عوضي على الله
سعيد شجاع الدين
سعيد شجاع الدين –
وأنا أسير في طريقي مارا بالسوق لأصل إلى فرزة الباصات تذكرت أن علي أن أكمل ما كنت بدأته الأسبوع الماضي إذ وجدت صديقي منتظرا في مكانه لعلها المصافة فقلما يخرج من بيته أصلا في مثل ذلك الوقت.
هذه المرة وجدته على أحسن حال وطلب إلي أن استكمل قصته أو معاناته بسبب السعلة نتيجة التلوث الذي يراه أكبر خطر يتهدد الناس فقلت له دعني فأنا مشغول بـ »بيت الجلب« فقال لي: أي بيت تقصد¿ أنا بيتي أمس مقلوب فالجهال ذهبوا كلهم الحفل الذي أقامته المدرسة الأهلية وعادوا ومعهم تسجيل للحفل شاهدته في المساء وقد استغربت أن تنفق مدرسة أهلية ٦ ملايين ريال لإقامة حفل بمناسبة إنتهاء العام الدراسي ومثلها العديد من المدارس والجامعات الكل يحتفل إلا أنا!!
قلت له: خلني ببيت الجلب أحسن لي فأنا لأكثر من أسبوع أنام من غير عشاء هيا بنا نمشي فأنت تحب الرياضة كما أن المشي على الأقدام يبعدك من الباصات أم أنك تريد أن تسعل.
في الطريق سألني: لا أدري لماذا الصمت تجاه ما يحدث فهذه السيارات سبب مشاكل كثيرة ولست أنا الوحيد من ينزعج حين يشم الغاز المنبعث منها مع أنني خاطبت المرور أكثر من مرة وتقدمت بمناشدات مكتوبة إلى المجلس المحلي بضرورة السيطرة على الحالة وخلú المطبخ حقك يجلس بلا ضوء وأعتبرها تجربة تعيشها أنت وبيتك.
عندما وصلنا إلى الجولة وقطعنا الخط رأيت شخصا يبدو من شكله وتصرفه أنه مجنون وبعد أن عرفته قاطعت صديقي وقلت له: هذا الرجل أنا أعرفه فقد قالت لي الحجة شذابة إنه كان يأخذ منها القات دينا إلى أن طالبته بسداد ما عنده فحلف أنه كان يسددها أولا بأول فقالت له: اذهب عوضي على الله.
