لا يمكن لأي طرف منا في السلطة أن يكون ذيلا لدولة أجنبية!
حسين محمد ناصر
حسين محمد ناصر –
> قال “سالمين” هذه العبارة النابعة من قناعة راسخة في نفسه والمعززة على الواقع من خلال اتجاهه الفكري المستقل ومعاملته للآخرين من خلال مصلحة الوطن ومصلحة الشعب فقط ولذلك اختلف معه رفاقه: عندما أصر أن يكون الحزب القادم حزبا ديمقراطيا يمنيا: لا يستفز بمنطلقاته الايديولوجية دول الجوار: فيتم التآمر عليه والقضاء على التجربة الثورية.
قلنا قال سالمين هذه الكلمات في خطابه التاريخي أمام جماهير الصيادين في مدينة الشحر في 17 / 12 / 71م عندما زارها يتفقد الأوضاع العامة في المنطقة وشكر الحاضرين باسم كل أعضاء الوفد الذي رأسه المناضل عبدالفتاح اسماعيل.
ونقتطف هنا بعضا مما جاء في ذلك الخطاب.
> إننا جميعا حريصون على أن تظل الثورة تختط الطريق الواضح والجاد الذي دائما يخدم مصلحة الجماهير من عمال وفلاحين وصيادين وإذا كانت بعض القوى تحاول تعرقل مسيرة الثورة فإن ذلك سنة التاريخ فلكل ثورة ثورة مضادة ونحن نؤمن أننا طالمنا سلكنا الطريق الصحيح فإن اعداءنا لن يتركونا وسيحاولون وضع العراقيل أمام كل الترتيبات التي نعملها في مصلحة الشعب المحروم الذي عاش 129 عاما مكبوت الحرية.. مسلوب الإرادة.. ويجب أن نكون أكثر تصميما وإيمانا بالثورة.. ونكون جنودا مخلصين لها وأن نراقب كل الناس في السلطة.. ونراقب كل الناس في التنظيم لأننا نؤمن أننا إذا كبتنا الجماهير وعزلناها عن تحمل المسؤولية فإن ذلك يعني أننا نسير في طريق غير صحيح سبق أن سلكته الكثير من البلدان وفشلت في أن تحقق أبسط القضايا المهمة والضرورية للجماهير الكادحة من عمال وفلاحين وصيادين فقراء.
> نحن ندرك وأنتم تدركون أن القوى الرجعية لن تترك هذا البلد يحقق مزيدا من المكاسب الثورية ونحن عندما نقول لماذا يحاولون التآمر على الثورة ووقف تطورها بكل ما أوتوا من قوة وامكانيات لأننا اختطينا طريقا جديدا ونحرض الجماهير الكادحة والمحرومة أن يعملوا على أن يسيطروا على هذه السلطة والسلطة عندما تكون بأيدي الكادحين الذين يشكلون الأغلبية من أبناء هذا الشعب فإنهم سوف يتصرفون بإمكانيات الدولة لمصلحة الغالبية العظمى من الشعب الذين هم جزء منه وعلى هذا الأساس فإننا بذلك نستفز القوى الرجعية التي تعودت أن تسلم السلطة لطغة من الحكام والقلة القليلة الممثلة برؤساء العشائر والمشائخ والأمراء أما نحن فنبحث ونقول فين الناس الذين هم من الطبقات المحرومة وعندهم وعي بأن الثورة ثورتهم وقادرون على أداء المهام الرئيسية لإخوانهم المحرومين عن وعي وإدراك هؤلاء نحن نبحث عنهم ونمكنهم من إدارة هذا البلد لتحقيق المزيد من الانجازات لمصلحة الفقراء والمحرومين.
> يجب علينا أن لا نكون موتورين كسلطة وكتنظيم وأن نحاول إلا يكون كل شيء بإيدينا وأن لا نخاف من الجماهير لأننا إذا خفنا من الجماهير فإنها سوف تبتعد عaنا ولن تدافع عن الثورة لأنها لا تشارك في السلطة ولا تستفيد من امكانيات البلد ولذلك فإن أي حكم تقدمي يجب أن لا يخاف الجماهير وعليه أن يدفعها كي تتحمل المسؤولية وأن نسلحها لتدافع عن الثورة.
> نحن يا اخواني عندما نقول هذا الكلام نشعر أننا نمكن هذا الشعب من الدفاع عن نفسه وعن ثورته ويبني تجربة جديدة في اليمن الديمقراطية معزولة عن كل المؤثرات الخارجية ونحرص في الوقت نفسه جميعا جماهير وتنظيما وسلطة أن لا نكون في يوم من الأيام ذيولا لأي دولة أخرى ولا يمكن لأي طرف منافي السلطة أن يحاول أن يتخذ أي سياسة ذيلية تؤدي بالشعب والبلد لأن تكون ذيلا في يوم من الأيام لأي دولة أجنبية.
لا تتعب حالك يا عزيزي حسين!
أخي العزيز حسين محمد ناصر المحترم
تحياتي الأخوية الصادقة ابعثها اليك آملا لك دوام التقدم والنجاح.
أما بعد
فإنني أتابع كل ما تخطله يداك في عالم صاحبة الجلالة وخصوصا حينما تحاول سرد بعض الذكريات المضيئة عن حياة الزعيم الراحل سالم ربيع علي “سالمين”.
ولكثرة ما قرأت لك عن “سالمين” من أحاديث ومواقف إنسانية غاية في النبل فإنني أصبحت ارثي لك لا لشيء إلا لأنك تنفخ في بالونة مثقوبة لا يجدي فيها النفخ فنحن يا عزيزي في مجتمع النبل فيه جرم والصدق كذب والمناضل الوطني إرهابي نحن في وطن يعيش على الكلمات لا الأفعال وطن يحكم بصليل السيوف وضرب الدفوف وطن ليس للفقيد فيه مكان ولا للشريف أو الحاكم العادل موطن قدم إنني أدعوك يا عزيزي حسين أن تتوقف ولا تتعب حالك وتتعب حال من يقرأون لك وتجعلهم يتحسرون على ماض جميل غاب وول(…) إن هذا الزمن قد هيأ الفرصة