عن أي إجازة نتحدث!
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
ليست البطالة هي المعركة الوحيدة التي يخوض غمارها أولياء الأمور يوميا في المنازل, بل أن هناك أمرا آخر يتكرر كل عام ولا احد يلتفت إليه, ولا احد بالأحرى يعير نتائجه أدنى اهتمام ويأتي عام ويذهب عام ونحن في نفس الاتجاه¿, ومهما تحدثت وكتبت فلا احد مشغول بك بالأحرى بالموضوع على أهميته!.
كل يوم أنا وصغيرتي بنفس الموال : أين اذهب¿ طفش! يا ريت المدرسة ترجع! آذي مش بلاد! انتم جالسين تخزنوا ونحن ما ندريش مو نعمل! موال حفظته أنا ظهره ووجهه وقلبه ولا ادري كيف ألحنه وأغنيه, ولا أحد يقول لي كيف¿, وكل عام تتكرر مشكلة الأبناء أول ما تحل الإجازة الصيفية, حيث لا يدري الأبناء ماذا يفعلون¿ وكيف يتصرفون¿ وأين يذهبون¿ فلا دور للسينما, ولا مسارح, ولا لا ولا!, وانعكاسات وقت الفراغ الذي يطول ويطول كثيرة كثيرة, وأنتم تعلمونها ولا تبحثون لها عن حلول!, وتستمر المعاناه وتكبر في البيوت فالأولاد بدأوا يطالبون بحق القات, وبعضهم قد دبر نفسه بـ(ديازبام) يحل المشكلة برمتها وآخرون لديهم سيارات ذويهم يحرثون بها الأرض بمعنى أن دواوين قات جديدة تفتح وشبابا يضيع وضف إلى من يعانون من فراغ الإجازة من اكملوا وانضموا إلى طابور البطالة .. وتخيل كيف هي الصورة بل أنت تراها بعينك في المنازل والشوارع!, في أعوام خلت كان القطاع الخاص يفتح لنا أبوابه خلال الصيف لنعمل بأجور رمزية كنت لحظتها تحس بتحقيق ذات حتى وأن كان العائد رمزيا أنت تتعلم جديدا وتخفف عن الأهل مصروفك اليومي اليوم القطاع الخاص تسيس وصار يدفع ما كان سيخصصه لطلبة الإجازة للمتنفذين ينال بها القطاع الذي لا دور اجتماعيا له رضى هذا الحزب أو ذاك هذه الجماعة أو تلك وحتى القطاع الحكومي كان يقبلنا في الإجازات الصيفية ولا زلت أتذكر ما كنا نستلمه من شركة المحروقات كمرتب في الصيف حتى اللحظة!, للأسف الشديد فلم نؤسس شيئا في هذه البلاد والمخيمات الصيفية التي كان الإعلام يصم الآذان عنها تبين أنها كانت عبارة عن وسيلة للترزق ليس إلا وما كان يخصص لها يذهب معظمه مرتاحا إلى الجيوب واسألوا من كان يشارك فيها سيقول لكم!, وهناك من رفع شعار (إعرف وطنك) ولا عاد عرف وطنه ولا دري أين هذا الوطن! وحتى شركات السياحة كان يمكن لها أن تربح الكثير إذا نظمت سفريات جماعية إلى كل أرجاء البلاد لكن العقم أصابها على ما يبدو فلا سياحة عامة ولا سياحة داخلية وتظل المشكلة قائمة وباقية الأبناء يعانون وأولياء الأمور تطلع أرواحهم والكل يتفرج للكل! وطيب الله أوقات الجميع!.