فتاة تقتل والدها بقذفه من سطح المنزل
الاسرةعادل بشر

الاسرة/عادل بشر –
عندما غادر سليم القرية على متن سيارة شاص يابانية الصنع الى الحديدة ومن ثم اتجه بعدها الى السعودية مع عدد من الشباب .. لم يكن يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.
ذهب سليم الى بلاد الغربة عن طريق التهريب حاملا على كتفه مسؤولية اسرة كاملة بعد ان اوكل اليه والده هذا الهم الذي تعب منه الاب سريعا.
سليم هو الابن الاكبر بين اخوته الذكور وعددهم الى جانبه ثلاثة ابناء بالإضافة الى ثلاث بنات.. كان والدهم يعمل في بناء المنازل ولكنه تعرض لإعاقة دائمة في حادثة عمل الامر الذي جعله يعجز عن مواصلة هذا العمل فاضطر الى فتح بقالة صغيرة اسفل المنزل الذي يمتلكه ولكن هذه البقالة او (الدكان) باللهجة المحلية لم يغط جميع متطلبات واحتياجات الاسرة.
الاوضاع الصعبة لهذه الاسرة تزامنت مع موجة هجرة غير شرعية لمن هم في سن سليم او اكبر قليلا منه الى الخارج للعمل هناك ومساعدة أهاليهم قدر المستطاع.. فرضخ الاب لهذا الامر وقام بإخراج ابنه سليم من المدرسة وأرسله برفقة احد الرجال الى بلاد الاغتراب.
نجح سليم في تجاوز الحدود وتمكن من الوصول الى المكان المحدد له في المملكة وعمل لدى أحد الاشخاص براتب زهيد وكان يمتلك من النباهة والذكاء ما جعله يستمر في عمله دون ان ينكشف امر مخالفته للإقامة.. بالإضافة الى ان حبه للعمل وإخلاصه وامانته جعل من صاحب العمل يرفع راتبه وايضا يستخرج له فيزة عمل رسمية.
استغرق هذا الامر من سليم خمس سنوات بقاها في بلاد الغربة دون القيام حتى بزيارة واحدة إلى اسرته في اليمن.. وبعد حصوله على فيزة العمل تمكن سليم من زيارة اسرته والبقاء معهم عدة ايام حتى استكمال معاملة الفيزة واستخرج جواز السفر ثم رجع من جديد الى بلاد الغربة ولكن بطريقة رسمية هذه المرة.
كانت الخمس السنوات السابقة التي قضاها سليم في الخارج كفيلة بأن تعركه بشكل جيد وتجعل منه رجلا غصبا عنه.
ولكنها ايضا كانت خمس سنوات سيئة لأسرته في القرية حيث وجد الشيطان مكانا له بين والد سليم وأسرة امه (اخواله) كون والد سليم دخل في شراكة مع شقيق زوجته في عمل استثماري تمثل في قيامهما بشراء سيارة بالشراكة بينهما الاثنين واستخدامها في النقل وكان خال سليم هو من يتولى قيادة السيارة.
في احد الايام وبينما الخال يصعد الطريق الوعر عرض الجبل والسيارة محملة بالركاب والمواد الغذائىة شاءت الاقدار ان تنزلق السيارة بمن فيها الى الوادي ورغم ان الحادثة لم تسفر عن اية وفيات إلا ان الخسارة كانت كبيرة منها تحطم السيارة وإصابة الركاب بجراح بالغة كلف علاجهم الكثير من الأموال.
بحسب الاتفاق بين والد سليم وخاله فإن هذه الخسارة الفادحة يتحملها الاثنان عير ان والد سليم رفض ان يشارك في هذه الخسارة واتهم صهره بأنه سبب الحادثة وكل ما نتج عنها من مصائب.
لم يكن لدى شقيق الزوجة اي وثيقة ببنود الشراكة مع زوج اخته يستطيع تقديمها الى الجهات المختصة كي تلزم الشريك بتنفذ الاتفاقية لذلك لجأ الى شقيقته علها تستطيع اقناع زوجها بإتمام ما تم الاتفاق عليه وتحمل نصف الخسارة خصوصا وان بعض الضحايا رفعوا قضية في المحكمة واضطرت المحكمة الى احتجازه.
حاولت الزوجة المسكينة مع زوجها مرارا ولكنه اصر على تحميل صهره مسؤولية ما حدث وتخلى عنه تماما .. فعرضت عليه الزوجة بيع البقالة الصغيرة وتسديد بثمنها جزء من الخسارة ولكنه ايضا رفض .. وزاد على ذلك بان حذرها من التواصل مع اخوانها وبالتحديد من كان شريكا له في السيارة او حتى زياته في السجن.. مهددا بطلاقها ان حدث ذلك̷