فوانيس رمضان
علي محمد الجمالي
علي محمد الجمالي –
تعارف الناس في وقتنا الحاضر وفي وقت التقدم العلمي والتكنولوجي وفي عهد الكهرباء التي لا تنقطع في بعض البلدان إلا كل خمسين عاما وفي وقت الضرورة القصوى.
فاصبحت بذلك الفوانيس رمزا جميلا وتحفة ترمز إلى الماضي التليد وفي بعض البلدان العربية ومنها مصر يرمز الفانوس إلى قدوم شهر رمضان والاحتفال به بتعليق الفوانيس الحديثة المزركشة والمضاءة بلمبات الكهرباء على بوابات عماراتهم وابواب محلاتهم وبلكونات منازلهم وشققهم إحياء لهذه المناسبة الكريمة.
اما نحن فالفانوس هو رمز تعاستنا وسوء استخدام السلطة من قبل بعض مسؤولينا وهو الشاهد الحي على تعاسة الفرد والمجتمع في بلادنا وان مرور خمسين عاما على الثورة اصبح في مهب الريح لأن الماضي المظلم يشدنا اليه اكثر مما يشدنا الحاضر بعلومه ومعارفه وتكنولوجياته.
وهكذا يتكبد الفرد والمجتمع في بلادنا جرعات الظلام القهري وبرنامج طفي لصي وبدلا من تعليق شريط برتقالي على الذراع للاحتجاج تقطع اسلاك الكهرباء وتعلق على الأبراج للاحتجاج والابتزاز والكسب غير المشروع هذه هي ثقافة الاحتجاج في بلادنا وهذه هي الوسائل الهمجية للتعبير عن الانتماء الحزبي والولاء المناطقي والأسري.
الا ترون معي بأننا مظلومون في هذا الوطن وان الوطن مظلوم بنا وتصرفاتنا الهمجية ونعراتنا الجاهلية التي لم يمنعها دين أو إسلام ولم يردعها قانون أو عقوبة ومن العجيب ان مسؤولينا يشكون منا ونحن نشكو منهم ولذلك ضاعت الصعبة.!
يا اخوان رمضان هذا العام تبدو لياليه مظلمة اكثر من اعوامه السابقة لأن من يعطون اسلاك الكهرباء وينسفون ابراجها مخيمون إلى جانب تلك الأبراج المعلقة والأسلاك التي يقطعونها والأبراج التي ينسفونها متحدين ومانعين للفرق الهندسية من إعادة ربط الأسلاك ونصب الأبراج فكيف سيكون رمضان وسيكون عند المواطن أمل برمضان.. الفانوس فيه تحفة قديمة لا وسيلة للاضاءة ولعن الظلام والظالمين.
ان كل مواطن مغلوب على أمره وعاجز عن شراء مولد كهرباء صيني وشموع ووسائل إضاءة اخرى يناشد تأمين خطوط الكهرباء والنفط ولو في شهر رمضان فقط لان رمضان بحاجة إلى نفقات مالية مضاعفة عن الأشهر الأخرى وفي آخره عيد.. يعني فلوس من أوله إلى آخره وهذا يتطلب كهرباء غير منقطعة ونفط غير مقطوع لكي يشتغل الناس واصحاب الدخل المحدود ليلا ونهارا لسد طلبات أسرهم وأولادهم وإشباع بطونهم الجائعة وافواههم المفتوحة.