أكبر أربعة فنادق في سيئون وفندقان في مارب أغلقت أبوابها وسرحت العمالة

تحقيق محمد محمد إبراهيم


تحقيق / محمد محمد إبراهيم –

حرمها الدين والعرف القبلي وجرمها القانون.. فمن جعلها مسلكا لضعاف النفوس
ظاهرة الاختطافات.. خنجر مسموم في خاصرة التنمية..

أكبر أربعة فنادق في سيئون وفندقان في مارب أغلقت أبوابها وسرحت العمالة

قد تكون سائحا مختطفا في ضيافة القبيلة وتحظى بتعامل لائق وكريم لكن الكرم لا يعني لك شيئا أمام جوهرك الإنساني الحر فلحظة إحساسك بكرم الخاطفين تجعلك تحيا شعورا مأساويا بكل المقاييس فابتسامات قراصنة الاختطاف الكرام وتحياتهم تبارك وصولك مربع الأسر الذي جعل حياتك رهانا لحقوق القبائل لدى بعضهم أو لدى الدولة.. حالة ليس لك فيها ناقة ولا جمل سوى أنك شغفت بموطن حفلت به السير الإنسانية والتاريخية مؤكدة لك: إن العربية السعيدة هي منتجع طبيعي مفتوح لتجد نفسك في قبضة وجوه قلبت الصورة رأسا على عقب.. واختزلتها في ابتسامة الكرم وتلويحة نصل الموت وشوارب مغبرة بجفاف القسوة.. والأيمان المغلظة “إن لم … فـ ….”..
فكيف تحول الاختطاف إلى ذريعة حقوقية ووسيلة ابتزاز عن حق لا تعرف الضحية “المختطفة” منه سوى إنه بدأ شخصيا وانتهى بالمظلوم إلى ظالم للوطن والتنمية والمجتمع والقبيلة ¿¿.. هذا التحقيق سيقف باحثا عن إجابة على هذه التساؤلات.. من زوايا الإنسانية والتنمية والانتصار للقبيلة المغدورة بيد أبنائها..

ببساطة وتصرف مقيت ظاهره الحرص على نفس إنسانية خضعت الدولة لمطالب الخاطفين ليكون باطنه مبتدأ الخسران الكبير لهيبة الدولة.. وبدلا من أن نضرب بيد من حديد ونخسر مخطوفا ونربح محاكمة من خطفه أو القضاء على الخارج عن القانون إن واجه الدولة بتمرد على الحق والعرف والقانون نسلك درب المراضاة مع بزوغ أول إطلالة لهذه الظاهرة.. لنفتح الباب على مبررات خاطئة استنفدت منا الوقت والجهد والمال.. وحملت -بالتغاضي عن الحق- صاحبه لأن يحكم الموت في رقبة أجنبي عابر سبيل أو سائح رام السعادة لحظات في ملامح وسمعة أرض الجنتين التي قرأ عنها فاكتشف العربية السعيدة..
الأهم هنا هو الذهاب إلى النواة الأولى التي أخذت منحى سياسيا وقبليا باتجاه منازعة الدولة سلطة القضاء والعدل والهيبة هو ما حدث في 1989م حيث قامت إحدى القبائل اليمنية بأول حادث اختطاف لأجانب بهدف الضغط على الدولة لتفرج عن شيخ القبيلة الذي احتجز على ذمة قضية ثأر..ولعجز الدولة عن استعادة الأجانب والإفراج عنهم بسلطة القانون وكون المسألة أخذت بعدا سياسيا دوليا انصاعت الدولة لمطالب الخاطفين حفاظا على حياة هؤلاء الأجانب.. هذه الحادثة كانت مبتدأ الطريق أمام القبائل في تحكيم السبيل والخطف ليضغطوا على الدولة من أجل الحصول على مطالبهم المشروعة وغير المشروعة.. وهنا ظهر الخلل في مسار العلاقة التي تربط الدولة بالمجتمع.. فلا الدولة استطاعت أن تحمي حقوق المجتمع من بعضه البعض كمهمة وظيفية لها ولا المجتمع استطاع البقاء بعيدا عن السلوكيات التي قد تسيىء للجميع وتلحق بالوطن الخسران.. لكن غياب الدولة هو المسئول..

استفحال الظاهرة
شهدت فترة التسعينات من القرن الماضي أعتى موجة لاستفحال الظاهرة.. حيث سجلت الفترة “1991 – 1998م”- حسب تقييم مركز دراسات المستقبل الذي ستقرأ في منتصف 98 الاختطاف كظاهرة وليدة على سلوكيات المجتمع اليمني لتشهد تصاعدا غير مسبوق ليصل العدد إلى (116) مخطوفا. وأخذت الحوادث تتطور وتزداد من عام إلى آخر بشكل ملحوظ وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة( 96- 97), والثلث الأول من عام 1998م أكبر نسبة حوادث اختطاف سواء للأجانب من السياح والعاملين في اليمن أو لليمنيين أنفسهم ففي عام 1996م تم اختطاف حوالي 26 شخصا وفي 1997 تم اختطاف أكثر من 40 شخصا وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام 98م وصل عدد حالات الاختطاف إلى 16 حالة”.
تصنيف مكامن استفحال الظاهرة في خارطة القبائل اليمنية –حينها- لفت إلى أن أفرادا ومجموعات من قبائل تنتمي إلى خولان وبني ضبيان ومارب وذمار في مقدمة القبائل التي اشتهرت بعمليات الاختطافات خلال تلك الفترة.. وينتمي المخطوفون عموما إلى (15) جنسية منهم فرنسيون, ايطاليون, ألمان, هولنديون, بولنديون, امريكان بريطانيون, كنديون, روس, بلجيكيون, صينيون, شرق آسيويين وعرب, ويمنيون ومعظم المخطوفين أما سياح (الأغلبية) وأما عاملون في الشركات أو السفارات الأجنبية.

عام الثقافة والسياحة
مطلع أعوام الألفية لم تشهد صفاء من الاختطافات بل شهدت حوادث دموية إرهابية استهدفت السياح الأجانب بالخطف والقتل أو التفجير والكمائن وكان 2004م هو عام العسل الثقافي والسياحي إذ شهدت اليمن ثورة ثقافية وسياحية عمت أرجاء البلد محولة العاصم

قد يعجبك ايضا