أحزاب تعيق التغيير في تعز

فيصل الصفواني

 - منذ تسلمه مهام محافظ محافظة تعز والأستاذ شوقي هايل يعمل على إقناع كل مكونات الساحة السياسية على الانخراط والمشاركة في مهام البناء في محافظة تحتل مكان القلب من الجسد
فيصل الصفواني –

منذ تسلمه مهام محافظ محافظة تعز والأستاذ شوقي هايل يعمل على إقناع كل مكونات الساحة السياسية على الانخراط والمشاركة في مهام البناء في محافظة تحتل مكان القلب من الجسد اليمني وتنعكس أوضاعها على عموم المحافظات اليمنية .
وكانت أول خطوة دأب المحافظ على تحقيقها هي الحوار مع كل الأحزاب والمنظمات السياسية في المحافظة وفعلا التقى المحافظ مع كل مكون على حدة واتفق مع الجميع على حضور الاجتماع العام الذي كان أشبه بالمؤتمر السياسي والذي تم تحديد موعده في الرابع والعشرين من شهر رمضان الماضي وفعلا حضر كل ممثلي الأحزاب والتيارات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني باستثناء حزب واحد تغيب عن الحضور متعمدا وهو حزب المؤتمر الشعبي العام .
ويعزى عدم حضور حزب المؤتمر الشعبي العام إلى تعمده إفشال ماسيتم الاتفاق عليه في الاجتماع حيث كان من المقرر ان يتم الاتفاق على النقاط الرئيسية التي من شأنها إنهاء حالة الفوضى والانفلات الأمني اللذان تعيشهما المحافظة آنذاك وما زالت .
وكون حزب كبير مشارك في حكومة الوفاق يمتنع عن حضور اجتماع يخدم مرحلة الوفاق الوطني وأهدافها فهذا يعني لنا أن المؤتمر الشعبي يغذي حالة الانفلات الأمني والفوضى واللا استقرار ليس في محافظة تعز وحدها بل في مختلف المحافظات اليمنية .
ليس هذا فحسب بل إن محافظ محافظة تعز عندما وضع خطة أمنية كان من أهم فقراتها منع المظاهر المسلحة المنتشرة في شوارع المدينة وأحيائها السكنية والتزم بها كل فرقاء العمل السياسي والحزبي وكان أول من يخرق هذه الاتفاقية وكيل محافظة تعز وهو عضو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان وما زال يتعمد الخروج إلى الشوارع الرئيسية وهو محاط بعشرات المرافقين المدججين بكل أنواع الأسلحة الفردية من المسدس إلى البازوكة .
وبهذا يكون الحزب المذكور سلفا قد تعمد إعاقة محافظ المحافظة في أهم إجراءاته الرامية إلى ضبط أمن المحافظة وإعادة استقرارها ثم بعد ذلك نجد قيادات رمزية من المؤتمر الشعبي وخلفها الأجهزة الإعلامية التابعة للحزب تحاول إيهام المحافظ والناس الذين استبشروا خيرا بقدومه أن أحزاب اللقاء المشترك هي التي تعيق جهود المحافظ والدليل على محاولاتهم البائسة أنهم اخرجوا مسيرة مستفزة صبيحة العشرين من نوفمبر الماضي المسيرة التي جابت شوارع مدينة تعز استفزت المواطنين العاديين وربما استفزت المحافظ نفسهوكان عنوان المسيرة وشعارها المستفز”أنا شوقي أنت من¿ ” .
هذا الشعار طبعا كان يسيئ لمحافظ المحافظة أكثر مما يخدمه لكن المحافظ استدرك نافيا أن تكون له أية صلة بالمسيرة نشر النفي على الصفحة الخاصة بشوقي هايل على صفحات التواصل الاجتماعي(face book).
وإذا تتبعنا مسار شعارات تلكم المسيرة آنفة الذكر لوجدنا أنها تهدف فيما تهدف إليه لإيجاد حالة من الخصومة القائمة على أسس عدائية بين المحافظ وبقية الأحزاب السياسية المختلفة مع المحافظ في بعض الجزئيات الإدارية وهذا كان يهدف بحد ذاته إلى إعاقة المحافظ نهائيا من خلال تقديمه كطرف في خصومة سياسية لاتجد ما يبررها من عقل أو منطق .
ومن هنا تبين لنا أن أجندة المؤتمر الشعبي العام تهدف في محاورها الرئيسية إلى إعاقة حكومة الوفاق وإفشال برامجها وكأن حزب المؤتمر يقود ثورة مضادة للعملية السياسية برمتها ليس في تعز وحدها وإنما في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية باعتبار أن هذه الممارسات لاتمثل أشخاصا بحد ذاتهم وإنما تمثل توجهات عامة لحزب سياسي كبير وهذا الموقف المعيق يواجهه كل الوزراء ومحافظي المحافظات من قبل الحزب ذاته وإن أولينا تعز اهتماما خاصا فالسبب في ذلك لأن المحافظة تعتبر محور الارتكاز في العملية السياسية وأوضاعها تنعكس عموما على بيقة المحافظات سلبا وإيجابا.
أضف إلى ذلك أن سكان تعز كانوا مستبشرين خيرا بقدوم شوقي هايل إلى قيادة المحافظة الأمر الذي كان سيسهل عليه عملية البناء لأنه يحظى بتأييد شعبي لكن الذي حدث أن حزب المؤتمر أفسد على الناس فرحتهم بالمحافظ وأفرغ الرجل من محتوياته الإيجابية التي كانت ذخيرة المحافظ للبناء.
في محافظات صنعاء وعدن والحديدة وحضرموت وعمران يحدث نفس ما حدث في تعز وإن كانت الأساليب والوسائل المختلفة إلا أن الهدف واحد والأجندة واحدة والحزب المعيق للتغيير هوذات الحزب الذي يعمل في كل المحافظات اليمنية ومازالت هيئات الحزب للأسف الشديد تعمل بعقلية الرئيس السابق.
ففي محافظة إب عندما قرر مدير أمن المحافظة منع السلاح اصطدم مع أبرز مشائخ المؤتمر ورئيس الكتلة البرلم

قد يعجبك ايضا