تمويل مشاريع الشباب الصغيرة .. بيع علني للأحلام
تحقيق أمل عبده الجندي

تحقيق/ أمل عبده الجندي –
برغم قصص النجاح الكبيرة التي تمخضت عن المشاريع الصغيرة إلا أن الكثير من الفقراء من أصحاب الأفكار الجيدة يقفون اليوم أمام بنوك ومؤسسات التمويل أملا في الحصول على قروض صغيرة يبدأون بها حياتهم ولكن ذلك لا يجدي نفعا للبعض أمام الضمانات والفوائد الباهظة التي تطلب منهم ومع أن ذلك من حق المؤسسة أو البنك الذي يتم طلب القرض منه إلا أن هناك الكثيرين لا يمتلكون هذه الضمانات فما هي الحلول البديلة والممكنة التي يمكن أن تسهم في تبني هذه المؤسسات لمشاريع صغيرة تساهم في التقليل من نسبة البطالة¿
أمين قاسم 27عاما حاول اللجوء إلى أحد بنوك تمويل المشاريع الصغيرة ولكن افتقاره للضمانة التي يطلبها البنك جعله يقف حائرا أمام أفكاره التي بإمكانها أن تنتشله من بؤرة الفقر لعدم قدرته على الإيفاء ببعض الشروط الواجب توافرها لحصوله على القرض.
وكذلك محمد مثنى ناصر الذي لم يستطع إحضار ضمانة مالية للبنك يقول: ثمة مصاعب تواجهنا أثناء محاولتنا الحصول على قرض نبدأ به مشروعا صغيرا يدر علينا دخلا نعتاش من ورائه كالضمانة التي من غير الممكن أن نستطيع توفيرها بسهولة إضافة إلى الفائدة التي تتعدى 25% من قيمة القرض.
وفي المقابل فإن هناك من استطاع الحصول على الضمانات وبدأ مشروعه الخاص بمبلغ 60 ألف ريال يقول هيثم قائد: عملت جاهدا في كثير من الأعمال لكن لم يكن بمقدوري أن أفتح بيتا وأتزوج إلا بعد أن اقترضت مبلغ ( 60.000 ) ريال اشتريت بها بعض العطور التقليدية وبدأت أبيعها أمام المطاعم وهكذا حتى وصلت إلى فتح محل للعطور وتزوجت وأصبحت لدي عائلة وأنا أنصح أي شاب ألا يجعل الضمانات حجر عثرة أمام فكرته القوية.
البيئة غير المناسبة
وتوضح شادية الحبيشي -المدير التنفيذي لجمعية الأسرة الاجتماعية للتنمية- أن الجمعية بدأت بمشروع أنشطة التمكين الاقتصادية للشباب وكانت هناك العديد من البرامج والأنشطة قامت بها الجمعية كالدورات التدريبية والتأهيل في ما يخص الجانب الاقتصادي لكلا الجنسين ولكن هناك عائقا أمام الشباب من ناحية البيئة لإقامة المشاريع الصغيرة .. تقول: لاحظنا من خلال اللقاءات التي تمت مع الشباب ومؤسسات التمويل الأصغر وصناع القرار وأصحاب المنشآت أن هناك مشكلة في ما يخص البيئة المواتية لتنفيذ المشاريع الصغيرة.
وأشارت إلى أنه تم مسح ميداني لـ 200 شاب وشابة لمعرفة توجهاتهم للأنشطة والمشاريع التي يفكر فيها الشباب وخلصنا إلى 60 استمارة فقط كانت مشاريع منطقية وعقلانية يمكن للشباب تنفيذها وعملت الجمعية على تدريب هؤلاء الشباب حول كتابة المشاريع وإدارتها وكيفية التسويق للمشروع وإدارته وتم عمل دليل إرشادي في ما يتعلق بالمشاريع الصغيرة للشباب على اعتبار أن هذا الدليل يعتبر بداية الطريق لإقامة مشاريعهم الصغيرة الهادفة.
فكرة المشروع
وحول القوانين السائدة تقول: هناك مشكلة في ما يخص جانب القوانين المتعلقة بمؤسسات التمويل الأصغر تعكس أن المؤسسات لم تقم بمهامها بالشكل الأفضل وأنه لابد أن تكون هناك رؤية ورسالة واضحة في الآلية التي يتم من خلالها دعم الشباب بمشاريعهم الصغيرة من حيث الوحدة الخاصة بالإرشاد والدعم الفني للمشاريع الصغيرة الشبابية على اعتبار أن تلك الوحدة تقدم استشارات للشباب من بداية الفكرة وكيف يمكن لهذه الوحدة أن تساعد الشباب على أن يخرجوا بفكرة مشروع وما هو المشروع المناسب وكيفية الحصول على التمويل وما هي احتياجات السوق.
وأكدت أنه سيتم خلال المرحلة القادمة تدشين حملة بهدف توفير البيئة المناسبة والمواتية لإقامة ودعم المشاريع الصغيرة للشباب من كل القطاعات المختلفة سواء كانت منظمات أو قطاعات خاصة أو حكومية وكذلك شبابية وشخصيات اجتماعية وسياسية بهدف إيجاد نوع من الشراكة مع جميع الجهات لأن الموضوع مهم.
مصدر للعملة الصعبة
ومن جانبه أوضح الدكتور/ صلاح المقطري -أستاذ السياسة والاقتصاد بجامعة صنعاء- أن المشروعات الصغيرة من المشروعات المكثفة للعمل وهي ذات أموال متواضعة وفنون إنتاجية بسيطة كما أنها تحد من الهجرة وتستخدم تكنولوجيا للموارد المحلية لذلك فهي المناسبة والملائمة لاقتصاديات الدول النامية قبل أن تكون مناسبة للدول المتقدمة لأنها تعمل على امتصاص البطالة ومكافحة الفقر وكذلك إعادة توزيع الدخل وتلبية الكثير من الاحتياجات الأساسية.
وأكد المقطري أن مشروعات الشباب الصغيرة أصبحت تحتل جزءا كبيرا من اقتصاديات هذه الدول على المستوى العالمي وتساهم بحوالي 45% من الاقتصاد العالمي كما أنها تساهم بحوالي 60% من الاقتصاد المحلي وما يقارب 30% من صادرات هذه الدول أي أنها لا تقتصر فقط على مسألة استغلال الموارد المحلية ولكن أيضا ع