الأسر اليمنية‮.. ‬حالة استنفار لتلبية متطلبات شهر رمضان

تحقيق‮ : ‬زهور السعيدي

تحقيق‮ : ‬زهور السعيدي –

أسواق عامة تعج بالباعة والمتسوقين‮ ‬ومعارض استهلاكية مزدحمة على أخرها‮ ‬وسباق محموم على شراء المواد الاستهلاكية من الأغذية والكماليات من قبل الجميع‮ .. ‬هذا ما‮ ‬يبدو عليه المشهد العام في‮ ‬الأيام الأخيرة من شهر شعبان سنويا وبصورة دائمة حيث تعيش‮ “‬الأسرة اليمنية‮ ” ‬في‮ ‬مثل هذا الوقت من العام وقبيل ايام من حلول الشهر الكريم في‮ ‬حالة استنفار واسعة استعدادا لقدوم رمضان وتلبية متطلباته من المواد والتموينات اللازمة‮ ‬وهو ما‮ ‬يراه كثير من المختصين الاجتماعيين سلوكا‮ ‬استهلاكيا‮ ‬مبالغ‮ ‬فيه وممارسة خاطئة وغير مبررة من شأنها ان تضيف المزيد من الأعباء المادية على ميزانية الأسرة في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تكون فيه هذه الأسرة بحاجة ماسة إلى استثمار ما‮ ‬ينفق في‮ ‬هذا الهلع الاستهلاكي‮ ‬في‮ ‬أمور أكثر نفعا‮ ..‬
‮” ‬الأسرة‮ ” ‬حاولت من خلال هذا التحقيق مناقشة هذه الظاهرة من جوانب مختلفة‮ .‬

هستيريا التسوق
شهر رمضان مناسبة دينية عظيمة وتطوي‮ ‬عبادة الصوم التي‮ ‬فرضت فيه على كثير من الحكم والفضائل‮ ‬غير ان كثيرا‮ ‬من الناس أصبحوا‮ ‬يتعاملون مع هذا الشهر الفضيل وكأنه محطة للتفنن في‮ ‬تناول المأكولات المتعددة الأشكال والأصناف‮ .. ‬ويقول الدكتور محمد الشرجبي‮ ‬بأن حكمة الصيام أصبحت مفقودة عند الكثيرين لذلك تجدهم‮ ‬يعدون العدة في‮ ‬إيجاد التموينات الغذائية منذ وقت مبكر ويضيف‮ ” ‬بل ان من هؤلاء من‮ ‬يصاب بهستيريا التسوق قبيل حلول الشهر الكريم وإذا به‮ ‬يشتري‮ ‬المقتنيات الغذائية بكميات كبيرة وزائدة عن حاجته وحاجة أسرته‮ “‬
اخطاء متكررة
ويؤكد الدكتور الشرجبي‮ ‬بان هذه السلوكيات الخاطئة التي‮ ‬تتكرر باستمرار وخاصة في‮ ‬رمضان المبارك‮ ‬غالبا ما تؤدي‮ ‬إلى كثير من الأعباء المادية على الأسرة جراء المبالغة في‮ ‬اقتناء الأطعمة والكماليات التي‮ ‬تقدم خاصة في‮ ‬وجبتي‮ ‬الأفطار والعشاء ناهيك عن ما‮ ‬يسببه التناول المفرط للمأكولات من أمراض نلمس نحن الأطباء زيادتها خاصة خلال شهر رمضان المبارك‮.‬
وعلى الرغم من ان الصيام‮ ‬يساعد في‮ ‬الوقاية من الكثير من الأمراض وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم‮ ” ‬صوموا تصحوا‮ ” ‬الا أن الكثير من الناس مجرد ان‮ ‬يفطر فانه‮ ‬يتناول أطعمة لا حدود لخطورتها‮ ‬
تفرغ‮ ‬للعبادة
امة السلام‮ – ‬ربة منزل‮- ‬وأم لأربعة أبناء رجحت سبب ترددها إلى الأسواق في‮ ‬الوقت الحالي‮ ‬وشراء كل مستلزمات شهر رمضان إلى التفرغ‮ ‬لطاعة الله والعبادة والصلاة في‮ ‬هذا الشهر الكريم‮. ‬وأضافت‮: ‬قبيل شهر رمضان المبارك وفي‮ ‬أواخر شعبان أحاول شراء كل ما‮ ‬يلزمني‮ ‬من متطلبات المنزل للشهر الكريم وأحيانا‮ ‬الجأ إلى الاستلاف من بعض المتاجر أو من الأقارب لاوفي‮ ‬كل ما احتاج في‮ ‬رمضان فأنا اكره التسوق في‮ ‬هذا الشهر الفضيل لأني‮ ‬أريد ان أتفرغ‮ ‬تماما‮ ‬للعبادة واخلص الصيام وابتعد عن ضوضاء الأسواق وزحمتها وضجيجها والتي‮ ‬تفقد الصائم صومه وخاصة ان الناس‮ ‬يكونوا في‮ ‬قمة الغضب والانفعال ويحدث سب وشتم وتجريح أنا في‮ ‬غنى عنه كما ان لي‮ ‬كثيرا‮ ‬من الأبناء والذي‮ ‬يضاعف معاناتي‮ ‬ويضاعف الشراء ولهذا أتردد بشكل‮ ‬يومي‮ ‬في‮ ‬أواخر شعبان وشراء كل النواقص واللوازم لأصوم وأنا مرتاحة‮.‬
يقول‮ ‬يحي‮ ‬العواضي‮- ‬تاجر جملة‮ : ‬تشهد الأيام الأخيرة من شعبان موسما رائعا ومربحا للتجار جميعا حيث‮ ‬يستنفر اليمنيون

قد يعجبك ايضا