تعاطي الأدوية في رمضان.. تحكمه ضوابط ومعايير

خالد سلطان الأكحلي


خالد سلطان الأكحلي –
في شهر رمضان يوغل البعض من المرضى في الخطأ غافلا عن ضرورة التزامه بالدواء فتارة يهمله وتارة يوقفه ويمتنع عنه وكلا الأمرين نتائجه غير محمودة العواقب.
وعلى الطرف الآخر هناك من يتناول الدواء جزافا من تلقاء نفسه دون توصيف أو ترشيد .. ينشد بعشوائية استخدامه الصحة والشفاء دون طائل ليجده على العكس يوقعه في معاناة أفدح وأوسع أدناها إضعاف فاعليته وكفاءته في البرء وتحقيق الشفاء وأعلاها زيادة إلحاق الضرر بالصحة وآثار غير المحمودة العواقب.
وفي هذا اليوم الرمضاني المبارك نضع رحالنا لنقف على حديث الدكتور/ خالد سلطان الأكحلي- اختصاصي الصيدلة بما شمله من توضيح لما التبس فهمه وإدراكه من البعض للحكمة المتوخاة من مواصلة المرضى للعلاج دون إخلال أو انقطاع خلال رمضان حيث يقول:
الصيام نعمة لا تقدر بثمن فيه خلاص الجسم من بقايا الفضلات الغذائية غير المرغوب فيها ومخلفات الهدم والمواد السامة في الدم وخلايا الجسم نتيجة الإمساك عن الملذات من مأكل ومشرب وخلافهما طيلة النهار.
وبطبيعة الحال يبدو الوضع مختلفا في رمضان فيما يتعلق بتناول الأدوية التي يستطيع الجسم طردها عن طريق الـكلى على هيئة مخلفات لتخرج مع البول فبالإمساك عن شرب الماء والسوائل نهارا تقل عملية إخراج وتصريف البول بواسطة الكلى ليعاد امتصاص الدواء مجددا من الكليتين بمعنى أنه مع الصيام والإمساك عن الطعام والشراب يعاد تركيز الدواء المتناول في الجسم ويطول مفعوله فيه.
ويعزز هذه الاحتمالية زيادة حرارة الجو وبذل المزيد من المجهود نهارا ومن الأمثلة على تلك الأدوية مجموعة (الأمينوجلايكوزايد) وهي ضمن مجموعة المضادات الحيوية.
وللكبد إسهام – إلى حد بعيد- في ثبات تركيز الأدوية المستخدمة بطريقة الحقن وإطالة المفعول.
غير أن الإفراط في الأكل إلى حد التخمة في الإفطار ووجبتي العشاء والسحور – في حد ذاته مشكلة- وخاصة الإفراط في تناول المواد الغذائية العسرة الهضم كاللحوم والشحوم والأجبان والمقليات بالسمن والزيت.. الخ كون تمثيل الكبد لها وخزن الفائض منها يكون على حساب تمثيل الأدوية المستخدمة ليسهل إخراجها بواسطة الكلى مع البول أو بواسطة الكبد كمادة (الأريثرومايسين).
لذا يتعين بهذا الخصوص:
– تجنب الإفراط الزائد في التغذية ليلا في رمضان والإقلال من تناول المواد المعقدة عسرة الهضم لنيل الحكمة الصحية من الصيام .
– تجنب تعاطي الأدوية من تلقاء أنفسنا إلا للضرورة وبإرشاد طبي.
– تناول المزيد من العصائر وشرب الماء ليلا وعند السحور.
– عدم الخلود إلى الراحة المفرطة كالاسترخاء والنوم لساعات كثيرة ليلا أو نهارا خلال شهر رمضان.
وجدير بنا ونحن نتطرق إلى موضوع تنظيم تناول الأدوية في رمضان والذي نأمل من خلاله مساعدة المرضى ممن تتطلب حالتهم المرضية استخدام دائم للأدوية في ظروف مغايرة وهي الصيام والإمساك ممن لا يشملهم العذر والرخصة للإفطار.. جدير بنا توضيح ما يجب عليهم اتباعه عند تناولهم جرعات العلاج خلال هذا الشهر المبارك مع الأخذ ببعض الملاحظات العامة وهي على وجه التحديد:
– وجوب استمرار التقيد بتعليمات الطبيب المعالج وهذا يشمل كل المرضى على اختلاف أحوالهم بما فيهم المرضى المرخص لهم بالإفطار في رمضان.
– المرضى المقرر لهم جرعة واحدة يوميا من الدواء المستخدم لأية حالة مرضية لا مشكلة لدى هؤلاء في استخدامهم لها ليلا بدلا من النهار وهذا ينطبق على مرضى السكر سواء الذين يستخدمون حقن(الأنسولين) أو الحبوب.
– الذين يتناولون جرعتين صباحية ومسائية أو ثلاث جرعات في مواعيد الوجبات الثلاث في أشهر الفطر يمكنهم استخدامها في الليل في رمضان بنفس الطريقة فتكون الجرعة الأولى وقت الإفطار والثانية قبل منتصف الليل بساعة. أما الثالثة فعند موعد السحور وفقا للتعليمات بخصوصها.
– العلاج الذي يتطلب تناول أربع جرعات يومية أي كل ست ساعات كالمضادات الحيوية التي يتم تعاطيها بالفم يمكن إزاءه الاكتفاء بثلاث جرعات فقط للحالات المرضية البسيطة غير الحادة لأن الإمساك نهارا حتما سيساعد على إطالة أمد مفعول الدواء.
ويمكن للمريض هنا تناول نصف جرعة زائدة من نفس الدواء مع الجرعة الثالثة المقررة قبل الفجر.
– من الخطأ تعويض الجرعة بأخرى بطريقة الحقن في نهار رمضان مع الإمساك بغض النظر عن كونها حقنا عضلية أو وريدية لمجرد الشبهة ففي الأمر تحفظا من الناحية الدينية والشرعية لاسيما الحقن المائية كونها مفطرة تبل العروق وهذا يشمل -أيضا- كافة الحقن التي يدخل في تركيبها نوع أو أكثر من العناصر الغذائية (بروتين دهون كربوهيدرات فيتامينات أملاح ومعادن) ول

قد يعجبك ايضا