ظروف غامضة !

أحمد غراب

 - اليمن ظرف مكان وزمان وفاعل وليس ظرفا غامضا ومفعولا به في محل نهب وفوضى كما انه بلد مبني للمعلوم لا للمجهول.
العصابات المسلحة انتشرت والسرقة بالإكراه
أحمد غراب –
اليمن ظرف مكان وزمان وفاعل وليس ظرفا غامضا ومفعولا به في محل نهب وفوضى كما انه بلد مبني للمعلوم لا للمجهول.
العصابات المسلحة انتشرت والسرقة بالإكراه تكررت وحوادث القتل صارت وجبة اخبارية يومية تقلق المجتمع وهذا الجو الملبد بمحاولات اقلاق السكينة العامة للناس لايخلو من جرائم فوضى خلاقة هدفها اثارة الفتنة حزبية كانت أو مناطقية أو قبلية وقد تكون تصفية حسابات اومقدمة لصراعات.
التعامل مع الجرائم التي تحدث على أنها ظواهر طبيعية كالعواصف والزلازل والانهيارات تواجهها الجهات المعنية بالتخمينات والتعازي.
فقط بالمسؤولية والحزم وتطبيق القانون يمكن ايقاف ماكينة القتل والفتنة والتصدي لها.
الأمور تحتاج إلى تكاتف وتنسيق بين مختلف الجهات الامنية فأنت مثلا عندما تذهب لقسم الشرطة وتشتكي بغريم ويرسلون معك عسكريا أو حتى اثنين فيجدون هذا الغريم ومعه بجانبه عشرون شخصا مسلحا ماذا يستطيع أن يفعل العسكري¿
ينبغي أيضا أن يكون هناك خط مفتوح بين المواطنين وبين الجهات الامنية للإبلاغ عن أي جرائم وللتعاون مع الدولة وينبغي انعاش هذا الخط من خلال الاعلام في التلفزيون وبهذه الطريقة يتم اشراك المجتمع في حفظ الامن وفي نفس الوقت تفتح المجال للمواطنين لمساعدة الأمن في الكشف عن ملابسات أي جريمة والأهم من هذا كله انه يعزز الثقة بين المواطن وبين الاجهزة الامنية.
ينبغي أيضا أن يكون هناك توعية قانونية للناس بشكل عملي وليس نظري فقط بحيث يعرف كل فرد ان هناك قانونا ينصفه فلا يتهور ويخترقه فالمواطن يقول لك عجزت عن اخذ حقي بالقانون إذن سألجا اليه بالقوة وقد اندهشت وأنا أسمع الكثير من قصص التقطع. أحدهم يقول لك: فلان مديون لي بمبلغ مليون ريال ورافض يسلمها إن سرت أشتكي به سأنفق ضعف المبلغ وفي نهاية الأمر لن يخرج حقي وإن لجأت إلى القضاء فحبال القضاء طويلة والعمر قصير ماذا أعمل¿! يلجأ القبيلي إلى الاستعانة بمجموعة من قبيلته وقطع الطريق على أهالي غريمه لإلزامهم برد حقه.
عندما يغيب القانون ويحضر الجهل تشيع الفوضى و يتطور الامر ليطال أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث. فعندما يقوم البعض بقطع الطريق في منطقة معينة فإنهم يقومون باحتجاز كل من يحمل بطاقة شخصية تثبت انتماءه للمنطقة الخصم.
فضلا عن ذلك فإن التقطع الذي يحدث من أجل استرداد أموال أو ديون مثلا يتطور على طريقة “جاء يكحلها أعماها” حيث قد يتطور إلى ضرب رصاص وقتل فيتحول إلى ثأر ليأخذ منحى دمويا لم يكن في حسبان أحد.
لنفترض أنني قاولت أحد النجارين أن يعمل لي أبوابا خشبية لمنزلي وتسلم مني سبعين ألف ريال بحضور شهود واتفقنا على موعد محدد لتسليم الأبواب فإذا به يخلف الوعد ويلهف الفلوس ويختفي وينصب علي عيني عينك وليس هذا فحسب بل يقول لي: “سير اشتكي!” ماذا أعمل¿
لو ذهبت أشتكي سأحتاج في أول يوم فقط إلى ما لا يقل عن سبعة آلاف ريال أجرة عسكر وبترول للسيارة التي تحمل بها العسكري وفي أحسن الأحوال ستستمر القضية ما لا يقل عن أسبوعين في كل يوم عليك أن تنفق تعطي لفلان وعلان لكي يتم ضبط غريمك… وتكتشف في نهاية الأمر أنك أنفقت سبعين ألف ريال إلى جانب السبعين الألف التي لهفها النجار ثم لا أنت أعدت السبعين الأولى ولا أسلمت السبعين الثانية!
فما هو الحل¿
الطارف في الشارع يقول لك: “سوي عليه قطاع ولا تطلق سراحه إلا بعدما تأخذ حقك” هذه ليست دعوة لتشجيع التقطع لكنها دعوة لاستئصال مبررات اختراق القانون بشكل عام وتطبيقه على الجميع كبير وصغير دون تمييز.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا