بلاد الماءö والظمأ
محمد البكالي
محمد البكالي –
ريح تتدلى من أقاصي بردú وشهقة عابرة ببقايا ابتسامة نجدها على الطريق حين مررت أدركت سر وقوفي الطويلö على مشارفö الألمú .
الضوء ينتزع أنفاسه من مصابيح عالقة على صدرö الظلام الوجود يحتسي طلقة العدمö الأخيرة ونحن موغلون في سردö صمتنا حتى الإنطفاء رجال يكتبون الله على أرواحهم بعمقú نسوة يقطرن من أقاصي الوجع صبية يتركون ملامحهم في عيوننا ويعبرون نحو السلامö بكلö ما أوتوا مöن شجن .كانتö الجبال التي اكتستú بالخضرة تتثائب وسرعان ما تمر سحابة لتخفي الأمر عنا وهي تتمدúد ببطúء على تفاصيلö الجبل وتنسى أن تحمل معها خيبة هذه البلاد المترامية الأحزان .
كنت لا أدري لماذا يسرöقني الهم من هذه الطيúبةö الباذخة !! جبل برد حودة كبورة الجبوب مفردات تمدك بالعزيمة وأنت تتسلق جبالا لا تدري إلى أين بك تمضي كانت سيارة البرادو ذات الموديل الجديد تترنح بنا رغم ما زودتúها به اليابان من جلد وصبر ú وهي تشق وعورة ظلتú حöكرا على ريمة حتى الآن .
الروح المتدفقة بالمتانة والعمقö التي يمتلöكها الشيخ قاسم مبخوت صاحöب مبادرةö الرحلة والذي يتقدمنا في السيارة لم تحوجúنا إلى شيء إلا عدم قدرتي على التفوهö ببعض الألم الذي خلفه السكري على أعضائي والذي انتهز فرصة مشاقö الرحلة ليزöيد من وطأتöهö .
نحمل أنفاسنا مغمورين بسكينة زرقاءö تحثنا على التمسكö بالشيخ رغم إلحاحö نöداءاتö ابنتي على الجوال في وضúعيúهö العام والصامتú .
للشيخö قاسم طريقته في جبúرö خواطر تلك البلاد وأهلها والتي غادرها منذ عقود ليعود إليها ابنا بارا يطمئنها بتحقيقö رؤياها فيه والتي أسرتú بها له ذات بكاءú وبöبطلانö إدعائاتö الريحö التي نقلتها من مصادر مشكوك في أحقيةö الأمواجö التي تحملها بحركة المدö والجزúرö .
لا أدري لماذا كلما لمحته عادتú بي الذاكرة إلى الفاتحين الأبطال وقöصصöهم وهم يعودون إلى أدúراجهم سالمöين بعد خوض مغامراتهم الضاريةö ولكن مغامرته كانت مع المدنية فحسبú والتي استنتجت من أحادöيثöه أنها لم تنتهö بعد .
هيئته المفرطة في الوقارö ليستú سببا منطقيا للعودةö بذاكرتي إلى قصص ذي يزن أو أبو العلاء الحضرمي ثمة أسباب كثيرة ما زالت روحه الكريمة تحتفöظ بها لربها.
ربما استاء البعض مöنا من إنضمامö (عبد الجبار) موظفö الخدمة المدنية إلينا من الجبين دون مبرر لذلك إلا أن الأمر بدا طبيعيا بعد أن تحول إلى ضحكة سمراءö تتنقل على شفاهö الجميع .
في ذاكرتي الآن حشد من الأسماءö أولها الشيخ قاسم وآخرها صخرة عالقة على عنقö الجبل منتظرة لحظة سقوطöها .
ياالله !!! لهجة خالية من الضغينةö تتسلل من أفواهö الناس والحياة خالية من الكلسترول تماما .
سآوي إلى واد يعصöمني من الخوفö – هكذا لفظت بها وأنا أتشبث بكراسي السيارةö وهي تمúعöن في خوضö معركتöها مع الصخور المتناثرة هنا وهناك لöتوآزöر سائöقها الشجاع بالطبعú .
ليس بالإمكان أفضل مما كان …. قفزتú هذه العبارة إلى ذهني وأنا أعود مöن مطار الحديدة برفúقةö الشيخ قاسم والأستاذ غالب والصمت يلتحöف وجوهنا بعد فشل محاولتöنا السفر إلى صنعاء جوا دون أن نعرف سبب الفشل .
ربما كانتö الطائرة تريد أن تلحق صلاة المغربö في صنعاءö قبل حلولö الظلام حيث أن كهرباء صنعاء ما زالتú مختطفة من قöبلö مجهولين.
وعلى ما يبدو أن الساعاتö التي يحمöلها القائمون على المطار كانتú غير مضبوطة على توقيت شاطئ الحديدة فاضúطررنا إلى الرجوع لöتقöلنا السيارة عبر طريق مناخة الحافل بالقبائل التي تتولى مهمة الدولة في التهامö سكينة المارين بها صعودا ونزولا تلك الطريق التي في كل منعطف بها لي ذكرى سيئة مع شبحö التقيؤú.
أو ببعض طلاب الثانوية الذين يحتجزون السياراتö ليوافق وزير التربية على نقل مراكز امتحاناتö الثانوية من العاصمة إلى بلادهم ليتúسنى لهم الغش بأمانú لا أدري أ