قراءة عابرة لفلسفة الحب والحضور

عبدالرحمن سيف إسماعيل


عبدالرحمن سيف إسماعيل –

‮> ‬الإبداع دائما‮ ‬يعبر عن نفسه بأساليب ووسائل مختلفة‮ ‬وها هو ذا المبدع المتألق دوما‮ ‬محمد القعود صاحب فكرة إنزال الثقافة من أبراجها العليا إلى المقاهي‮ ‬والأسواق الشعبية بدءا‮ ‬بمقهى مدهش الذي‮ ‬احتضن قبل أكثر من أربعة أشهر فعالية مع مبدع آخر من مبدعي‮ ‬المستقبل الذي‮ ‬بدأ بشروقه فجرا‮ ‬مع شاب‮ ‬يتلمس طريقه المحفوف بالمصاعب‮ ‬وولج إلى الصباح مبدعا‮ .. ‬جميلا‮ ‬وهو المبدع زياد المحسن الذي‮ ‬تلا للجمهور المحتشد ما تيسر من جمالياته وكنوزه المرجانية واللؤلؤية وأحلامه الوردية النبيلة في‮ ‬ديوانه الثاني‮.. ‬غبار‮.. ‬لم تنته من كتابته الريح‮. ‬وللفعالية روعتان‮.. ‬روعة المكان وطبيعته الشعبية‮ ‬وروعة الإلقاء ومخارج الحروف‮.. ‬والمنتدى بحد ذاته بداية للتأصيل‮. ‬وإعطاء الثقافة مضمونها الشعبي‮.‬

أي‮ ‬أن‮ ‬شاعرنا زياد أبدع مرتين‮:‬
الأولى عندما كتب القصيدة‮ ‬والثانية عندما ألقى القصيدة بأسلوب الفنان المتميز الأصيل الذي‮ ‬استطاع بوعيه وإداركه أن‮ ‬يصطاد بفرشته السحرية جمالية الكون وبعيون الطبيعة ذاتها والإبداع والتألق‮.‬
بإلقائه المتميز أعاد خلق القصيدة‮ ‬والقصيدة عنده عبارة عن فسيفسات‮ ‬وصور جمالية متصلة بالمكان والزمان‮.. ‬تحمل مضامين فلسفية ووجدانية رائعة‮.‬
استطاع شاعرنا بوعيه الكبير‮ ‬وتجربته الصغيرة أن‮ ‬يختزل فيها تاريخ القصيدة العربية منذ أن ولدت في‮ ‬رمال الصحراء إلى أن أصبحت منتجا‮ ‬عصريا‮ ‬تتعاطى مع أكثر الأدوات تقنية وتقدما‮.‬
وقد أحسن الأديب‮ ‬الناقد عبدالرقيب الوصابي‮ ‬اختزال تجربة هذا الشاعر المتألق‮. ‬بأعتباره مجددا‮ ‬للمفردات الشعرية والجمالية‮ ‬وخالق للجمال الوجداني‮ ‬فقد استطاع توضيف مفردات قرآنية وأخرى في‮ ‬القاموس الشعري‮ ‬العربي‮ ‬في‮ ‬سياق النص الشعري‮ ‬مستفيدا‮ ‬من ثقافة العصر‮. ‬واستطاع الوصابي‮ ‬بحسه وحدسه الناقد وأفقه الواسع الذي‮ ‬أذهل الحضور أن‮ ‬يكشف عن جذور إبداع المحسن المتصل بإبداع‮ »‬المتنبي‮) ‬وبالمثل أعتبر الناقد علوان مهدي‮ ‬الجيلاني‮ ‬أن هذا المبدع ظاهرة ابداعية أصيلة لها اسلوبها ومفرداتها الجديدة‮.‬
تعامل مع مفرداته اللغوية بجمالية فلسفية متميزة‮. ‬فاللشاعر المحسن فلسفته الخاصة واسلوبه المتميز‮.. ‬مزج ثقافته بجمالية الطبيعة الخلابة‮.. ‬جمالية ريمة وتهامة وصنعاء وغيرها‮.‬
لايختلف المختلفون حول هذا المبدع بمختلف ثقافتهم وتوجهاتهم قدمه الدكتور‮ / ‬عبدالعزيز المقالح في‮ ‬مقدمة ديوانه على أنه واحد من المبدعين الشباب الذين‮ ‬يمكن القول بثقة تامة إنهم ولدوا شعراء‮.‬
فعلا‮ ‬أحسن المحسن استخدام الحروف والكلمات‮.. ‬وأحسن تقديم أفكاره بلغة سهلة ومحببة‮.. ‬وأنا أحببت الأستماع لها في‮ ‬فمه‮.. ‬فقد أرقصني‮ ‬طربا‮ ‬لأن صديقي‮ ‬واستاذي‮ ‬المحسن أضاف اليها حيوية وجاذبية‮.. ‬كانت العبارات تتراقص في‮ ‬فمه كأغصان البان طربا‮ ‬لشدو العصافير وهمسات النسيم ولسعات الندى جعلني‮ ‬احب الشعر أكثر وأعشقه كما تعشق الموسيقى القوافي‮ ‬وكما عشق الندى فن الألتصاق بالصخور‮.. ‬استطاع استاذنا المحسن وبجدارة أن‮ ‬يحفر نفسه في‮ ‬الصخر الأصم مستقبلا‮ ‬زاهيا‮ ‬بعيدا‮ ‬عن متطفلي‮ ‬الإبداع ومغتصبي‮ ‬الكلمات والثقافات‮ ‬ومدلولاتها الجمالية‮.. ‬خلق له لغة خاصة مكنته من الولوج الواثق

قد يعجبك ايضا