮ ‬يزيد من فرص والوفاق والتوافق ويقلل من إمكانية الصدام والصراع المفتوح بين الخيارات المتوفرة في‮ ‬الساحة لأننا جميعا‮ ‬نخب سياسية وشخصيات اجتماعية وعسكرية‮ ‬لانمتلك القدرة الحقيقية لإنجاز حلول جذرية لأزماتنا ومشكلاتنا‮ ‬واستمرار أوضاعنا وأحوالنا على حالها سيفاقم من الأزمات وسيوصلنا جميعا‮ ‬إلى شفير الهاوية والتي‮ ‬لن‮ ‬ينجو منها أحد ومن‮ ‬يعتقد‮ ‬غير ذلك فهو مخطئ في‮ ‬حق نفسه ووطنه‮.‬
لدلك وفي‮ ‬ظل أحوالنا المتردية والتحديات والمخاطر الكبرى التى تواجهنا من مختلف المواقع‮ ‬والتي‮ ‬خنقتنا طيلة الفترة الماضية حيث لايبقى أمامنا كشعب واحد وموحد منذ الأزل عدا التوجه للتنمية والازدهار والإخاء والأمن والاستقرار‮ ‬وأن نعمل بوعي‮ ‬وإحساس عميق بالمسؤولية لإطلاق مشروع مصالحة سياسية واجتماعية من منطلق حب الوطن وعدم المساس بالثوابت الوطنية ونبذ ثقافة الحقد والكراهية بين مختلف أبناء الشعب اليمني‮ ‬حتى نتمكن من الخروج من هذه الدائرة الجهنمية التي‮ ‬تراكم المخاطر وتكثف من التحديات وتزيدنا ضعفا‮ ‬وتراجعا‮ ‬وانتكاسا‮.‬
إن الثقافة التي‮ ‬تصطنع الانفصال والانغلاق تبتر التاريخ‮ ‬وتقف موقفا‮ ‬مضادا‮ ‬من الوعي‮ ‬التاريخي‮ ‬بينما الثقافة الحوارية هي‮ ‬المنطلق الضروري‮ ‬إلى التقدم الاجتماعي‮ ‬والساسي‮ ‬والحضاري‮.. ‬فا

قد يعجبك ايضا