الزرقة …
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
كالعادة , والخروج عنها خروج على نواميس الكون , هاهي ذكرى وفاة الأستاذ الزرقة ستمر اليوم مرور الكرام , لن يشير إليها أحد , ولن يتذكره أحد , لكننا من ( أحرق دمنا ) سأتذكره بكل الخير , فلم نسمع نقابة بالتحديد حتى تشير إليه , ولم نسمع كلية قالت هذه دفعة الزرقة , ولم أسمع من كانوا ( محسوبين ) حتى يتذكرونه بـ ( رحمك الله ) , ولا عجب فقد وصلنا إلى حد الاقتتال في ردهات وصحون المساجد ما عاد باقي إلا الزرقة نتذكره !! نحن مشغولين بالجهاد على أبواب المساجد وعلى أبواب المقايل لتدبير الأمور , , وقد رفعنا شعار ( من لا مقيل له لا منصب له ) , ولذلك أنت ترى اللاهثين مساكين وقد دوخوا سياراتهم من طول اللف والدوران على مقايل صغار القوم , ولا أدري كيف تذكرت صاحبي وابتسمت !!! . الزرقة اشهد بأنه كان عنوانا للنزاهة والإيثار إلى درجة أنني تخيلته إحدى الجدات الطيبات حين يظل صارا لحاجته حاجة الناس , ولا زلت أتذكر ( مساميره المذحلات ) لكنها مسامير أستاذ , لا ينفك يبحث عنك , يشهد لك , يراجعك , تتعلم منه , أتراني بالغت ¿¿ قلت ما أنا مقتنع به , ومقتنع أنه في لحظة عاطفة انبرى بعض من المحسوبين عليه وقالوا ( سنجمع كل ما كتب ) فلم يجمعوا ولم يظهروا , وحسبي أنني كواحد من تلامذة هذه الصحيفة ذكرت به وليس لي في ذلك فضل , فقد خطوت خطوة أتمنى إن تلحقها سيادة النقابة !! التي يقينا لن تتحرك خطوة واحدة وكيف لها أن تتحرك وهي لم تحقق طوال وجودها من لحظة تأسيسها ما يحفظ كرامة المنتسبين لها !!! . الزرقة الأستاذ ذهب والبردوني ذهب والبشاري يحي ذهب , والوصابي ذهب , وشكيب ذهب , وشجاع الدين ذهب …. ونحن سنذهب , ولأننا فقط موظفين في كشوفات الخدمة المدنية فلن يتذكر الجميع أحد , والطابور يطول والأموات الأحياء في بيوتهم أكثر من هم في باطن الأرض التي هي خير وأكرم لمن يحس بكرامته !!! فأفضل أن يدفن حتى لا يأتي يوم يضطر تحت وطأة الحاجة لان يمد يده , والزرقة كان أحد هؤلاء الذين يعانون بكرامة ولا يخرجون من أبواب بيوتهم , وقد أساء إليه من أساء الله لا سامحه , ولم يبق يتذكره إلا من كان يحرق دمهم وعشت يا مساح كريما وفيا مبادرا , ولا نامت أعين من يتنكر لأساتذته … ورحمك الله يا زرقة ….. ورحمك الله يا أحمد البشاري …